الغائب الحاضر في المجلس الوطني الاستثنائي لـ”البيجيدي”
إذا كان ممن ينطبق عليه الحاضر الغائب في المجلس الوطنيالاستثنائي لحزب العدالة والتنمية، فلن يكون غير عبد الإله ابن كيران، اأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق، خاصة وأن غيابه المؤكد بقرار منه في تلك المراسلة التي أثارت جدلا وسخرية وغضبا ومواقف أخرى، هو نفسه الحضور المؤكد بقرار من بعض إخوانه الذين تابعوا أشغال الدورة الأخيرة للمجلس الوطني للحزب نهاية الأسبوع.
وعلى الرغم من أن الأخبار الواردة من المجلس للوطني الذي عقد يومي السبت والأحد، لا تفيد أن عبد الإله ابن كيران كان حاضرا كقضية، بقدر ما كان تفصيلة من بين التفاصيل وإن برمزية، وإذا تابعنا نفس الأخبار بالتحليل الذي رافقها فقد غطت استقالة إديس الأزمي على أشغال المجلس، ليس لأنه رئيس برلمان الحزب، ولكن للأسباب التي دفعته للاستقالة ونوقشت يوم السبت كاملا، قبل أن يتقرر رفض الاستقالة وعودة الأزمي لإدارة شؤون المجلس الوطني للحزب.
وعلى الرغم أيضا، من أن رفض الاستقالة لم يكن حدثا بالنظر إلى أنه كان متوقعا، خاصة وأن جزءا من أسباب الاستقالة ليست جديدة ولا طارئة ويتقاسمها الكثير من أعضاء الحزب، منهم من يوجد في القيادة ومنهم من يوجد في القواعد، بما في ذلك الموقف من مشروع قانون الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، والذي لا يختلف عليه اثنين في الحزب من كونه جاء في سياق دقيق ويتطلب نقاشا واسعا، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه سعد الدين العثماني في كلمته في افتتاح أشغال المجلس صباح يوم السبت الماضي، حينما قال إن الأمانة العامة قررت توسيع النقاش حول مشروع القانون بمشاركة المتخصصين، وتدقيقه أيضا من قبل برلمانيي الحزب.
وإذا استبعدنا عودة إدريس الأزمي لرئاسة المجلس الوطني، فإن النقاش الذي عرفته الدورة الأخيرة للمجلس الوطني، وفي مقدمته تحميل قيادة الحزب ومنها الدكتور سعد الدين العثماني وضعية التراجع التي تحسها القواعد أكثر من القيادات، والإحالة الدائمة للقضايا الخلافية الكبرى على رفوف النقاش والاهتمام، بدل وضعها تحت مجهر البحث والتحليل والمناقشة والمقارعة الفكرية … إذا استبعدنا هذه القضايا التي يتم التوافق بشأنها على الطريقة التي ستصاغ بها في البيان الختامي للمجلس الوطني، فإن ابن كيران الذي سيتم تشكيل لجنة من قادة الحزب لزيارته للعدول عن فكرة الاستقالة من الحزب، ما دام قد تراجع عن مقاطعة العثماني والرميد والداودي والرباح وأمكراز، فإن عودته الصريحة للحزب قد لا تتجاوز حدود الرمزية … رسالة موجهة لمن يعنيهم شؤون الحزب في الخارج، أكثر ما هي إشارة لإخوة ابن كيران في “التيار” المعلوم.
باختصار، لم تكن استقالجة ابن كيران أولوية لى استقالة الأزمي، ورفض الأولى سيليها رفض الثانية، وعودة الأزمي إلى رئاسة المجلس الوطني للحزب، لن يتأخز عنه عودة ابن كيران للحزب، لكن السؤال الذي سيرافق زملاء ابن كيران في الفترة المقبلة: إذا حدث وتراجع ابن كيران عن استقالته التي ربطها بمشروع قانون “الكيف”، هل يعود لإعلان الاستقالة بعد المصادقة على المشروع في البرلمان؟!
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية