حلم الظفر بكأس أمم إفريقيا يراود المغاربة بعد حرمان دام لسنوات

المنتخب المغربي وحلم الظفر بكأس أمم إفريقيا، حلم افتقده المغاربة أو بالأحرى تناسوه، تبدد أمل تحقيقه في تلك السنوات العجاف التي مرت على الكرة المغربية، كانت المشاركة بحد ذاتها إنجازا والعبور للدور المقبل ملحمة، إلى غاية الجيل الحالي، الذي أعاد للمغاربة ما افتقدوه وهو الحلم والأمل في تحقيق لقب الأفضل بالقارة السمراء والفوز بتلك الكأس التي زحف خلفها أجيال.

جيل بادو الزاكي كمدرب هو آخر من كان قريب من التتويج بها في سنة 2004 عقب بلوغ الدور النهائي أمام البلد المنظم تونس، بعد ذلك تاهت الكرة الوطنية وضاعت لعدة سنوات فقدت مكانتها وهيبتها بعدما كانت تعتبر من بين الأفضل في إفريقيا وصيتها أسمع العالم، بداية من كأس العالم 1986 الشهير بالمكسيك،  بإسقاط الأسود للمنتخب البرتغالي واجتياز دور المجموعات.

كأس أمم إفريقيا 2006 مصر

تزامنت تصفيات كأس أمم إفريقيا 2006 حين مع كأس العالم التي جرت في نفس السنة، التي احتلال المنتخب الوطني المغربي المركز الثاني في مجموعة تضم كل من تونس، مالاوي، وكينيا، أوقعته القرعة مع البلد المضيف مصر، ساحل العاج وليبيا، خسر الأسود أمام ساحل العاج بهدف دون رد ليتعادلوا في المباراتين التاليتين أمام مصر وليبيا بدون أهدفا، ليغادر المنتخب الوطني المنافسة من دور المجموعات برصيد نقطتين، في نسخة كانت بداية لنكسات الكرة الوطنية التي تخبطت فيها لعقد من الزمن.

كأس أمم إفريقيا 2008 غانا

نجح المنتخب المغربي في العبور إلى دور المجموعات من كأس أمم إفريقيا، ووقع مجددا مع البلد المضيف آنذاك وهو غانا، إضافة إلى غينيا وناميبيا، الأخير الذي كان أول خصوم المنتخب الوطني، في مباراة انتهت لرفاق سفيان العلودي بنتيجة 5-1، قبل أن تضرب الأفراح عرض الحائط، بخسارة المنتخب الوطني أمام غينيا بـ3-2، وأمام غانا، بـ2-0، ليكون الخروج الثاني على التوالي ومن نفس الدور الذي أصبح بعد ذلك لعنة في باقي النسخ التي نجح في التأهل إليها.

كأس أمم إفريقيا 2010 أنغولا

هنا المنتخب الوطني سقط من السيئ إلى الأسوء، كان واهنا لا يقوى على مجابهة خصومها، هي النسخة الأضعف للأسود التي كانت قد دخلت في الموت السريري، دون أن تنجح معها محاولات الإنعاش المتوالية، حينها فشل المنتخب الوطني في التأهل إلى كأس العالم وكأس أمم إفريقيا، مغادرا التصفيات التي أوقعته مع الكاميرون، الغابون والتوغو خالي الوفاض متمسكا بحبل الخيبة مقابل حسرة الجماهير المغربية على ما أصبح عليه منتخب بلادها.

كأس أمم إفريقيا 2012 غينيا الاستوائية والغابون

هنا كان المنتخب الوطني تحت قيادة البلجيكي إيريك غيريتس، ونجح في التأهل إلى المنافسة، بعدما اجتاز دور التصفيات التي عرفت فوز المغرب على الجزائر بـ4-0، وعلى تانزانيا بـ3-1.

أوقع قرعة دور المجموعات المنتخب الوطني المغربي، كما كل مرة، مع البلد المنظم الغابون، تونس والنيجر، البداية كانت بخسارة أمام تونس بنتيجة 2-1، وخسارة أخرى أمام الغابون بنتيجة 3-2، لتكون المباراة الثالثة التي انتصر فيها المنتخب بهدف دون رد أمام النيجر شكلية فقط، وانتصار بدون طعم، ليغادر المنتخب المنافسة، ويخيب أمال الجماهير التي تمنت ما هو أكبر من المشاركة في الـ”كان”.

كأس أمم إفريقيا 2013 جنوب إفريقيا

عقب الإخفاق في كان 2012، والتعثر في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 أمام المزمبيق بهزيمة المنتخب الوطني بهدفين دون رد، تم فك الارتباط بإيريك غيريتس، وإسناد مهمة قيادة الأسود للإطار الوطني رشيد الطوسي، الذي نجح في التأهل إلى النهائيات.

وكما جرت العادة ظلت الأقدار وفية في وضع المنتخب الوطني المغربي إلى جانب البلد المنظم، الذي كان خلال هذه النسخة جنوب إفريقيا، إضافة إلى منتخبي أنغولا والرأس الأخضر، تعادل المغرب في أولى المباراتين، وفي المباراة الثالثة التي جمعته بمنتخب الـ”بافانا بافانا”، كان الأسود يحتاجون إلى انتصار لم يتأتى بالرغم من افتتاح المدافع عصام عدوة التسجيل، وبعد أن عادل الخصم النتيجة تقدم المغرب عن طريق نجم الرجاء عبد الإله الحافيظي، ليتعادل في مباراته الثالثة ويغادر ذات الدور الذي أصبح كابوسا لدى المغاربة.

كأس أمم إفريقيا 2015 غينيا الاستوائية

كان المغرب هو من سينظم نسخة 2015 من الكأس الإفريقية، قبل أن يتقدم مسؤولي البلاد بطلب لتأجيل المنافسة إلى سنة 2016 خوفا من تفشي وباء إيبولا، وهو الطلب الذي رفضه رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم آنذاك عيسى حياتو، الذي أصدر عددا من العقوبات المجحفة بحرمان المغرب من النسختين المقبلتين 2017 و2019، إضافة إلى غرامة مالية كبيرة، لتقرر الجامعة الملكية المغربية لكرة برئاسة فوزي لقجع إلى رفع دعوى ضد الكاف لدى محكمة التحكيم الدولية التي حكم لصالح المغرب، بتخفيض العقوبة المالية ورفع عقوبة منع مشاركة المغرب في النسختين المقبلتين.

فيما بطولة 2015 فقد جرى تنظيمها في غينيا الإستوائية وتوج بها منتخب ساحل العاج بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار

كأس أمم إفريقيا 2017 الغابون

النسخة التي اعتبرت ميلاد منتخب مغربي جديد، نسخة أسمعت خلاله نبضات الكرة الوطنية التي تبين أنها عادت للحياة، خلالها تعرف المغاربة على مجموعة مميزة تجمع بين الشباب وأصحاب خبرة، يقودهم المدرب الذي عات في القارة السمراء ونصب نفسه أحد أسيادها بتتويجه بلقبي كأس أمم إفريقيا مع زامبيا وساحل العاج.

البداية كانت بعبور أسود الأطلس إلى نهائيات “كان” 2017 كأول المتأهلين، أوقعته القرعة في مجموعة تضم التوغو، الكونغو الديمقراطية وساحل العاج، انهزم المنتخب الوطني في اللقاء الأول أمام الكونغو الدمقراطية بهدف دون، وعندما بدأت الشكوك تحوم في الشارع المغربي، تمكن أبناء رونار من الانتصار في المباراتين اللاحقتين أمام التوغو وساحل العاج، ويعبر المغرب أخيرا إلى الدور الربع النهائي، وينهي لعنة دور المجموعات، حينها المغاربة لمحوا بصيص أمل واستبشروا خيرا في هذه المجموعة، بالرغم من الإقصاء على يد مصر جراء الهزيمة بهدف دون رد.

كأس أمم إفريقيا 2019 مصر

الفرصة مواتية والقارة السمراء تعرفت على الكرة المغربية من جديد، تأهل المنتخب الوطني للمنافسة كمتصدر لمجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس أمم افريقيا المقامة بمصر، والتي ضمت الكاميرون، مالاوي وجزر القمر، قبل أن يتم سحب قرعة دور المجموعات التي أوقعت في داخل معمعة الكبار، في مجموعة هي الأقوى بهذا الدور تضم كل من ساحل العاج، جنوب إفريقيا وناميبيا.

وفي انتظار ما ستشهده الأيام وما سيقدمه المنتخب المغربي بلاد الأهرامات، ستظل الأسطر الموالية فارغة إلى حين، لتكون التتمة إجابة عن أسئلة عدة تراود المغاربة :” هل حان الوقت لنتوج بها، هل منتخبنا أصبح قادرا على إحضارها، هل ستخضع لنا تلك الكأس أخيرا بعد عناد دام 43 سنة، هل بات يحق لنا أخيرا أن نحلم بها بعدما استعدنا الأمل الذي افتقدناه لسنوات”، لتبقى التساؤلات آمال، والتمنيات أحلام، في انتظار أن تستجيب لها الأقدار.

 


هزة أرضية تضرب سواحل الحسيمة وخبير في الزلازل يوضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى