طلال القرقوري.. اسم تاهت ذكراه مع الزمن

أسماء نحاول أن ننفض عنها غبار الزمن لكي تبقى حاضرة ولا تندثر، لأنهم دخلوا القلوب عنوة بما قدموه، فارضين على كل محب لهم أن يتشبث بذكراهم التي أهملتها الأقدار، ليصبح الحنين إليهم هو ما يثيرنا للغوص في رحاب الماضي، هو لاعب لطالما أعجبنا بأدائه وبشخصيته المميزة، امتلك سحرا خاصا جعل من يراه يتعلق به دون أي درة كره، تألق واحترف وأعطى الكثير للكرة الوطنية، كان مثل جندي الخفاء الذي يعمل بعيدا عن الأضواء إلى أن اختفى عن الميادين دون جلبة، طلال القروري اللاعب الذي تاهت ذكراه مع الزمن.

رأى القرقوري النور في الثامن من يوليوز سنة 1976 بمدينة الدار البيضاء، أمضى طفولته إلى أن بلغ سن 12 ليقص شريط حكايته مع كرة القدم، إذ التحق بإحدى مدارس المدينة الخاصة بالرياضة، أقام فيها إلى بلغ 18 سنة لينضم إلى نادي الرجاء البيضاوي، متشبثا في نفس الوقت بتحصيله الدراسي إلى أن وصل مستوى باكلوريا +2.

الرجاء الذي يعد النادي الأم للقرقري، انضم إلى فريقه الأول سنة 1995 وأعير لموسم الى نادي اتحاد طنجة، عادي اللاعب بعدها للأخضر سنة 1997 وبدأ اللاعب يتطور مع توالي المباريات في الفترة التي كان يتولى فيه المدرب البوسني وحيد حليلوزينش قيادة الفريق، مع الرجاء حقق القرقوري كل شيء فاز بلقب الدوري المغربي مواسم 1998 و1999 و2000، ولقبي دوري أبطال إفريقيا سنتي 1997 و1999 كما شارك مع الفريق كأس العالم للأندية سنة 2000، قدم القرقوري نفسه بشكل قوي في المواجهة التي جمعت فريقه بريال مدريد جاعلا أنظار الأندية الأوروبية تسلط عليه.

سنة 2000 كانت بداية احترافه بالقارة العجوز، من بوابة نادي باري سان جيرمان الفرنسي الذي وقعه معه على عقد يمتد إلى 4 مواسم، لم يقضيها جميعها مع نادي عاصمة الأنوار بل أعير سنة 2001 أريس سالونيك اليوناني ولعب له 11 مباراة، وسنة 2003 إلى نادي سانندرلاند الإنجليزي ولعب له 8 لقاءات، وفي الستتين الأخرتين له مع باريس سان جيرمان لعب 113 مباراة وسجل هدفين، وفاز معهم بأكس فرنسا سنة 2004 مجاورا في تلك الفترة النجم البرازيلي رونالدينهو الذي لعب لنادي باريس سان جيرمان قبل أن ينتقل إلى برشلونة.

بات طلال لاعبا حرا بعد انقضاء العقد الذي يربطه بالنادي الباريسي، ليعود إلى الدوري الإنجليزي ويوقع مع نادي شارلتون دافع عن ألوان موسمين فقط لينتقل معارا إلى نادي الغرافة القطري، لينتقل بعدها بسنة إلى نادي قطر بعقد يمتد لأربع سنوات، لعب مع فريقه الجديد 77 مباراة وسجل 12 هدفا، إذ اشتهر في إحدى المواسم بتسجيله لعدد من الأهداف واضعا نسفه المدافع الذي سجل أكثر عدد من الأهداف في الدوري القطري.

غير الألوان سنة 2011 بانتقاله إلى نادي أمم صلال القطري الذي اختار محطة أخيرة لمشواره كلاعب وبداية لمشوار آخر كمدرب، إذ ارتبط القرقوري لمدة سنة فقط كلاعب معلنا اعتزاله اللعب كرة القدم سنة 2012، ويعرج إلى مجال التدريب إذ اشتغل كمساعد مدرب لرود كرول الذي كان يشرف على قيادة فريق الرجاء البيضاوي سنة 2015 ويقدم بعدها استقالته، ليظهر سنة 2018 كمدرب لناديه السابق أم صلال القطري.

ارتدى القرقوري قميص المنتخب الوطني الأول سنة 2000 أمام منتخب غامبيا في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2002، لتنطلق مغامرته مع الأسود و مباراة تلو الأخرى بدأ يثبت نفسه في جيل كان يضم المدافعين الكبيرين نور الدين النيبت، وعبدالسلام وادو، وقدم ممستويات جيدة في نسختي كأس أمم إفريقيا 2004 و2006 ويتم الاعتراف به كواحد من أفضل المدافعين الأفارقة.

من سنة 2006 استلم القروري شارة العمادة واستمر مع المنتخب الوطني إلى سنة 2008 التي قرر فيها أن يبتعد لفترة عن المنتخب الوطني ليعود بعدها بسنة ويظهر في بعض مباريات الأسود، ليعلن بعدها اعتزاله الدولي تاركا مركزه للخلف الصاعد، منهيا مشواره الدولي ب53 مباراة سجل خلالهم 5 أهداف.

طلال القرقوري اللإسم الذي أفنى نفسه لكرة القدم، اللاعب المثالي، فاز بكل ما أمكن، ووقع على مسار غني بالنجاح، سيبقى وقوفه الرجولي أمام حراس المرمى وتسديداته الصاروخية التي كانت تقتلع الشباك عالقة في أذهان من عاصروه، ستبقى ذكراه خالدة مهما تاهت وتناستها السنوات، وسيظل قدوة لكل سالك في درب كرة القدم.


عاصفة “دانا” تجتاح إسبانيا وتؤثر على المغرب ومديرية الأرصاد توضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى