عمر مروك يكتب: اليسار أمام محك مصداقية شعار الديمقراطية و التقدمية
يقوم مشروع اليسار على المساواة بين أبناء الشعب الواحد و الوفاء لجوهر النظرية اليسارية، إلا أن ممارسة غريبة تسود اليوم أحزاب اليسار بالمغرب، أبناء قيادات سواء تلك التي تدعي المشروعية التاريخية أو الرمزية النضالية، تحاول استراد مجدها العائلي، عبر احتكار رمزية الآباء أو العائلة، في قالب متناقض مع الطرح اليساري وقريب من المنطق الفيودالي.
و بات اليسار الذي يفترض فيه، العمل على تقديم نموذج سياسي بديل يسير عكس التيار. أبناء قيادات يسارية يجاهدون الزمن لاحتكار الرمزية النضالية، و بدل أن يكون الطرح اليساري طرحا للقوات الشعبية، نجد أنهم حولوها لمجرد وقود سياسي لمعارك تنظيمية تمهيدا لكسب رهان الغنيمة و المناصب السياسة.
اقترن اليسار المغربي، بالمطالبة بالمساواة و العدالة الإجتماعية، و من المفترض أن يحمل لواء التقدمية و الحداثة، إلا أن بروز ظاهرة العائلوقراطية و ثتبيت الآباء لأبنائهم في مواقع المسؤولية و داخل التنظيمات الحزبية، هو تجلي للأحزاب الأفراد، و غياب ثقافة الديمقراطية لديهم، بشكل يجعل الفرد المتحكم في التنظيم، يطوع مناضليه، و يجعل الأداة الحزبية في خدمة مصلحته الشخصية و العائلية، إن بروز أبناء القيادات في التنظيمات اليسارية، تؤكد أن الديمقراطية و التقدمية و الحداثة، لا تعدو أن تكون شعارات، بدون مدلول عملي، لكون القيم هي ممارسة تنزل على مستوى الفضاء الحزبي، تفترض وجود تكافؤ الفرص، و التقييم على أساس الكفاءة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية