حميد شباط: “اعتاقلو زوجتي وابني ذو الـ10 سنوات في اضراب 1990 وعطاوهم العصا والما بارد”-فيديو
عكس ما حدث للفنان المصري يحيى الفخراني في الفيلم الشهير ” خرج ولم يعد”، ضيفنا اليوم في برنامج ” حكايات” خرج لكنه عاد…خرج بدون أن نعرف أسباب خروجه الحقيقية ولكنه عاد وكلنا نعلم جيدا لماذا عاد.
فبعد اختفاء دام زهاء السنتين، فيما يشبه ” نفي طوعي”، جعل كثيرين يعتقدون بأفول نجمه وللأبد، يعود حميد شباط من جديد إلى الأضواء، ولا شيء في الرجل تغير باستثناء وزن ناقص، ومحاولة ” عبير الكلام” قبل النطق به بخلاف ما كان في السابق، فالرجل كان أكثر من مرة ضحية لسانه الذي كان يطلق له العنان، فكانت النتيجة ” سحل سياسي” وإجهاز على مسار سياسي ونقابي لم يصله شباط بسهولة حيث لعب دوره في كلتا الجبهتين بكل ” احترافية” بل بكل ” تمعلميت” … حتى كان حقا منجما من العناوين المثيرة تتغذى منه الصحافة الوطنية كما الأجنبية.
نعم عاد حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الإستقلال، والعمدة السابق لمدينة فاس، والبرلماني، لكن عاد ليس كما خرج، عاد أكثر هدوءا ورزانة، ربما هي نتيجة تجربة سياسية غير عادية لرجل استثنائي بكل المقاييس،
قصّة شباط مع السياسة، انطلقت في السبعينات من أحد مصانع مدينة فاس، التي قدم إليها من مدينة تازة حيث ازداد سنة 1953، سنتعرف على بعض فصولها المثيرة في برنامج ” حكايات” من منزله بمدينة فاس.
شباط اشترط على برنامج ” حكايات” عدم التطرق إلى ” ما مضى” لأن ” ما يهمنا اليوم هو الحاضر والمستقبل، أما الماضي فقد مضى”…حاولنا قدر الإمكان ” جر لسانه” رغم حذره الشديد، ألم نقل أن الرجل ” عاد ليس كما خرج”.
في حلقة اليوم من برنامج ” حكايات” يقف ضيفنا مطولا عند حدث قيل عنه أنه هو من صنع حميد شباط، وكان له الفضل الكبير في إنطلاقة الرجل في عالم الساسة والسياسيين، إنها أحداث 14 دجنبر 1990 التي تركت جرحا غائرا في نفوس العديد من العائلات الفاسية، بسبب ما خلفته من أعداد كبيرة من الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش والدرك.
تعود أسباب اندلاع الأحداث المأساوية إلى إضراب عام خاضته النقابات بفاس ومدن مغربية أخرى عام 1990، وهما الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين، من أجل “الزيادة في الأجور والتعويضات” و”إصلاح قانون الشغل” و”عودة المطرودين” و”حرية العمل النقابي، استجابت له العديد من ساكنة وطلبة المدينة، بسبب رفضهم لغلاء المعيشة وتدهور الأوضاع الاجتماعية.
احتجاجات تمت مواجهتها بعنف أمني سرعان ما حول المسيرات إلى أعمال شغب وشرارة غضب أحرقت الأخضر واليابس، لم تسلم منها الشاحنات والمحلات والفنادق والأبناك والمنشآت العومية، تعبيرا عن التذمر و السخط الشعبي. وشهدت تدخلا أمنيا عنيفا أستعمل فيه الذخيرة الحية، أعقبتها محاكمات جماعية، وخلفت العديد من المعتقلين وعشرات القتلى والجرحى.
أحداث 1990 كان لها ما لها على مدينة فاس وعلى ساكنتها وكذا على اقتصادها، إذ تراجعت المدينة من المرتبة الثانية اقتصاديا بعد الدارالبيضاء إلى المرتبة الـ13 على الصعيد الوطني بسبب هذه الأحداث.
كما كان لها ما لها على حميد شباط، حتى أنه يقال أنه ” صنيعة” هذه الأحداث الدموية…عمدة فاس السابق سينقلنا عبر ذاكرته في هاته الحلقة إلى تلك الحكاية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية