خبير لـ”سيت أنفو”: مؤسسة الأمن لم تعد منغلقة وتفجيرات 16 ماي كانت مفصلية

تحتفل أسرة الأمن الوطني، اليوم الثلاثاء، بالذكرى الـ67 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، وهي مناسبة سنوية لاستحضار الإنجازات والتضحيات الجسيمة التي يبذلها رجال ونساء الأمن الوطني خدمة للوطن والمواطن، كما تعد مناسبة للوقوف على منجزات هذه المؤسسة والتي شكل عنوانها البارز خلال السنة الماضية مواصلة إرساء آليات الحكامة الأمنية وتوطيد التخليق المرفقي وتعزيز شرطة القرب.

وفي هذا السياق اتصل “سيت أنفو” بمحمد أكضيض، الإطار الأمني السابق والخبير في القضايا الإجرامية، للحديث عن تضحيات ومنجزات الأمن الوطني، وذلك تزامنا مع ذكرى تأسيس مديرية الأمن.

وقال أكضيض إن مؤسسة الأمن الوطني هي ذاكرة لتاريخ هذه المؤسسة واستقلال المغرب، حيث ظلت دائما تشتغل داخل الإخلاص للثوابت الوطنية الوطنية والسيادة الوطنية وتعاقب عليها أجيال منذ بداية الاستقلال، وهؤلاء الأجيال كانوا يحملون مشعل وأمن واستقرار المملكة المغربية بالتوازي مع باقي مؤسسات الدولة التي تشتغل على هذا الأمن والاستقرار.

وشدّد المحلل الأمني على أن مؤسسة الأمن الوطني لم تعد تسير بصفة تقليدية منغلقة، بل انفتحت على الرأي العام الوطني من خلال وسائل الإعلام وتنظيم ندوات من طرف المديرية العامة للأمن الوطني كلما اقتضى الأمر تنوي الرأي العام ولا حتى الرأي الخارجي بقضية من القضايا التي تتعلق بالسيادة الوطنية أو المس باستقرار المغرب، وخاصة في مجال الإرهاب.

وأضاف “أصبحنا نتحدث عن الدبلوماسية الأمنية في إعطاء إشعاع للمملكة المغربية وعلمها، شاهدنا المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف حموشي، يستقبل عددا من المسؤولين الأمنيين الكبار على الصعيد الدولي، وهو ما يشكل زخما يُبين مدى مكانة المؤسسة الأمنية بالمغرب بين أقوى الدول، كما أنها تشتغل على محاربة الإرهاب على الصعيد الإقليمي ودول الساحل والصحراء، ولم تعد منغلقة على نفسها، بل نعلم اليوم كل هذا التوجه وهذه الاستراتيجيات بخطوطها العريضة، ونعلم المحطات التي تمر بها وهو ما أصبح معلوما في إطار دولة المؤسسات ومأسسة مؤسسة الأمن”.

وأوضح أكضيض، أن مؤسسة الأمن الوطني بالمغرب شهدت تطورات متلاحقة منذ بداية الاستقلال، فجيل الاستقلال وبداية الستينيات في الأمن الوطني ليس هو هذا الجيل الآن برهانات وإكراهات أخرى وصورة جديدة لمؤسسات الأمن، بحسب تعبير المتحدث نفسه.

ونبّه إلى أن سنة 2003 تعتبر مفصل المتغيرات لمؤسسة رجال الأمن بالمغرب، بسبب تفجيرات 16 ماي الإرهابية بالدار البيضاء، والتي حاولت تقويض مفهوم الأمن والاستقرار في المغرب، وبالتالي فإن الدولة ضمن استراتيجيتها قد أخذت هذا الحادث الأليم محمل تغيير عدد من مقومات الأمن، حيث دخل المغرب تحديات كبرى قوامها محاربة الإجرام، يقول أكضيض.

وقد كان هناك إعادة هيكلة للمجال الأمني، وتغيرت عدد من التقسيمات بالأمن الوطني والتحق شباب بالأمن لتعزيز هذه المؤسسة، وفي سنة 2003 كانت تحولات مفصلية في هيكلة أو إعادة هيكلة مؤسسات الأمن، حيث تم ضخ بعض الإصلاحات التي استمرت إلى أن رأينا دفعة قوية على يد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، حيث أن المديرية العامة للأمن الوطني والاستخبارات العامة، أصبح يشرف عليهما مدير عام واحد، مما يساهم في التنسيق بين المديريتين باعتبارهما يشتغلان في إطار أمن واستقرار المملكة المغربية، وهذا يمكن تسهيل التواصل ويتجاوز البيروقراطية التي كانت بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للاستخبارات المغربية، وهذه قفزة مهمة بطبيعة الحال من أجل معالجة ومباشرة القضايا الأمنية  التي تهم الوطن، يورد الإطار الأمني السابق والخبير في القضايا الإجرامية.

وأشار إلى أن تعيين المدير العام للأمن الوطني على رأس المديريتين، رافقته إصلاحات مهمة، ضمنها ميلاد المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015 ، حيث أعطيت الصفة الضبطية لضباط الاستخبارات، مما يشكل دفعة قوية لمعالجة قضايا الإرهاب والبحث فيها وانتقاء المعلومات وتسهيل الصعوبات أمام الاستخبارات المغربية من أجل حفظ النظام العام ودرء هذه التهديديات الإرهابية.

وتابع أن الأبواب المفتوحة لمديرية الأمن الوطني، دليل على انفتاحها بصفة كلية، مسجلا الإقبال الكبير لخريجي الكليات، بما فيهم دكاترة ومهندسي إعلاميات وأطباء، على الالتحاق عن طواعية واختيار بهذه المؤسسة في جميع التخصصات وهو مؤشر إيجابي، عكس ما م كان في السابق.

نقطة أخرى مهمة وتهم البنية التكنولوجية، والتي ميزت مؤسسة الأمن الوطني عن المؤسسة التقليدية الكلاسيكية التي عشناها في الستينات والسبعينات وحتى بداية التسعينات، وفي هذا السياق،  قال الخبير محمد أكضيض، إن تدشين بناية أمن وجدة يبين بالكاد هذا التوجه في نموذج البنايات الجديدة، حيث توجد قاعة للتكوين المستمر، ومساحة صغيرة لموظفي ورجال الأمن كإسعافات أولية، وهذا يعني أن هناك اهتمام بالعنصر البشري يأخذ بعين الاعتبار ما يدور في مجال الأمن، كما توفر البناية ظروف العمل الجيدة، بخلاف ما كنا نشهده في السابق من آليات مهترئة وآلة كاتبة أكل عليها الدهر والزمان وبنايات دوائر قديمة وزنازن نشتم منها روائح كريهة، كل هذا لم يعد اليوم حاضرا في تطور هذه المؤسسة الأمنية ضمن إرادة لتخليق الحياة العامة في هذه المؤسسة، يقول أكضيض.

 

 

 

 

 

 

 

 


وليد شديرة يدخل القفص الذهبي.. إليكم هوية زوجته -فيديو

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى