الثغرات الكبرى في قطاع الصحة التي كشفت عنها الجائحة
تعاني المنظومة الصحية الوطنية من مشاكل بنيوية تتسبب في شعور كبير من عدم الرضا لدى المواطنات والمواطنين، والكلام هنا لدراسة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول انعكاسات الجائحة، وتضيف أن المنظومة تتسم بصعوبة الولوج للعلاجات، وخدمات صحية دون الحاجيات والانتظارات، وارتفاع النفقات الصحية الواقعة على عاتق الأسر، والنقص الحاد في الموارد البشرية المؤهلة الذي يؤثر سلبا على جودة الخدمات الصحية: «حسب تقدير وزير الصحة فإن هذا العجز يصل إلى 96000 مهني، منهم 32000 طبيب و64000 من الأطر شبه الطبية».
وأشارت الدراسة وعنوانها “الانعكاسات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا (كوفيد 19) والسبل الممكنة لتجاوزها”، إلى ضعف تجهيز المؤسسات الطبية العمومية، وارتفاع كلفة العلاج بالمؤسسات الطبية الخاصة، والكلفة المرتفعة للأدوية بالمقارنة مع القدرة الشرائية للطبقات الوسطى والمعوزة، والتوزيع غير العادل للموارد البشرية والمادية على مستوى التراب الوطني.
من جهة أخرى، تضيف الدراسة، أن التأمين الصحي الإجباري عن المرض يشهد جملة من أوجه القصور، من قبيل إجبارية أداء تسبيق عن تكاليف العلاج في انتظار استردادها، والفروقات بين القطاعين العام والخاص، وارتفاع النفقات بشكل يهدد التوازن المالي للنظام، فضلا عن أن نظام المساعدة الطبية تعتريه العديد من الاختلالات، تهم بشكل خاص عدم كفاية التمويلات، وعدم استفادة جزء من الأسر من هذا النظام، وضعف جودة الخدمات.
لقد كشفت الجائحة جملة من نقاط الضعف البنيوية تتمثل حسب الدراسة دائما، منها النقص الحاصل في العلاجات الصحية، والهشاشة الاقتصادية والاجتماعية لشريحة كبيرة من الساكنة، وعجز المنظومة الصحية على المستوى الجهوي وعدم قدرة العديد من الجها ِت على التكفل بمرضى كوفيد -19، ونقص وسائل الكشف والمختبرات الفعالة في جميع أنحاء التراب الوطني، وضعف الجهود المبذولة لرفع مستوى الوعي وتحسيس الساكنة بالمسؤولية، وخاصة في صفوف الفئات الاجتماعية المحرومة، وعدم إشراك القطاع الخاص في الجهود المبذولة لمكافحة كوفيد-19، وعدم القدرة على إقامة شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وغياب إدماج تدبير المخاطر الصحية المرتبطة بالكوارث الطبيعية والأزمات الصحية في السياسات العمومية، مع غياب ملحو ٍظ لمخطط استئناف النشاط الذي يمكن أن يضمن استمرارية وصمودا جيدا للمنظومة الصحية في وقت الأزمة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية
