عتيق السعيد: مأسسة العمل الاجتماعي رسخ الفعل التضامني ثقافة وسلوكا

قال عتيق السعيد، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض مراكش،  إن الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، أكد على الإرادة المولوية في البناء وإعادة الإعمار وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، و مواصلة تقديم المساعدة للأسر المنكوبة، والإسراع بتأهيل وإعادة بناء المناطق المتضررة، ترسيخا لقيم التضامن المغربية الأصيلة، باعتبارها الركيزة الأساسية، لوحدة وتماسك المجتمع المغربي والتي مكنت بلادنا باستمرار وفي مختلف الظروف من تجاوز المحن والأزمات، بما يجعلها دائما أكثر قوة وعزما على مواصلة مسار التنمية البشرية بكل ثقة وتفاؤل.

وأوضح المحلل السياسي ذاته، في تصريح لـ”سيت أنفو”، أن الخطاب الملكي دعا للتشبث الدائم بقيم التضامن المجتمعي كدعامة أساسية لترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز العدالة الاجتماعية، حيث وقف على أهمية المبادرات التضامنية التي شهدتها المناطق المتضررة من زلزال الحوز، والجهود التنموية المبذولة تحت قيادة الملك محمد السادس من أجل إعادة الإعمار ما بعد الزلزال، وتجاوز كل تداعيات وآثر الكارثة الطبيعية على الساكنة، والسعي الحثيث لتفكيك مختلف الإكراهات سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، بهدف تدعيم إتاحة الخدمات التضامنية، وضمان تثمين الحيز الإنساني التكافلي من جهة، ومن جهة ثانية تعزيز القدرات والامكانات لحشد كل الموارد ذات الصلة بإعادة البناء والاعمار، وهي كلها قيم وطنية جامعة، كرسها دستور المملكة تشمل كل مكونات الهوية المغربية الأصيلة في انفتاح وانسجام مع القيم الكونية، شكلت في عمق دلالاتها ميثاق اجتماعي متين قائم على قيم التعاون والتآزر والتضامن والتكافل المجتمعي المعهودة للمغرب ملكا وشعبا، تعد اليوم رافعة حقيقية من رافعات العمل الاجتماعي المستدام، وركيزة اساسية من ركائز الثقافة المغربية الأصيلة.

وأضاف أن الخطاب السامي دعا أيضا، إلى مواصلة التشبث بقيم التضامن والتماسك الاجتماعي، لما لها من دور كبير في ترسيخ الوحدة الوطنية، والتماسك العائلي، وتحصين الكرامة الإنسانية، وتعزيز العدالة الاجتماعية ولاسيما في سياق ما يعرفه العالم، من تحولات عميقة ومتسارعة، أدت إلى تراجع ملحوظ في منظومة القيم والمرجعيات، لتكون دائما الحصن الآمن من كل المتغيرات والأزمات كيفما كانت واينما كانت

هذا وبالحديث عن مأسسة التضامن الاجتماعي لابد من الإشارة الى بلادنا عرفت بقيادة  الملك محمد السادس هندسة شاملة ومتعددة الأبعاد للمجال الاجتماعي، تعززت بحرص جلالته على إحداث مجموعة من المؤسسات الاجتماعية الوفية لقيمها الإنسانية، وفي مقدمتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، المشهود لها وطنيا وإقليميا وقاريا بقدرتها على التدخل في حالات الطوارئ والحالات التي تستدعي متابعة إنسانية، برؤية مندمجة وواعدة بالتنمية، كما أن المؤسسة تعد من أبرز المؤسسات الاجتماعية التي دفعت من أجل مأسسة العمل الاجتماعي/الانساني، التزاما منها بخدمة الفئات الأكثر فقرا، في إطار رؤية مندمجة حاملة للتغيير و التطور، يقول عتيق السعيد.

وبحسب المتحدث ذاته، فإنه يمكن التأكيد بأن بلادنا و بتوجيه من الملك محمد السادس، تَـجَدَّرَ العمل الاجتماعي في المجتمع المغربي وتَرَسَّخَ بتأسيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن منذ سنة 1999، وفي سياق عميات التضامن مع ساكنة المناطق المتضررة من زلزال الحوز، كان ولازال للمؤسسة دور كبير مشهود له في عمليات التضامن والعون، وهو مسار معهود في عملها الدؤوب حيث استطاعت منذ تأسيسها بفضل العناية المستمرة والرؤية المتبصرة لجلالته مد يد العون والسند، وتقوية مقومات التنمية البشرية على الصعيدين الوطني المحلي وعلى الصعيد العربي والقاري، معترف لها دوليا بالسبق في مختلف أنماط المساعدات والتدخلات الإنسانية، وبالتالي، نحن أمام تراكمات عملية مأسسة العمل الاجتماعي في بعده الإنساني رسخت الفعل التضامني ثقافة وسلوكا.

وشدّد على أن بلادنا لها مكانة و موقع مقتدر في مجال مأسسة التضامن والإدماج، حيث أضحت بفضل الفكر الإنساني التضامني للملك، تتصدر المشهد باعتبارها قاطرة وصل متعددة المنافذ التضامنية، مشهود لها دوليا بقدرتها على مد العون والمساعدات المتنوعة سواء الطبية أو الإغاثية في مواجهة الأزمات المختلفة، وهو ما يؤكد بالملموس الدور الفاعل والدينامي للمملكة في المجال الاجتماعي بكل متغيراته، فقد استطاع المغرب، أن يكون من أوائل الدول العربية التي تحرص على بناء الانسان وإعمار الأوطان، وتوفير احتياجاتها وتعزيز إمكانياتها بغية تجاوز مختلف الإكراهات والمعيقات الناجمة عن الأزمات، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، بغية بناء شعوب محصنة وسليمة ومتماسكة.

وخلص عتيق السعيد، إلى أن المملكة المغربية بفضل الرؤية المتبصرة للملك استطاعت التكامل بين العمل التضامني التطوعي ومأسسة العمل الاجتماعي حرصا من جلالته على خدمة المواطن، وذلك في إطار رؤية مندمجة حاملة للتغيير والتطور، فقد تميزت على صعيد الوطن العربي والقاري بمأسسة العمل التضامني الإنساني، حيث استطاعت بشكل فريد الانتقال بالفعل التضامني إلى مؤسسته وتنظيمه تدبيريا بما يجعله فعال وناجع وبالموازاة مع ذلك مستمرا و دائما، وهي من بين الآليات المنهجية العديدة التي تميز المغرب، غايته الأساسية هي صيانة الكرامة وتوطيد الروابط الاجتماعية والرائدة في مجال صيانة كرامة الفئات الأكثر هشاشة وكل الذين يعانون من الهشاشة الاجتماعية.


عطلة جديدة في انتظار التلاميذ

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى