“الإعلام الإيكولوجي”.. مشروع لمأسسة تخصص جديد في السلطة الرابعة

اهتمام السياسة العالمية والوطنية بـ”الإيكولوجيا” جعل الإعلام بجميع أصنافه يتناول قضايا بيئية في مناسبات عديدة، إلا أن الرغبة في الرفع من قدرات الصحافيين والصحافيات في هذا المجال لجعله ركنا أساسيا في السلطة الرابعة، دفعت المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان والجمعية المغربية لمهنيي الجمع وكنس النفايات لإطلاق برنامج “الإعلام الإيكولوجي” عبر دورة تكوينية امتدت يومي 15 و16 دجنبر 2020.

وسعت الدورة التي جعت محورها حول “أي دور للإعلام في ترسيخ حکامة إيكولوجية مؤسسة وداعمة لمفاهيم التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر؟” إلى “تكوين نخبة من الصحفيات والصحفيين المختصين في الشأن الإيكولوجي، وخلق علاقة تكاملية بين الإعلام من جهة وقطاع “تدبير النفايات والتثمين الطاقي”، و”منظومة الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة” من جهة ثانية، التأسيس لثقافة إيكولوجية”.

شبكة للصحافيين والصحافيات الإيكولوجيين

في هذا الصدد، قال عبد العالي الطاهري، الإعلامي والباحث في العمل البرلماني والصياغة التشريعية ومنظومة الاقتصاد الأخضر، لـ”سيت أنفو” أن “هدف المبادرة تكوين نُخبة من الصحافيين والصحافيات في موضوع “الإعلام الإيكولوجي” عبر تمليكهم أدوات تساعدهم لتناول المواد الإعلامية ذات الطبيعة الإيكولوجية والبيئية، وما الدورة إلا انطلاقة لندوات وملتقيات يساهم فيها الصحافيون بشراكة مع الفاعلين الرئيسيين في الميدان، على رأسهم الجمعية المغربية لمهنيي جمع وكنس النفايات”.

وأبرز مدير الدورة التكوينية في حديثه أن “عدد من الصحافيين والصحافيات يشتغلون على ملفات بيئية وإيكولوجية، لكن النتائج ستكون أفضل لو تملكوا الأدوات العلمية والتقنية والمفاهيم المتعلقة بهذا المجال، وهذا هو عملنا في هذا البرنامج، ونعمل على تأسيس شبكة وطنية للصحافيين والصحافيات الإيكولوجيين، وبما أن الجائزة الوطنية للصحافة التي تجرى كل سنة ذات دلالة رمزية كبيرة نتمنى أن تخصص جائزة للصحافة الإيكولوجية في المستقبل”.

وأشار الإعلامي الطاهري أن المركز وشركائه “يترافع لتأسيس شعبة في الإجازة الأساسية أو المهنية أو سلك الماستر بإسم الإعلام الإيكولوجي لهذا التخصص الجديد، ولما لا جعله جنس صحفي مستقل بذاته، ونعلم أن الأمم المتحدة أصبحت تؤكد أن الحق في البيئة متوازنة وسليمة ضرورة  حتى يتحقق تنزيل الحقوق الثلاث المتعارف دوليا، وهي الصحة والتعليم والشغل”.

البصمة الإيكولوجية غائبة في الإعلام

وحول وجود قضايا البيئة في الإعلام، يرى علي الهنيد، الدكتور في مجال تدبير النفايات وخبير مختص في الشأن الإيكولوجي، في تصريح للموقع،  أن “البصمة الإيكولوجية غائبة في التناول الإعلامي وفق ما أشاهده، لا أعرف سبب النقص، هل راجع لغياب التأطير أو التكوين في الجانب البيئي، أو لأن الموضوع جديد في الساحة، ودون تعميم، فهناك مع الأسف من ينزلق في خدمة أجندات معينة إما بوعي أو بدونه”.

ولفت المشارك في تأطير الدورة إلى جانب كل عبد الله آيت اوعدي، خبير في مجال “معالجة النفايات والتثمين الطاقي”، وأميمة خليل الفن، باحثة في سلك الدكتوراه، والمختصة في الشأن البيئي والتنمية المستدامة، ومؤسسة حركة الشباب من أجل المناخ / المغرب إلى أن “البعض لا يعير أي اهتمام مدى صحة الخبر الإيكولوجي، وطبعا لا بد من تناوله من زاوية معقولة وتعبر عن الواقع”.

وشدد مدير مركز دراسات  أن “تحقيق فعالية الإعلام الإيكولوجي لا بد من سلك نهج تحري الخبر من المصدر المناسب، وعلينا معرفة لكل مشكلة لها مبرراتها الخاصة التي يجب التوصل إليها عبر المصادر الموثوقة والمختلفة سواء من حيث المسؤوليات والاختصاصات لبلورة رأي واضح، وذو مصداقية”.

المجال البيئي والايكولوجي يأخذه المغرب بجدية

عبد الوافي سعيد الفكيكي، رئيس الجمعية المغربية لمهنيي الجمع وكنس النفايات، أوضح في تصريح لـ”سيت أنفو” أن “معالجة موضوع البيئة في الإعلام يشوبه نقص حسب ما أطلع عليه، لذلك فكرنا في دورة تكوينية كبداية لتوحيد اللغة العلمية والتقنية على الأقل، وهذا سيمكن الصحفي من إيصال  فكرة الإيكولوجيا إلى المجتمع بشكل مبسط وواضح”.

وأكد الفكيكي أن “الصحافيين والصحافيات طرف مهم وفاعل وإيجابي في المعادلة لكي ينجح هذا القطاع، والمغرب استثمر في الإيكولوجيا أموال كثيرة وقطعنا فيه أشواط كبيرة، ويكفي استضافة المغرب لـ”كوب 22″ بفضل مجهودات الملك محمد السادس، مما يبرهن أن المجال البيئي والايكولوجي يأخذه المغرب بجدية، ولقد أعطت الدورة النتائح التي كنا نتوقعها، وأرجو أن يأخذ الإعلام بكل مكوناته الجانب البيئي والتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر في حسبانه مع تناوله من جميع جوانبه”.


عاصفة “دانا” تجتاح إسبانيا وتؤثر على المغرب ومديرية الأرصاد توضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى