هل “أكل” المغاربة اليوم الأول من رمضان؟

 “كلينا رمضان الخوت” و”راه شحطنا نهار في رمضان”، و”قيلا كيلينا نهار فرمضان”، عبارات تكررت في وسائل التواصل الإجتماعي يوم الإثنين الماضي، للدلالة على أن المغاربة (أكلوا) اليوم الأول من رمضان مستندين على صور تظهر حجم الهلال، مما دفعنا في الموقع إلى التواصل مع متخصص في علم التوقيت والتعديل.

في هذا الصدد، أوضح  عبد العزيز خربوش، معدل وباحث في علم الفلك، أن “حجم الهلال لا يعدُ قيمة أو برهان على أنه (أكلنا) رمضان، لأنه حين تكون الرؤية عسيرة، ومكث القمر حوالي أربعين دقيقة بعد غروب الشمس، والقمر يوميا يبقى حوالي 50 دقيقة بعد غروب الشمس، يعني لدينا أربعين دقيقة لم نره، وإذا أضفنا اليوم الموالي، سيكونُ القمر مكث ساعة ونصف، فلابد أن يظهر للناس كبيرا، وفي مكان مرتفع”.

وأضاف الباحث في تصريح لـ”سيت أنفو” بأنه “لا يعقل أن يقال مثل هذا الكلام، وهناك مؤقتون يتدخلون إذا كان هناك زيغ أو خطأ عبر التنبيه إليه، في إحدى السنوات تم الإعلان مع العاشرة ليلا أن الهلال مرتفع بشكل كاف، وقيل حينها أن هذه حالة استثنائية، وهذا دليل أنهم لم يتتبعوه وكان الشيخ بوجرفاوي رد عليهم بقوله هل الإستثناء منقطع أم منفصل؟، وربما ما يقع في الشرق سيؤثر في المغرب ورجعوا لصوابهم”.

وتخوف المتحدث ذاته، من “نهاية العمل بالرؤية البصرية التي هي مذهبنا، وفقهاء الأمصار الذين يعتمدون على ما هو يسير على الإنسان، لأن التلسكوب لا يملكه كل إنسان، ومناسبة حديثي عن هذا الموضوع، سمعت توزيع تلسكوبات على مراقبي الأهلية، ورؤية الهلال ليس حكر على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية”.

ودعا  عضو الجمعية الفلكية بأكادير من “قالوا إن الهلال ظهر ليلة الأحد وليس الإثنين عليهم أن يبرروا ذلك عن طريق الصور، في المقابل فمن حق الناس أن يفهموا الأمر من الناحية العلمية لكي يقتنعوا، ولنا كامل الثقة في مراقبي الأهلية، ولا مصلحة لهم القول غير الواقع، وخصوصا أننا في زمن التواصل الإجتماعي، وتحت مراقبة علماء الفلك”.

في السياق ذاته، أكد أن “العامة تتكلم في شؤون لا تفقهها، لأن الأمر فقهي وشرعي، والصيام عندنا يتم بالرؤية الشرعية كما هو وارد “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”، وأيضا لنا بيعة ودولة وحاكم يجب أن نلتزم بالأوامر والتعليمات، والدولة لها أجهزتها وعلمائها، ومراقبي الأهلية، ولنا فيهم كامل الثقة، ويجب الإلتزام بما تصدره مؤسسات الإفتاء في بلادنا”.

توحيد المطالع

وشدد بأنه “لا يمكن توحيد المطالع لمسلمي العالم، سواء فقهيا أو فلكيا أو هيئة، بسبب اختلاف المطالع،  هل الغروب في طوكيو يتساوى مع الغروب في المغرب، وشرعيا نصوص تؤكد على إختلاف المطالع”.

وأشار بأنه “من يدافع عن توحيد المطالع هدفه توحيد الأمة، إلا أنه يجب أن يعلموا أن سبب التشرذم ليس هو اختلاف المطالع، ومن يريد أن يجمع مليار مسلم لا يجب أن يفرق أبناء الدولة الواحدة عبر بث “الفتنة” و”البلبلة”، وفي وقت من الأوقات كان البعض يصومون مع السعودية، إلا أن الوعي بطريقة علمية أدى لعدد كبير لمراجعة أفكاره”.

وذكر أن “بعض الدول في الشرق ليس لها الشجاعة أن تعلن أنها لم تر الهلال بسبب الحسابات السياسية التي لديها، ومن الناحية الفلكية إن تأخر الهلال يكون في الغرب وليس في الشرق، يعني إذا رأت السعودية الهلال صغيرا، سوف نراه بحجم أكبر ونوره أكبر’، وشخصيا راقبت الهلال”.

وأوضح أن “الحساب الفلكي أكد لنا أنه يمكن الرؤية (يوم 29) ولكن بعسر شديد، ويجب أن يعلم الناس أنه لا يمكن التعويل على الشرق، وابن تيمة قال إذا رأي الهلال في المشرق يرى في المغرب، ولا ينعكس، يعني إذا رأي الهلال في الشرق يجب أن يرى في الغرب، وإذا لم يروه هذا الآخير اعلم انهم لم يرو إلا الوهم”.

المغرب متفوق

وأكد أن “المغرب متفوق في مراقبة الهلال لأنه يراقب الهلال  على مدار السنة، أما في الشرق يراقبون رمضان وذي الحجة فقط، وفي الشهور الأخرى يعتمدون على تقويم أم القرى الذي يعتمد على معيار اقتران الشمس مع القمر قبل الغروب، وأن يوجد الهلال بعد غروب الشمس ولو خمس أو عشر دقائق”.

وأبرز أن “الهلال يرصدُ بعد غروب الشمس، وبعد الدول تراقب الهلال في وقت لم يجتمع الشمس والقمر فلكيا، لأن القمر حينها لم يكمل بعدُ دورته، وجميع المراصد تؤكد أنه غروب الهلال قبل غروب الشمس”.

وأردف قائلا: “المسألة واضحة لمن له مُزغة من عقل، والهلال يجبُ أن يرى في اليوم الثلاثين، ويقال “هل يحفى هلال الثلاثين”، وبعض الدول حل عندها يوم الثلاثين ولم يُر الهلال، وتم استعمال التلسكوب ولم ينفع”.

 

 


ظهور “نمر” يثير الاستنفار بطنجة ومصدر يوضح ويكشف معطيات جديدة

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى