وفاة المؤرخ والكاتب الصحفي المصري صلاح عيسى

توفي مساء اليوم الاثنين، بالقاهرة، الكاتب الصحفي والمؤرخ المصري صلاح عيسى، عن سن يناهز 78 عاما، بعد صراع مع المرض.

وكان الفقيد قد تم نقله إلى غرفة العناية المركزة في احدى مستشفيات القاهرة خلال اليومين الاخيرين بعد تدهور حالته الصحية.

ونشأ صلاح عيسى في قرية “بشلا” بمركز ميت غمر، في محافظة الدقهلية. وبدأ حياته الأدبية، كاتبا للقصة القصيرة، ثم اتجه عام 1962 للكتابة في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي، ليتفرغ للعمل الصحفي منذ عام 1972 في جريدة (الجمهورية).

كانت هوايته الأولى القصة القصيرة، قبل أن ينخرط في النشاط السياسي، إذ التحق بإحدى المنظمات اليسارية في عهد جمال عبد الناصر، الأمر الذي عَرضه للاعتقال وهو في ريعان شبابه: “رأيت كل أنواع التعذيب”، لكنه مثل غيره من أبناء جيله، بَكى لوفاة “ناصر”: “هو رجل وطني، وعارضته لمحو البقع السوداء من جلبابه، وإثراء تجربته في العدالة الاجتماعية”.

رَحل “ناصر”، وخَرج “عيسى” من المعتقل، لكنه لم يَمدح أنور السادات الذي أعاده للحرية، بل هاجمه بسبب سياساته، فعاد للمعتقل في أحداث يناير 1977، ثم في سبتمبر 1981، مع عشرات المثقفين، لمعارضته اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

بالتزامن مع عمله السياسي، عمل “عيسى” بعدما أنهى دراسته الجامعية في وظيفة حكومية، “موظف بوزارة الشؤون الاجتماعية”، بجانب استمراره في الكتابة والصحافة، إذ كتب في الستينيات حينما كان في المعتقل مجموعة قصصية أسماها “جنرالات بلا جنود”، ثم رواية “مجموعة شهادات ووثائق في خدمة تاريخ زماننا”، وكتابه الأشهر “الثورة العرابية”، الذي نشره عام 1972.

خرج من السجن بلا وظيفة، إذ فُصل من العمل، وبلا كتابة، إذ مُنعت مقالاته التي كان ينشرها في مجلة “الحرية”، ثم عاد في صحيفة “الجمهورية”، قبل أن يتوقف عن الكتابة فيها في عهد السادات.

وفي عام 1982، تولى صحيفة “الأهالي” التابعة لحزب التجمع، في إصدارها الثاني، قبل أن يتركها لصراعات حزبية.

يبقى “عيسى” واحد من أهم المؤرخين في مصر. كتابات رئيس تحرير صحيفة “القاهرة” الأسبق، تنوعت ما بين التاريخ والسياسة. في كتابه الشهير “مثقفون وعسكر”، تناول بأسلوب ممُتع منذ طفولته مروراً بتجربة الاعتقال، حال المثقفين في عهد جمال عبدالناصر، وفي “حكايات من دفتر الوطن”، كتب عن أحداث متنوعة من تاريخ مصر. في “ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية”، تحدث بمعلومات ووثائق عن الظروف السياسية والاقتصادية التي أحيطت بتلك التجربة.

وفي كتابه “شخصيات لها العجب”، كان “عيسى” أشبّه بمخرج سينمائي ينسج خيوط درامية لعدد من الشخصيات البارزة في مصر، بينهم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وأحمد بهاء الدين.

في السنوات الأخيرة، اُتهم “عيسى” بـ”خيانة وظيفته”، فالمثقف الذي ظل على يسار السلطة لأكثر من 40 عاماً، انتقل إلى يمينها، في سنوات حكم حسني مبارك الأخيرة، وفق منتقديه.

 


سفيان رحيمي يثير ضجة في مصر

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى