يحيى جبران.. بداية شاقة ونجاح بعد تميزٍ وكفاح

التميز صفة توهب للقلة، تبرزهم وتميزهم عن غيرهم، يتألقون ويبرعون في مهامهم وأدوارهم، غيابهم خسارة وحضورهم إضافة استثنائية، كالقلة هو مكسب ودعامة لفريقه، اللاعب “المايسترو” والقلب النابض الذي يفدي جهوده لزملائه، مساندا من هم أمامه وخلفه، يُيَسر مهامهم ويُنجح جهودهم، ليكون تألق المجموعة بتوهجه، وتراجع مستواها بخفوت نجمه.

إجماع من الأنصار والمنافسين، على موهبته الفذة وإمكانياته التي تميزه وتجعله من بين أبرز اللاعبين في البطولة الوطنية، يحيى جبران، مِحور الوداد والمحافظ على توازن المجموعة وثباتها، جاعلا غيابه لدى المشجعين شؤما وخسارة للفريق.

رأى يحيى جبران النور في الـ18 من شهر يونيو سنة 1991 بمدينة سطات، بداياته مع كرة القدم كانت من الأحياء، إذ أبهر كل من تابعه حينها بإمكانياته وموهبته التي دفعت الكشافة لنقله إلى فريق نهضة سطات لكرة القدم داخل الصالات.

لعب جبران مع نهضة سطات في الدرجة الأولى من البطولة الوطنية لكرة الصالات ، إلا أنه لم يستمر طويلا مع الفريق بسبب مشاكل النادي المالية التي دفعته للاستغناء عن عدد من لاعبيه، لينتقل إلى الفتح الرياضي السطاتي لكرة القدم سنة 2008، الممارس في الدرجة الثانية من الدوري المغربي، إلا أن ذلك لم ينعه من الاستمرار في لعب كرة القدم داخل الصالات، عندما استدعاه مدرب المنتخب المغربي، هشام الدكيك للمشاركة في كأس العالم 2012 المقامة بتايلاند، منهيا المنافسة بهدف سجله على بنما.

بعد نهاية تجربته مع المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات، خضع جبران لفترة تدريب في مركز رجاء بني ملال، لينضم بعدها للفريق الأول في يناير من سنة 2013، ويبدأ مشواره الاحترافي والفعلي في كرة القدم.

بدايات جبران في البطولة الوطنية كانت صعبة، إذ خاض مع رجاء بني ملال 10 مباريات فقط في موسمين، دون أن يحظى بفرصة مثالية لإظهار إمكانياته وإبراز مؤهلاته، لينتقل إلى مولودية وجدة سنة 2015، بعد عودة مولودية وجدة إلى القسم الوطني الأول، مشاركا في 27 مباراة ومسجلا هدفا واحدا فقط، قبل أن يغادره ويغير الوجهة إلى نادي حسنية أكادير سنة 2016.

سطع جبران مع حسنية أكادير وأظهر ما يختزنه من إمكانياته جعلته من اللاعبين المثيرين للإعجاب في البطولة الوطنية، إذ خاض مع “غزالة سوس” 59 مباراة في موسمين مسجلا هدفا واحدا فقط، مقدما مستويات كبيرة ومحركا أطماع الأندية الوطنية التي حاولت جلب اللاعب وخاصة قطبي البيضاء، الرجاء والوداد الرياضيين،، إلا أن اللاعب قرر خوض تجربة خارج الوطن، بانتقاله إلى نادي الفجيرة الإماراتي، سنة 2018.

لم تجري الرياح كما اشتهاها جبران مع الفجيرة، إذ رغم تألقه وتسجيله لستة أهداف في 16 مباراة له مع الفريق، وقع مع الأخير على نتائج سلبية، متفاديا بشق الأنفس الهبوط إلى القسم الوطني الثاني، حينها سنحت لجبران فرصة العودة إلى البطولة بنفس جديد، وقرر الانضمام لنادي الوداد الرياضي، في شتاء سنة 2019.

وقع جبران للوداد الذي يعد أحد أكبر الأندية الوطنية والفريق الأكثر تنافسية على المنافسات القارية، إذ سرعان ما تأقلم مع الفريق وبدأ يعرض ويقدم مستويات كاسبا بها إعجاب جماهير الأحمر، ليصبح من جنود الفريق، ومن الأسماء التي لا يستغنى عنها.

نجح جبران في تحقيق البطولة الوطنية مع الوداد كأول لقب يحظى به اللاعب، كما بلغ نهائي دوري أبطال إفريقيا، مواجها الترجي التونسي، في مباراة باتت ذكراها نقطة سوداء في تاريخ كرة القدم بالقارة “السمراء” لما تعرض له الفريق المغربي آنذاك في ملعب “رادس”.

استمر صاحب الـ29 سنة، واستمر في تألقه الذي أصبح يُعهد عليه، متمكنا من تسجيل 15 من 84 مباراة، في حصيلة قابلة للارتفاع بأرقام أعلى، لقيمة اللاعب ومردوده الذي يجعل حضوره في تشكيلة الأساسية مسلّمة لدى مدربه والجماهير التي تعتبر غيابه امتيازا وأفضلية للخصوم.

إلى جانب تجربته مع المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات، تم استدعاء جبران أول مرة لمنتخب المحليين سنة 2018، وخاض مباراته الأولى ضد السودان في الـ21 من شهر يناير، ليعود مع تألقه بالوداد، ويتم استدعاءه من طرف المدرب، الحسين عموتة، لكأس أمم إفريقيا شان الكاميرون 2021.

وثق عموتة في جبران وأشركه في جميع مباريات المنتخب المغربي في المنافسة إلى أن حقق الأسود اللقب بعد تفوقهم على جميع الخصوم أداء ونتيجة، ليثير بذلك انتباه الناخب الوطني، وحيد خليلوزيتش، الذي قرر استدعاء جبران لأول مرة في الـ18 من شهر مارس لسنة 2021، لخوض مباراتي موريتانيا وبوروندي المؤهلتين لكأس أمم إفريقيا، مشاركا مدة 45 دقيقة.

عاد خليلوزيتش ليستدعي جبران لمعسكر المنتخب المغربي الخاص بوديتي غانا وبوركينا فاسو، مؤكدا في الندوة الصحافية الخاصة بعرض قائمته “الأسود”، أن جبران يعد من أبرز لاعبي البطولة الوطنية، وحضوره يعد أمرا منتظرا لما يقدمه من مستويات قوية مع الوداد الرياضي.

أسلوبه المُتميز ينهي الجدل عند تقييمه، لاعب تدرج وكسب تجارب عدة، تجارب جعلته نجما يُضرب له ألف حساب، ومكسب لكرة القدم الوطنية، بداياته كانت كشتاء طال أمده، وربيعه جاء بعد صبر وإيمان، لاعب تمرّس وعاش المراحل كاملة، من بداية متخبطة إلى صعود ثابت، ثم نجاح بامتياز.


انخفاض جديد في أسعار المحروقات بالمغرب

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى