وليد الركراكي.. انتصارٌ لرغبة العامة وآمال تثقل الكاهل
رغبة العامة تبقى الأسمى والأكثر نجاعة، تُغيّر الوضع وتحدد المصير وفق إجماع المعنيين والمالكين الحقيقيين، لحمة خلف فكرة أو قرار يدفعهم لبسط قوتهم الأشد أمام كل ما يصد المبتغى، مبتغى الاستغناء عمن رفضوه مهما احتدت محاولات تلميعه، مبتغى التعاقد مع الذي يرونه قادرا على حمل آمالهم وأحلامهم.
كان تعيين المدرب، وليد الركراكي، ناخبا وطنيا، خطوة منتظرة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي بدورها انتبهت لسوء الانطباعات المسجلة على البوسني، وحيد خليلوزيتش، سواء من ناحية وضع المنتخب المغربي، إلى جانب تواصله وعلاقته مع المناصرين المغاربة، التي بلغت مرحلة المشاحنات المباشرة، سواء داخل الوطن أو خارجه.
قررت المؤسسة المؤطرة والمدبرة لكرة القدم في المغرب، الاستجابة لرغبة المواطنين، الذين أجمعوا على أهلية الركراكي في قيادة المنتخب المغربي، مقابل الاستغناء عن خليلوزيتش، وذلك بالنظر لحسن قيادته لنادي الوداد الرياضي، في الموسم الماضي، الأمر الذي علمه الإعلام المغربي قبل أشهر، وتناقل بين الفينة والأخرى أنباء رغبة الجامعة في تنصيب الركراكي مدربا للأسود خلفا لخليلوزيتش، رغم خروج المؤسسة في مناسبات عدة نافية المتداول بالنظر لارتباطها الرسمي حينها بالبوسني.
وخلّف تعيين الركراكي ناخبا وطنيا ارتياحا كبيرا لدى المغاربة، رغم ضيق الوقت الخاص بالتحضير لكأس العالم، إلى جانب سيرة المدرب التي تبقى حديثة دون اكتاسبه لأي خبرات عديدة تدعم مقترح استلامه المنتخب المغربي في ظرفية خاصة وحساسة.
رحّب المغاربة بتعيين الركراكي ناخبا وطنيا بشكل رسمي، في الـ31 من شهر غشت الماضي، وأجمعوا على أنه الأجدر والأنسب لقيادة الأسود، مشددين على أن القرار جاء استجابة لطموحهم المتمثل في تمكين مدرب وطني شاب شغوف بتقديم الغالي والنفيس خدمة لمنتخب بلده، وذلك لإيمانهم بوطنية الركراكي، إلى جانب إمكانياته وإجادته قراءة المباريات بالنظر لمشواره التاريخي مع الوداد.
وأجمعت المصادر على أن أولى مهام الركراكي تكمل في تصحيح الأخطاء التي ارتكبها خليلوزيتش، وذلك بلم شمل المنتخب المغربي، وتكوين اللحمة التي تزاوج بين المحترفين والمحليين، من أجل الوصول لأفضل مجموعة بإمكانها تمثيل الأسود، في جو تآلفي وتنافسي، غايته خدمة المنتخب المغربي.
مرحلة جديدة دخلها المنتخب المغربي، يقودها الركراكي الذي يحمل على عاتقه آمال المغاربة، آمال يرجون أن تسفر عن ابتهال وانتشاء ببلوغ ما كانوا يصبون إليه خلال سنوات الخيبة، ألقاب وإنجازات تكافئ صبرهم، وتروي عطشهم للمسرات، بعد نكبات دنست رابطتهم التي جعلت ما مضى كابوسا يخشون تكراره.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية