نهضة بركان.. مسارُ طمُوح ونهاية سعيدة

الطموحُ هو الشُّعلة الصامدة المنيرة للأحلام، شُعلة تُبقي الأمل حيًّا مهما اشتدّت العقبات، تُصلب العزيمة بعد كل تعثر وإخفاق، فالمحاولة الأولى غالبا ما تنتهي بنكسة مؤلمة، وقلة الخبرة تصطدم بالرغبة الجامحة،عندها يكون السقوط الذي يظهر المعدن، وتَبرز شخصية من أراد الاكتفاء بما بلغه والاستسلام، ومن أراد الاستمرار في المحاولة، مع تصحيح للأخطاء وتشبث بأمل النجاح.

نهضة بركان بطل الكونفدرالية، الفريق الصاعد في العقد الأخير لقسم الأضواء، الصاعد بطموح استثنائي باحثا عن أهداف آمن بتحقيقها، أراد القمة وواصل المحاولة بعد كل تعثر، سعى خلف أحلامٍ رآها أقرانه في الماضي القريب غير مشروعة، سار على الدرب متسلحا بأمل بلوغ منصات التتويج التي ظلت هاجسه وهدفه الأسمى.

البداية كانت سنة 1938 عند تأسيس فريق باسم الجمعية الرياضية البركانية، شارك في النصف الأول من القرن الماضي في منافسات دوري عصبة شرق المغرب التي أحدثت في موسم 1942، تمكن الفريق من تحقيق الصعود نحو القسم الوطني الثاني ولأول مرة في تاريخه عقب انتصاره على الوداد الفاسي، وغير الفريق اسمه سنة 1976 بحيث بدأ يطلق عليه الاتحاد الإسلامي البركاني، وفي نفس الموسم ظهر ناد جديد، يسمى الشباب الرياضي البركاني، وبعد خمس مواسم من التباري أدمج الفريقان، ليشكلا ممثلا واحدا لكرة القدم ببركان، وهو نادي نهضة بركان.

وقع نهضة بركان على مستويات متذبذبة، إذ نجح في الصعود للقسم الأول والمنافسة على اللقب باحتلاله الوصافة، والإنجاز الأفضل للفريق البرتقالي، قبل أن يسقط للقسم الثاني ويتخبط في النتائج المخيبة رغم محاولاته في استعادة بريقه والتواجد بقسم الأضواء.

سنة 2012 كان موعد صعود نهضة بركان للقسم الوطني الأول، موسم تلو آخر، يتطور الفريق ويدعم صفوفه منافسا محاولا الخروج بثمرة شقاء السنوات الماضيات، لينجح سنة 2018 في تحقيق كأس العرش، ليكون التتويج الأول للفريق واللقب الذي سيفتح خزينة النادي.

ركز نهضة بركان سنة 2019 جهوده على لقب الكونفدرالية الإفريقية، التي بصم خلال نسختها على مغامرة استثنائية قادته للمرة الأولى في تاريخه، إلى النهائي ضاربا موعدا مع نادي الزمالك المصري، إلا أن النهاية عارضت طموح بركان الذي لم ينجح في تحقيق اللقب بخسارته للنهائي بركلات الترجيح، فارضا على المتابعين الاعتراف بجهوده ناعتين إياه بالبطل “غير المتوج”.

تمسك نهضة بركان بحلم بلوغ الهدف، تحقيق الألقاب ومقارعة القطبين الرجاء والوداد الرياضي، كما كان نهضة بركان خلال موسم 2019-2020 أكثر قوة وخبرة، وأشد إصرار وجرأة، جابه كبار الأندية الوطنية وعلى رأسهم ثنائي البيضاء، منافسا إياه لغاية الجولات الأخيرة على لقب البطولة، منهيا الموسم في المركز الثالث بعدما كاد أن يظفر بالوصافة.

مقابلَ منافسته على البطولة، ظَلّ نهضة بركان مؤمنا بقدرته على تحقيق لقب الكونفدرالية الإفريقية، وإنهاء الموسم المنصرم بلقب قاري هو الأول في تاريخه، بعدما كاد أن يعانقه في النسخة الماضية، اجتاز البرتقالي الأدوار وضرب موعدًا مع نادي بيراميدز المصري، الذي يُعد فريقا حديث العهد ومنافسا شرسا على لقب الكونفدرالية، نهضة بركان تمسّك بأمل تحقيق الهدف، وقاتل أمام خصمه المصري لأجله، إلى أن تمكن من تسلم الكأس في محاولة هي الثانية على التوالي، لقب يؤرخ الفريق قاريا ويعطي انطلاقة عهد جديد نحو أهداف أكبر بطموح أكثر توهجا.

حكايةُ نهضة بركان مثيرة للاهتمام، الفريق الصاعد قبل سنوات لقسم الأضواء تسلق المراحل واستمر في تطوره إلى أن بلغ مستوى المنافسة، فشل في تحقيق اللقب وعاد لتكرار المحاولة بطموح أكبر وعزيمة أشد، نجح في اجتثاث نفسه والمُضي قدما نحو أهدافه، بخطوات ثابتة صعد، يُطور نفسه ويرفض الاستلام لمنغصات الفشل، يسقط ويعاود المحاولة بعِناد الساعين نحو القمة، قمة ما زال دربها وعرًا، ولكنها أمام المرأى أكثر من أيّ وقتٍ مضى.


وجهة غير متوقعة لحكيم زياش

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى