مروان الشماخ..حكاية لم تكتب لها نهاية سعيدة

هو اسم من الأسماء التي تساقطت كأوراق الخريف، حكايته لم تكن رحيمة بالمرة، أقدار هي أم الصدفة التي جعلت مسيرته تتغير رأسا على عقب، حكاية من كان نجما يوما ما إلى أن ساد عليه الظلام، مروان الشماخ الذي كان سفيرا للكرة المغربية في أوروبا، والآن أصبح يبحث عن جسر العودة لكرة القدم.

من بلاد الأنوار رأى مروان الشماخ النور في العاشر من يناير سنة 1984 بفرنسا بدأ مسيرته الكروية في نادي مارماندايس سنة 1994، وسرعان ما خطفت موهبته أنظار كاشفي مواهب نادي بوردو وأصروا  على التعاقد معه سنة 2000، ومعهم كانت انطلاقته الفعلية في عالم كرة القدم، بعد سنتين تم اختياره للعب ضمن الفريق الأول لتبدأ سنوات البحث عن الذات وهو في ريعان شبابه، استمر ظهوره المتفاوت بين تألق وإخفاق حتى تولى المدرب الفرنسي “لوران بلان” قيادة الفريق سنة 2007، ليستطيع بعد ذلك أن يعيد الثقة إلى الشماخ ويفجر موهبته ليتوج فريق بوردو في عهد “بلان” ببطولة كأس الأبطال الفرنسية، وتحقيق لقب بطولة كأس الدوري الفرنسي مسجلا خلالها 13 هدفا فقط إلا أنها كانت كفيلة بجلب الألقاب.

هي فرصة واحدة تمنحها لك الحياة لملامسة أحلامك، سنة 2010 الشماخ توصل بعرض من فريق أرسنال، ليحقق حلمه وينتقل إليه بعقد حر بعد نهاية عقد مع فريق بوردو الفرنسي، لم تمر الأحداث مع أرسنال كما تمناها الشماخ، وبقي حبيس الدكة في جل المباريات لمدة 3 سنوات مسجلا خلالها 14 هدفا فقط، لم يستطع أن يقنع أرسن فينجر بمؤهلاته ولم يتمكن من كسب الرسمية ليقرر بعدها “الغانرز” اعارته موسما واحدا إلى فريق كريستال بالاس وإيقاف فترة عطالته، خلالها قدم الشماخ موسما جيدا ونال اعجاب فريقه الجديد ليقرر مسؤولي كريستال بالاس شراء عقد المهاجم المغربي إلى أن الحظ عاد وفعل فعلته، لتتوالى الإصابات على اللاعب وتتوالى معها المباريات التي غاب عنها، ليقرر النادي في نهاية المطاف عدم التجديد معه، لينتقل بعدها إلى الفريق الويلزي كارديف سيتي وذلك سنة 2016 بعقد مدته 3 أشهر فقط قابلة للتجديد بناءا على امكانياته وعطائه، إلا أنها لم تكن كفيلة للاعب أن يسجل هدفا واحدا، ليقرر كارديف سيتي هو الآخر التخلي عنه، ليختفي بعدها مروان الشماخ عن عدسات الكاميرات وكأنه لم يكن يوما.

على عكس مساره في أوروبا شهرته فاقت الوصف بين المغاربة ومحبيه، لما لا وهو كان من جيل اللاعبين الذين شاركوا في كأس أمم إفريقيا 2004 في تونس ووصولهم إلى المباراة النهائية، وتميز رفقة الأسود برشاقته وضرباته الرأسية المتقنة آخرها الهدف الذي سجله أمام المنتخب الجزائري بملعب مراكش الكبير، والذي كان آخر ظهور له رفقة المنتخب الوطني المغربي.

بعد غيابه حوالي سنتين عن الملاعب، مروان الشماخ يأمل في العودة إلى المستطيل الأخضر، ولكن في كل اختبار أجراه مع فريق ما قوبل بالرفض، مستغربا وكأنه يقول”هل هي النهاية فعلا، هل ستنتهي مسيرتي بهذا السناريو الفظيع، هل حان وقت الإعتزال، لا..لا يمكن أن يحدث ذلك فلازال في جعبتي ما أقدمه لكرة القدم”.

هي حكاية صاحب رقم 17 الشهير في المنتخب، حكاية من لم تنصفه الأقدار وطمسته السنوات، لم تنتهي بعد ولن يطوى غلافها ما دام مروان لم يستسلم، وهو الآن في مكانه حائر، يعيش بين ماض سرعان ما مضى، وحاضر لم يحضر بشيء، ومستقبل حالك لا يعبره ضوء.


هزة أرضية تضرب سواحل الحسيمة وخبير في الزلازل يوضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى