ياسين بونو..حارس يلامس القمة بإصرار كبير
حياته الآن بدأت كأحلام تتراقص في مخيلته وهو صغير، حكاية طفل رأى مستقبله كهدف وآمن بتحقيقه، طريقه لم تكن سالكة ولا خالية من تحديات. عناده وإصراره للوصول لهدفه هي أجمل سماته، هو ياسين بونو الذي فرض على الجميع أن يعترف به.
بأراضي العالم الجديد ولد ياسين بونو في الخامس من أبريل سنة 1991 بمدينة مونتريال كندا من أبوين مغربيين، قضى طفولته هناك قبل أن يعود رفقة والديه الى أرض الوطن، انضم إلى أكاديمية فريق الوداد البيضاوي كحارس مرمى وبدأ يتدرج في مختلف فئاته، إلى أن وصل سن 19 وصعد الى الفريق الأول، وأصبح هو الحارس الثاني للنادي الأحمر.
بونو كان يعلم جيدا أن فرصته ضئيلة جدا لكسب الرسمية، في ظل تواجد الحارس الأول آنذاك وهو نادر المياغري، لكنه لم يفقد الأمل واستمر في التربص على فرصته حتى أصيب المياغري، ليجد بونو نفسه بين شباك مرمى الوداد، ويقدم مستويات جيدة كبيرة رفقة الأحمر، ليقرر الرحيل الى مكان ليس ببعيد عن الوطن، وهي إسبانيا وبالضبط الى فريق اتليتيك مدريد صيف 2012 كحارس ثالث للفريق، لم يستلم الفرصة لكي يظهر مؤهلاته ولو كحارس ثاني، لأن الرسمية في أتليتيك مدريد كانت مستحيلة، والحارس البلجيكي تيبو كورتوا هو الذي كان يشغل مهمة حماية عرين الروخي بلانكوس.
بعد سنتين عجاف أعير الى فريق ريال سرقسطة الذي ينشط في الدرجة الثانية، قضى معهم موسمين استطاع خلالها أن يفرض نفسه، بعدما بدأ كحارس ثالث وأصبح بعدها هو حارسهم الأول، وفي 2016 انتقل الى مدينة برشلونة وبالضبط إلى فريق جيرونا الذي كان ينشط في الدرجة الثانية، خاض بعض المباريات كحارس ثاني للفريق، واستمر الحال على ماهو عليه حتى صعد الفريق إلى الدرجة الأولى من الدوري الإسباني، انتظر المكان والزمان المناسبين ليفجر موهبته وسرعان ما خطف الرسمية وأصبح الحارس الأول للفريق، تألق ونال إعجاب متتبعي الدوري الاسباني، وأصبح من أفضل حراسها الذين حافظو على نظافة شباكهم في العديد من اللقاءات، كما انقد فريقه في مجموعة من المباريات، ابرزها التي أمام ريال مدريد، ليحرم نجوم الملكي من أهداف محققة، ويوقع بونو وزملائه على فوز تاريخي.
الكثير هم من يشهدون بأن بونو ضحى كثيرا مع المنتخب الوطني، منذ الفترة ما كان يتواجد فيها المدرب السابق ايريك غيريتس على رأس المنتخب، كان بونو ضمن قائمة اللاعبين ولكنه لم يعتمد عليه في مباراة رسمية، حتى في إحدى الأيام راسله مدرب المنتخب الكندي أنذاك فلورو بينيتو وطالبه بالانضمام إليهم، لكونه لم يلعب بعد أي مباراة دولية رفقة المغرب ،ولكنه رفض العرض دون أي تردد، وأصر على أن يبقى وفيا لبلده ويقاتل على الرسمية، وحتى مع الناخب الوطني الحالي هيرفي رونار، بونو لبى النداء في كل مرة تتم المناداة عليه كحارس ثاني، الى أن طموحه وعمله الذؤوب الذي يقدمه الآن يؤهلانه للرسمية، لأن المنطق والحياد يصبان في مصلحته.
بونو الآن يستحق الكثير من الإشادة والثناء، أبهر العالم بتصدياته الرائعة ووقوفه البطولي، مساره لم يكن سالكا بالمرة، قاتل وعاند حتى يصل لما وصل إليه الآن، ومهما عانده الحظ، فإن بونو سيبقى شامخا بين الخشبات الثلاث يقاتل ليثبت للجميع بأنه الأفضل.