وليد الركراكي.. من إشادات المونديال إلى انتقادات الوديات و”الكان”

بين القمة والسفح، مسار شهد مطبات أبرزت الشكوك وخلفّت الجدل، سريعا ما تغير الجو العام مع تغير المكان والحصيلة المسجلة، نَهَم الاستمرار في تحقيق النجاحات وبلوغ المبتغى، بإمكانه أن يأتي على حساب ما مضى، حتى وإن كان التاريخ استثنائيا خالدا بذكرى بطلها من انقلبت عليه الأحوال.

طموح تحقيق الأمجاد والاستقرار في القمة، يبقى فطريا راسخا، يقمع الذاكرة التي وإن ظلت محتفظة بكنوزها، تسود رغبة الاستمرار في النجاح والتطور، وهو الحاصل مع الناخب الوطني، وليد الركراكي، الذي لا جدال حول التاريخ الاستثنائي الذي بصم عليه في الكرة الوطنية، تلقى عليه الانتقادات طمعا في تحقيق الأهداف.

سريعا ما انقلب المديح لانتقاد وشك، الناخب الوطني، الذي كان على ناصيات الإشادة والثناء، أصبح محط جدل الجماهير المغربية المتخوفة من عدم استغلال المجموعة الحالية، التي تبرز مدى الفرصة الكبيرة والمتاحة في تحقيق كأس أمم إفريقيا، بعد امتناع امتد لعقود، كرقم يلطخ الكرة الوطنية الغنية بإنجازات تاريخية.

الجدل انطلق منذ نكبة أمم إفريقيا 2023 بساحل العاج، بعدما كانت الأماني تتمثل في تحقيق اللقب، خاصة وأن المعني يبقى رابع مونديال قطر، وبات صاحب باع كبير على المستوى العالمي، بيد أن المنتخب الوطني، انقاد إلى إقصاء مؤسف من دور ثمن نهائي المنافسة، على يد جنوب إفريقيا، ما جعل المغاربة جميعا يحمّلون الركراكي المسؤولية، نظرا لتمسكه باختياراته التي أثار بعضها الجدل، إلى جانب الرسم التكتيكي الذي لم يناسب أسلوب اللعب في القارة السمراء.

ورغم الإقصاء، تجددت الثقة في وليد الركراكي، بإجماع رئيس الجامعة فوزي لقجع، والمغاربة، كون المدرب يحتاج إلى فرصة ثانية، لإمكانياته وإنجازه التاريخي الذي يشفع له، إلى جانب ضيق الوقت وإقبال الأسود على التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، ونسخة 2025 من أمم إفريقيا والتي ستقام في المغرب.

شهد شهر مارس، الظهور الأول للمنتخب المغربي بعد نكسة “الكان”، بمباراتين وديتين أمام أنغولا وموريتانيا، واللتان تميزتا بانضمام لاعبين جدد وعودة آخرين، وأبرزهم نجم ريال مدريد، إبراهيم دياز، الذي خطف ارتداءه للقميص الوطني، الأنظار ودفع الإعلام الأجنبي لمتابعة اللقاءين، خاصة وأن رابع المونديال دُعمت مجموعته بأحد أبرز نجوم النادي الملكي.

كان رجاء الجماهير في ظهور المنتخب المغربي بشخصية قوية وتحقيق انتصارين مرضيين، رغم امتناعهم عن توجيه الأحكام من الوديات، بيد أن مستوى المنتخب المغربي كان مقلقا، وذلك بعدم قدرته على إيجاد الحلول سواء أمام أنغولا، الذي انتصر عليه بهدف من نيران صديقة، وأمام موريتانيا الذي كان مستميتا صامدا على المستوى الدفاعي، فارضا التعادل السلبي على الأسود في أكادير، وأمام حضور جماهير ضخم.

الناخب الوطني، وليد الركراكي، عقب الودية الثانية، اعترف بوجود إشكال في المنتخب المغربي على مستوى خلق الفرص واستغلالها أمام المنتخبات المتكتلة، كما خرج اللاعب، عز الدين أوناحي، الذي أقرّ بأنه عليهم تغيير أسلوب لعبهم وإيجاد الحلول، وذلك لأن الخصوم باتوا على دراية تامة بأسلوب لعب المغرب، ويحضرون له بالشكل الجيد.

الركراكي بات أمام محكٍّ حقيقي، والثقة ما زالت موضوعة في صانع سعادة مونديال قطر، بيد أن التطور يبقى لزاما لمواكبة التطلعات وتأكيد أحقية بلوغ القمة، بعد المكاسب الضجة العالمية التي أحدثتها الكرة المغربية.

 


“إسكوبار الصحراء”.. قرار محكمة البيضاء في حق الناصري وبعيوي

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى