هاشم مستور.. حكاية لاعب انتهت مسيرته قبل بدايتها
هي أسماء كنجوم تسطع وسرعان ما تأفل، تطل علينا وتسحرنا وسرعان ما تغادرنا كأنها لم تكن يوما، نجوس عبر الذكريات لنستحضرها، في الوهلة الأولى نصطدم باسم نتحسر لسقوطه بعدما لامس القمة، موهبة فذة أضاعت طريقها إلي النجاح، تاه بين الواقع وعالمه الافتراضي، خسر مكانته و إمكانياته، يحاول اللحاق بالركب الذي فاته واستعادة نفسه التي فارقها، هاشم مستور، حكاية لاعب انتهت مسيرته قبل بدايتها.
رأى هاشم مستور النور في 15 يوليوز 1998، بمدينة ريجيو ديميلي ايطاليا، بدأ ممارسة كرة القدم تحت سن 10 مع نادي مدينته، انتقل إلى نادي ريجيانا في فترة قصيرة وبدأت موهبته تلفت الأنظار وتستقدم كبار الأندية الإيطالية، قامت إدارة نادي إنتر ميلان بمراقبته، ووصلوا إلى اتفاق مع عائلته بالتعاقد معه عند بلوغه الـ 16 عام، ولكن نائب رئيس نادي إيه سي ميلان الإيطالي، أدريانو غالياني، قام بخطوته عند وصول مستور لسن 14 سنة، بالتعاقد مع اللاعب بعد اجتماع مع عائلته، وعرضه لمبلغ 500 ألف يورو والذي يُعتبر كبير جداً للاعب بعمر الـ14 عام.
سنة 2014 جدب مستور الاهتمام وقدم نفسه للعالم وذلك في شريط فيديو لمشروب الطاقة “ريد بول”، إذ نافس الدولي البرازيلي نيمار في المهارات الحرة “الفريستايل”، وأظهر مدى براعته وقدرته الكبيرة على التحكم بالكرة كباقي نجوم العالم، لتصبح أعين العالم ترصد مستور بعدما بات من أبرز المواهب الصاعدة في العالم، سنة 2015، تمت إعارة مستور إلى نادي ملقا في إسبانيا لمدة موسمين، مباراته الأولى كانت أمام ريال بيتيس كبديل في آخر دقائق المباراة، وهي كانت الوحيدة له بقميص النادي الأندلسي الأخير قبل أن يفك ارتباطه باللاعب سنة 2016، لينضم بعدها إلى نادي زفوله الهولندي على سبيل الإعارة لمدة موسم وواحد، ولم يقدم أي شيء يشفع له بالتعاقد معه.
عاد إلى نادي اسي ميلان سنة 2017، بعد انتهاء فترة إعارته، ليقرر النادي الإيطالي بعد ذلك التخلي عن اللاعب المغربي بقرار من المدرب جينارو غاتوزو الذي كان على خلاف دائم مع مستور إذ صرح في إحدى الندوات الصحافية: “عليه أن يتوقف عن نشر الفيديوهات والتركيز في الملعب ليستعيد مستواه أو سأقتلع أسنانه”، إذ كان مستور حريص على نشرف فيديوهاته لمتابعيه بمواقع التواصل الاجتماعي، الشيء الذي جعله يفقد مستواه حسب مدرب نادي ميلان، صيف سنة 2018، وقع مستور رسميا مع نادي باس ليميا اليوناني في عقد انتقال حر، ليعود اللاعب ويبدأ من جديد في شق طريقه، بعدما كان قريب من ملامسة المجد.
حكايته مع المنتخب الوطني المغربي تقتصر في مباراة واحدة فقط،، سنة 2015 في لقاء المنتخب الوطني أما نظيره الليبي في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017، دخل كبديل في الدقيقة 88، ليصبح أصغر لاعب دولي مثل المغرب بعمر 16 سنة.
هو لاعب لم ينصف موهبته، ضيع فرصة تخليذ اسمه والبصم على مسار استثنائي، فليست جميع الحكايات نهايتها سعيدة، ما زال يغرق في وحل الإخفاق والنسيان، يتحسر على ما فات ويتشبث بحل الأمل، يحاول استيعاب ما جرى وكيف وصل لحاله هذا، مدركا أن كرة القدم على قدر جمالها ونعومتها قاسية على من أهملها.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية