رئيس مجلس النواب: الوباء الكوني يتحول بسرعة من أزمة صحية إلى أزمة اقتصادية

أكد الحبيب المالكي ، رئيس مجلس النواب، أن “إفريقيا ليست بالنسبة إلينا مجرد كتلة جغرافية صماء، وإنما هي قارة كانت دائما مرجعية في الحضارة المغربية، في تاريخ وذاكرة المغاربة جميعا، أفرادا وجماعات، وفي نسيجنا الثقافي واللغوي، وفي هويتنا وشخصيتنا، وفي مناهجنا التربوية وكتبنا المدرسية، وفي تعبيرات وأشكال فنوننا الموسيقية والكوريغرافية والتشكيلية والسينمائية.. وغيرها”.

وأضاف رئيس مجلس النواب في افتتاح الاجتماع المشترك لكل من اللجنة الدائمة للتجارة والجمارك والهجرة واللجنة الدائمة للنقل والصناعة والاتصالات والطاقات والعلوم والتكنولوجيا لبرلمان عموم إفريقيا، اليوم الإثنين بالرباط، بأنه “يمكن تصفح دستور المملكة المغربية لنجد البعد الإفريقي حاضرا بوضوح تام في ديباجة النص وفي روحه وارتباطه الجوهري بالقارة”.

وشدد  على أن “العلاقة بين المغرب  وقارته الإفريقية كانت ولاتزال وستظل إلى الأبد علاقة وجودية، وحتى عندما ابتعدت المملكة قليلا عن بيتها الإفريقي الرسمي لم تنقطع صلاتها مع الكثير من الأشقاء والأصدقاء في القارة، ولا مع القضايا والانشغالات الأساسية في إفريقيا بل ارتفع خلال تلك الفترة منسوب الانخراط المغربي في النسق الإفريقي، الرسمي والشعبي على السواء، وارتفع عدد زيارات  الملك محمد السادس  إلى إفريقيا بوتيرة غير مسبوقة، وذلك بالتأكيد ما سهل وفعل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بتلك السلاسة، وعلى ذلك النحو الذي يذكره الجميع”.

وتابع: “ها هو لقاؤنا هذا ينعقد في ظرفية مقلقة في إثر الهاجس الراهن لدى مختلف دول العالم، ولدى منظمة الصحة العالمية، وكيفية مواجهة خطر فيروس كورونا الداهم المحدق بالأرواح البشرية، وذلك بالنظر إلى المؤشرات والتطورات المتسارعة التي تؤكد للجميع أن هناك أزمة حقيقية، وأن هذا الوباء الكوني يتحول بسرعة من أزمة صحية إلى أزمة اقتصادية وتجارية ومالية، ونخشى أن تكون لهذه الأزمة انعكاسات على الوضع في قارتنا، وذلك في وقت حققت فيه إفريقيا تحولا إيجابيا جدا في اقتصاداتها ومبادلاتها مع العالم على كل المستويات”.

وأبرز بأنه “قد باتت القارة الإفريقية تشكل قبلة للتطلعات العالمية المعاصرة، وأصبحت في صلب اهتمامات كبريات البلدان والمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، وذلك بحجمها الديموغرافي المهم الذي يبلغ 1,3 مليار نسمة، واتساع مساحتها، وتنوع إمكاناتها الطبيعية، ومقدراتها المادية واللامادية التي مازالت لم تستثمر بما يكفي وكما ينبغي”.

وأورد بأنه “نلمس اهتمام الجميع بهذه القيمة الكبرى من طرف الجميع، وبالخصوص من خلال القمم المنتظمة التي أصبحت تنعقد بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وبين روسيا وإفريقيا، وبين اليابان وإفريقيا، وبين الصين وإفريقيا. وهذا يؤكد بالملموس معنى أن نقول إن إفريقيا هي قارة المستقبل. ولكن السؤال الذي ينبغي أن نطرحه هو، كيف نجعل من هذا الاهتمام الكوني الوازن عنصر جاذبية مثمرة خلاقة محفزة وفي خدمة الشعوب الإفريقية ؟”.

وأوضح بأنه “في تقديري، فإن هذا الأفق لا يمكنه أن يتحقق إلا من خلال استراتيجية التعاون جنوب-جنوب التي ينبغي أن تكون محددة لأسلوبنا الإفريقي في التنمية، وفي الاختيار، وفي الرؤية، وأولوية في التخطيطات والبرامج والسياسات. وبهذا المعنى، فتح المغرب هذا الورش جنوب-جنوب في نموذج أثبت اليوم نجاعته وقيمته المرجعية”.

ونبّه  إلى أنه “ما دمنا بصدد مناقشة موضوع استراتيجي، أقصد : التجارة البين-إفريقية في سياق المنطقة الحرة للتبادل القاري الإفريقي ZLECAF، يهمني في هذه الكلمة أن أؤكد على ضرورة تسريع وتيرة الإندماج الاقتصادي الجهوي على مستوى المجموعات الثمان المهيكلة للتنمية الجهوية لقارتنا. وهذا هو الوعاء الطبيعي الذي سيجعل منطقة التبادل الحر الإفريقية بالتدرج واقعا حيا وملموسا في خدمة شعوبنا”.

وأفاد بأن “هذا يقودني إلى خلاصة أعتبرها أساسية في سياقنا هذا، فعلى ضوء الأزمة الصحية وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدان، والتي يتزايد القلق في شأنها، يبدو أن مراجعة قواعد العولمة أصبحت تفرض نفسها بإلحاح، وذلك على أساس التقييم من أجل تقنين جديد للتبادل الحر شمال-جنوب الذي أضحت معه سيادة عدد من البلدان عرضة لأعطاب وأخطاء أو تقصير أو تهافت الاخرين”.

وأصر على أن “إفريقيا في حاجة إلى نخب سياسية واقتصادية جديدة تعيش عصرها، تسرع الزمن، وتسابق الساعات البيولوجية، وتغير الذهنيات السائدة، وتنهض بحقول التربية والتعليم والتكوين والجامعة والبحث العلمي، وتجد في استدراك العجز الذي تعاني منه قارتنا على مستوى البنيات التحتية الأساسية من موانئ ومطارات وطرق معبدة وطرق سيارة وسكك حديدية وطاقات متجددة وتكنولوجيات تواصلية جديدة، ومراجعة الإجراءات والتشريعات الجمركية والإدارية التي لاتزال مرتفعة بالمقارنة مع مثيلاتها في المناطق التجارية الأخرى”.


سفيان رحيمي يثير ضجة في مصر

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى