ما الذي كان ينقص حكيمي ليتوج بالكرة الذهبية؟

أعاد مصطفى حجي، النجم السابق للمنتخب المغربي، موضوع الكرة الذهبية العالمية ونجوم كرة القدم الأفارقة إلى الواجهة، بعد احتلال أشرف حكيمي، عميد “أسود الأطلس” للمركز السادس، مبتعدا بفارق كبير عن زميله في باريس سان جيرمان، عثمان ديمبيلي، الذي توج بالجائزة.
وقال حجي بثقة، بأن حكيمي كان سيفوز بالكرة الذهبية لو أنه اختار اللعب لمنتخب إسبانيا عوض المغرب، مؤكدا أن نجوم الكرة الأفارقة يعانون من نقص في التقدير، مقارنة بنظرائهم الأوروبيين.
تصريحات حجي قد تبدو للبعض نتاج لحظة طغى عليها الانفعال، بعد مرور ساعات فقط على الكشف عن ترتيب أفضل لاعبي العالم في 2025، لكنها تبدو في عمقها صائبة، إذا تأملنا جيدا في المعايير التي منحت الكرة الذهبية للاعبين لم يستحقوها في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية.
على المستوى الجماعي، فقد توج حكيمي، شأنه شأن ديمبيلي وفيتينها، الذي جاء ثالثا، بلقب دوري أبطال أوروبا رفقة باريس سان جيرمان، بل وسجل وكان حاسما في أدوار الربع والنصف والنهائي، رغم كونه مدافعا، كما توج بالدوري والكأس المحليين.
أما على الصعيد الفردي، فقد حقق حكيمي أرقاما لم يسبق لأي مدافع أن حققها، سواء فيما يتعلق بتسجيل الأهداف أو التمرير، أو التصدي لمحاولات الخصوم، كما أن سرعته في الركض فاقت جميع التوقعات، بشهادة عدائين عالميين في ألعاب القوى، وبشهادة الأرقام والإحصائيات، التي لا دخل للعاطفة أو المجاملة فيها.
مصطفى حجي أثار نقطة في غاية الأهمية، وسبقه إليها نجوم أفارقة في السابق، وإلا كيف يمكن لشخص عاقل أن يفسر عدم فوز النجم الكاميروني صامويل إيطو بالكرة الذهبية، وهو في أوج العطاء والتألق مع برشلونة ومع منتخب بلاده؟
ولماذا لم يحصل أسطورة كرة القدم الإيفوارية، ديديي دروغبا، على هذا اللقب، أو على الأقل احتلال المركز الثاني، عندما كان يصنع العجب مع تشيلسي الإنجليزي ومع منتخب بلاده عندما قاده لأول مرة في كأس العالم سنة 2006؟
لماذا لم يقترب روجي ميلا ولو مرة من المنافسة على الكرة الذهبية؟ وهل كان المبدع أوغستين أوكوتشا سيتوج بلقب أفضل لاعب في العالم لو كان يلعب لمنتخب أوروبي عوض نيجيريا؟
وحده الليبيري جورج وياه خلق الاستثناء وفاز بالكرة الذهبية لسنة 1995 بعد تألقه مع باريس سان جيرمان ثم ميلان، وذلك بعد منافسة شرسة مع الألماني يورغن كلينسمان.
نعم، اللاعب الإفريقي لا يحظى بنفس تقدير نظيره الأوروبي أو نجوم أمريكا الجنوبية، والفوز بدوري أبطال أوروبا وبلوغ أدوار جد متقدمة في كأس العالم لا يكفي للفوز بالكرة الذهبية.
لقد قدم ديمبيلي موسما رائعا مع باريس باريس سان جيرمان، لكن هل كان سيفوز بالكرة الذهبية لو اختار تمثيل مالي، بلد والده وأجداده؟ التألق والألقاب رفقة الأندية لوحدها لا تكفي، وتمثيل فرنسا أو إسبانيا أو غيرها من المنتخبات الأوروبية الكبرى، يمنح اللاعبين حظوظا أكثر للتتويج.
بالإضافة إلى الجنسية الرياضية، هناك نقطة أخرى سبق لسيرخيو راموس، صخرة دفاع منتخب إسبانيا وريال مدريد السابق، أن تطرق إليها بشجاعة، إلى جانب الحارس العملاق، الإيطالي جيانلويجي بوفون.
لماذا لا يتم تقدير جهود المدافعين وحراس المرمى بشكل جيد؟ لماذا يتناوب المهاجمون ولاعبو خط الوسط الهجومي على هذا النوع من الجوائز الفردية؟
فابيو كانافارو كان حالة استثنائية، عندما فاز بالكرة الذهبية سنة 2006، مستفيدا من تتويج منتخب إيطاليا بكأس العالم بعد الفوز على فرنسا، بينما تعرض لاعبون أمثال سيرخيو راموس وروبيرتو كارلوس وباولو مالديني لظلم بيّن، قد نضيف إليهم حراس مرمى عمالقة، نذكر منهم الإيطالي بوفون والإسباني إيكر كاسياس.
في 2025، لم يفتقد حكيمي للألقاب الجماعية ولا إلى الإنجازات والأرقام الفردية، لكنه كان يفتقد ربما لجنسية أوروبية لاعتلاء منصة التتويج، أو على الأقل التواجد ضمن الثلاثة الأوائل.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية