سفيان رحيمي.. من فرصة ثانية إلى العالمية
من السفح إلى القمة، ومن العدم إلى الوجود والبروز، حكاية مثيرة للإعجاب استهوت كل متابع على دراية بالانطلاقة الصعبة والظروف التي صادفت بطلها، إلى أن بلغ ما بات عليه من نجاح، وأصبح بدوره محط اقتداء يرفع الأمل ويضاعف الحظوظ، بعدما كان سابقا رفيقا مشاطرا أغلب أقرانه الوضع والطموح، حكاية سفيان رحيمي، النجم الذي بحث عن الفرصة وقاده الطموح إلى المجد والعالمية.
سريعا ما تخطى سفيان رحيمي المراحل، من لاعب ناشئ يبحث عن نصف فرصة في الرجاء، إلى نجم تتهافت عليه أندية خليجية وأوروبية، بعد تألق مبهر مع العين الإماراتي، أكد من خلاله مدى علو كعبه، وأسر به قلوب المغاربة عامة، مصطفين خلفه وداعمين إياه، سواء في مشواره الاحترافي، أو مع المنتخب الوطني المغربي، عبر التأكيد على أهمية وضرورة تواجده في النخبة.
ميلاد ونشأة “رجاوية”
رأى سفيان رحيمي النور في الثاني من يونيو سنة 1996 بالبيضاء، نشأ وترعرع في معقل الرجاء الرياضي، مركب الوازيس، مع اشتداد عوده تشبع بحب الكيان الأخضر، متعلقا به لدرجة الفطرة، اكتسبه من محيطه وخاصة والده، محمد رحيمي، الملقب بـ”يوعري” الذي يعد أحد أعلام الرجاء، معاصرا رؤساء ونجوم تعاقبوا على النادي في العقود الماضية.
بدايات صعبة وانضمام أصعب للفريق الأول بالرجاء
بلوغ رحيمي للفريق الأول بالرجاء لم يكن هينا كما كان محتملا من ابن “يوعري”، وَلَجَ اللاعب لمدرسة الفريق وانضم للفئة السنية الصغرى بالفريق وواصل التدرج إلى أن بلغ فئة الشبان تم صعد بعدها إلى الأمل، ليمر اللاعب من فترة فراغ كبيرة دفعت المكتب المسير للرجاء لمطالبته بالبحث عن فريق جديد، بعدما منحت له فرصة من قبل المدرب رشيد طاوسي الذي استدعاه لإحدى المباريات دون أن يشركه.
انتقل رحيمي سنة 2017 إلى فريق نجم الشباب، إلا أنه لم يتمكن من إثبات إمكانياته مع الفريق، بعدما تم الاعتماد عليه في مركز خط وسط الميدان، قبل أن يظهر اللاعب مدى علو كعبه بعدما تقرر اعتماده في الخط الأمامي، ليتمكن من تسجيل 15 هدفا في 28 مباراة له في موسم 2017-2018، وينتبه له الرجاء مجددا ويتم عرضه على المدرب خوان كارلوس غاريدو، الأخير الذي طالب المكتب المسير للفريق بتعجيل التعاقد معه، وتمكينه من فرصة ثانية.
انطلاقة قوية وتألق كبير مع الرجاء
انفجرت موهبة رحيمي مع توالي الأشهر، مقدما مستويات قوية مكنته من كسب إشادات المتابعين والمنافسين وليس المناصرين فقط، متمكنا من قيادة الرجاء من تحقيق لقبي كونفدرالية إفريقية، ولقب بطولة وطنية، ولقب كأس عرش، إلى جانب نيله لجائزة أفضل لاعب في الدوري المغربي، موسم 2020-2021، كما ظفر مع المنتخب المغربي المحلي، على لقب “الشأن” ونال خلال ذات النسخة، على جائزة الهداف.
استطاع رحيمي أن ينصب نفسه نجم الرجاء الأول، بات رحيله عن الفريق منتظرا، رغم الحب والارتباط الشديدين بين ناد ولاعب ترعرع في كنفه، بعدما دخلت أندية أجنبية في صراع للظفر بخدمات، مقابل انفتاح مسؤولي الرجاء الذين فضلوا تمكين اللاعب من خوض تجربة خارج الدوري المغربي، واحترام قراراته واختياراته.
الانتقال إلى العين ونجومية عالمية في القارة الصفراء
في شهر غشت من سنة 2021، انتقل سفيان رحيمي إلى نادي العين الإماراتي، قادما من الرجاء الرياضي، في صفقة قاربت 3 مليار سنتيم، وفي انتقال أثار اهتمام الإعلامي المغربي والإماراتي الذي تابعه واهتم به بشكل كبير.
سريعا ما كشف رحيمي عن أوراق اعتماده، بتألقه مع العين ونيله الأساسية، مقدما عروضا قويا ومسجلا أهدافا مكنت فريقه من تحقيق الدوري الإماراتي في موسم 2021-2022، إلى جانب كأس الإمارات عن ذات الموسم.
واستمر تألق رحيمي، وبات أكبر بروز في الخليج، بيد أن المغربي كان يحتاج إلى منافسة عالمية يسطع فيها وتمكنه من إثارة الاهتمام، ليتأتى له مراده في دوري أبطال آسيا، موسم 2023-2024.
فرد رحيمي جناحيه عارضا إمكانياته ومؤهلاته، كما بلغ أقصى مراحل النضج مقدما مستويات في الخط الأمامي للعين، وخاصة بدوري أبطال آسيا، إذ كان الحامل لوزر فريقه، متمكنا من تسجيل أهداف في مباريات بالغة الأهمية وأمام أعتد الخصوم، وخاصة في الأدوار النهائية، أمام كل من النصر والهلال السعودية، ثم يوكوهاما الياباني، متمكنا من تحقيق لقب دوري أبطال آسيا.
استطاع رحيمي أن يحدث الضجة التي كان في حاجة إليها، معززا الهالة الإعلامية الخاصة به بأرقام قوية وتاريخية، كهداف لدوري أبطال آسيا، وأفضل لاعب في المنافسة خلال موسم 2023-2024، كما أنه مرشح بقوة لجائزة أفضل لاعب في القارة الصفراء سنة 2024، ما يعزز إمكانية انتقاله إلى دوري أكبر من الإماراتي، الذي سيحظى معه على أضواء أكبر، تكفي موهبته وإمكانياته، وتكافئ خدماته.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية