حكيم زياش.. حكاية يأبى الحنين أن يطوي صفحتها الأخيرة قبل “الكان”

وإن غاب جسدا، يبقى الاسم حاضرا رنانا، متداولا بين كل رفيق أو متابع، بين كل مناصر شكل العلاقة الوطيدة والنقية الممتدة لسنوات، علاقة انطلقت بحب وتضحية ومقاومة الغرب، صامدا أمامهم رافعا راية التحدي، دفاعا عن اختيار القلب.
كان وسيبقى نجما خالدا، حتى وإن بات غيابه عن المنتخب المغربي أبديا، يلمح كل مشجع مكانه وهو يلامس الكرة، يوزعها، ويسحر بها الحاضرين بجانبه والمتابعين، وإن ابتعد الساحر، فسحره يوقظ الحنين الراكد، حنين حكيم زياش، من شاب مكافح مستقر على قراره، إلى نجم مغربي فخور بانتمائه، قبل أن يخفت ويبقى إرثه بارزا يحيي أمل العودة واستئناف الحكاية التي يرفض المغاربة أن تكون نهايتها قد حلّت.
البداية وتفضيل اختيار القلب على المغريات
بداية زياش عبارة عن قصة عظيمة، غنية بالفخر والولاء، بالحب الذي يقود الفرد إلى عدم الاكتراث لأكبر المغريات، من أجل الاستجابة للرغبة ونداء القلب، إذ تعود التفاصيل إلى سنة 2015، عبر صراع اشتد بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الهولندي للعبة، الأخير الذي حاول الضغط بالإعلام وباقي الوسائل الأخرى، من عقود إشهارية وغيرها للفوز باللاعب الذي كان يعد الأفضل في الدوري الهولندي آنذاك، بيد أن زياش حسم الصراع بتأكيد رغبته في اللعب للمنتخب المغربي، قائلا في تصريح شهير لوسائل الإعلام الهولندية: “لم أخطأ في اختياري، لا أحد يخطأ في اختياره والدته”.
اعتزال مؤقت وعودة قوية لكتابة التاريخ
حكاية زياش مع المنتخب المغربي، عاشت عدة فصول، بين الانضمام الأول في عز الشباب، والبحث عن كتابة التاريخ، سواء الشخصي أو الجماعي، قبل دخول أزمة جديدة مع المدرب، وحيد خليلوزتيش، وإعلان الاعتزال الدولي، بأسف جديد باديا عليه، ثم التراجع عن قراره.
عودة زياش حينها، كانت من أجل كتابة التاريخ فعليا، عبر المشاركة في كأس العالم قطر 2022، وتقديم أقوى نسخة منها، النجم الذي اشتهر بمحدودية أدواره الدفاعية، كان من أوائل مساندي الخط الخلفي، ليصعد ويتألق في الوسط الهجوم، بتمريراته التي تسحر المتابعين، أو مساهماته الهجومية، خاصة هدفه التاريخي على كندا في مرحلة المجموعات.
كان زياش من نجوم المنتخب المغربي في مونديال قطر، واستمرت حكايته بمشاركته في أمم إفريقيا بساحل العاج، بيد أن المشاركة كانت مخيبة، عبر الإقصاء من الدور الأول بعد المجموعات.
حكاية مهددة بالنهاية والحنين يأمل استمرارها
تردي وضع زياش على المستوى الاحترافي، مقابل انضمام ابراهيم دياز للمنتخب المغربي، تسببا غي عدم استدعاء الناخب الوطني وليد الركراكي، للاعب، وهو المبرر الذي شاركه الأخير في تفسيره سبب استمرار اللاعب.
64 مباراة مع المنتخب المغربي، مسجلا 25 هدفا ومقدرا 12 تمريرة حاسمة، أرقام تؤكد أن زياش لم يمر مرور الكرام في تاريخ المنتخب المغربي، بل هو نجم ويبقى قابلا لحمل لقب أسطورة على غرار أساطير اللعبة الذين حملوا القميص الوطني، بيد أن الغموض هو المسيطر على وضعه، حكاية متوقفة هي أم انتهت؟ المؤكد هو أن شعلة الحنين ما زالت متوقدة تأبى الخمود، حنين اللاعب الذي كافح وحارب من أجل المنتخب المغربي، وعندما باتت الفرصة سانحة لتحقيق كأس أمم إفريقيا، غاب.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية