المنتخب الأولمبي و”أسود” الفوتسال ينقذان ماء وجه كرة القدم المغربية في 2024
أنقذ المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة ماء وجه كرة القدم الوطنية خلال سنة 2024 التي نستعد لتوديعها، عقب تتويجه لأول مرة في التاريخ بميدالية برونزية في أولمبياد باريس، خلال الصيف الماضي.
وبدأت سنة 2024 بإخفاق للمنتخب المغربي، الذي غادر كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في كوت ديفوار، من دور ثمن النهائي أمام جنوب إفريقيا، بعدما دخل المنافسات كأبرز مرشح للظفر باللقب القاري.
وفشل منتخب السيدات في بلوغ الألعاب الأولمبية عقب إقصاء مفاجئ ومخيب للآمال أمام زامبيا في عقر الدار، بعد نجاحه خلال السنة الماضية في تخطي الدور الثاني لكأس العالم منذ أول مشاركة له.
وعلى صعيد الأندية، وحده نهضة بركان تمكن من الوصول إلى نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية وانهزم أمام الزمالك المصري، بينما غادرت أندية الوداد الرياضي والجيش الملكي ثم الفتح الرباطي المنافسات القارية مبكرا.
أما منتخب الفوتسال فقد بلغ ربع نهائي كأس العالم في أوزباكستان، وأقصي مجددا أمام منتخب البرازيل، على غرار مونديال ليتوانيا، عندما خسر في نفس الدور وأمام نفس المنافس، وقبل ذلك توج بلقب “الكان” بالرباط.
نجم الأولمبيين يسطع في سماء باريس
توج المنتخب المغربي بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس، خلال شهر غشت الماضي، عقب فوزه العريض على نظيره المصري بسداسية نظيفة، في مباراة الترتيب.
وتوج المنتخب المغربي بأول ميدالية في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية، بعد مشوار موفق رفقة المدرب طارق السكتيوي، استهله بفوز على الأرجنتين وهزيمة غير مستحقة أمام أوكرانيا، وفوز عريض بثلاثية على العراق، وانتصار كبير على الولايات المتحدة الأمريكية برباعية في ربع النهاية، قبل أن يخسر أمام إسبانيا في دور النصف بهدفين لواحد.
ولم ينجح المنتخب المغربي في التتويج بميدالية أولمبية في سبع مشاركات سابقة، ليتمكن هذه المرة من انتزاع الميدالية البرونزية باستحقاق على حساب مصر.
وخرج المغرب من الدور الأول لأولمبياد طوكيو سنة 1964، بهزيمتين ثقيلتين أمام المجر بسداسية نظيفة وأمام يوغوسلافيا بثلاثة أهداف لواحد.
وفي أولمبياد ميونيخ 1972، استهل المغرب مشاركته بتعادل سلبي أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وهزيمة أمام ألمانيا الغربية بثلاثية، ثم فاز على ماليزيا بستة أهداف دون رد، ليلعب دور المجموعات الثاني، إذ انهزم بثلاثية أمام الاتحاد السوفياتي، وثلاثة لواحد أمام الدانمارك، ثم خماسية بيضاء أمام بولندا.
وفي دورة 1984 بلوس أنجلس، تعادل المغرب بهدفين لمثلهما أمام ألمانيا الغربية، وانتصر بهدف لصفر على السعودية، ثم خسر بهدفين لصفر أمام البرازيل.
وفي نسخة برشلونة سنة 1992، تعادل المغرب بهدف لمثله أمام كوريا الجنوبية، وخسر برباعية نظيفة أمام السويد، وبثلاثة أهداف لواحد أمام أوروغواي.
وفي أولمبياد سيدني سنة 2000، خسر المغرب بأربعة أهداف لواحد أمام الشيلي، وهدف لصفر أمام كوريا الجنوبية، ثم بثنائية أمام منتخب إسبانيا.
وفي الدورة الموالية بأثينا، تعادل المنتخب المغربي أمام كوستاريكا بدون أهداف، وتعثر أمام البرتغال بهدفين لواحد، ثم تغلب على العراق بهدفين لواحد، وغادر المنافسات مبكرا رغم جمعه لأربع نقط.
وتعود آخر مشاركة إلى أولمبياد لندن سنة 2012، حيث تعادل المغرب بهدفين لمثلهما أمام الهندوراس، وخسر أمام اليابان بهدف لصفر، ثم تعادل سلبا مع إسبانيا.
أسود “الفوتسال” يواصلون التألق
نجح المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة (الفوتسال) في الظفر بلقب كأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، خلال شهر أبريل الماضي، بعد الفوز في المباراة النهائية على منتخب أنغولا بخماسية، ليؤكد تسيده لهذه الرياضة قاريا وعربيا.
واستمر أبناء المدرب هشام الدكيك على نفس النهج، ونجح المنتخب في الفوز باللقب الإفريقي بالرباط بدون عناء، متجاوزا العديد من المنتخبات كمصر وليبيا وأنغولا، ليضمن مشاركته في مونديال أوزباكستان.
وتأهل المنتخب المغربي إلى الدور الثاني عقب فوزه على طاجيكستان وبنما وهزيمته أمام البرتغال متصدر المجموعة، وانتصر في دور الثمن على منتخب إيران في مباراة مثيرة وبطولية انتهت بنتيجة 4-3.
وتوقف مشوار المنتخب الوطني مجددا في دور الربع أمام البرازيل، بعد الهزيمة بثلاثة أهداف لواحد، في مباراة عانى فيها الفريق من العديد من الغيابات الوازنة بسبب كثرة الإصابات.
وانتهت مشاركة أسود “الفوتسال” ببلوغ ربع نهائي كأس العالم، على غرار نسخة ليتوانيا سنة 2021، التي انهزم خلالها المغرب في نفس الدور أمام البرازيل بهدف دون رد.
وجاءت حصيلة منتخب الفوتسال في سنة 2024 لتؤكد العمل الكبير الذي قام به المدرب الدكيك والجامعة، ولتتوج سنوات من النجاحات، إذ تمكن المغرب من الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا سنوات 2016 و2020 ثم 2024 لثلاث دورات متتالية، فضلا عن كأس العرب سنوات 2021 و2022 و2023، والفوز بلقب كأس القارات في 2022، وغيرها من الإنجازات الأخرى.
نهضة بركان يشكل الاستثناء في إفريقيا
لم تسجل سنة 2024 تتويج أي فريق مغربي بلقب قاري، بيد أن فريق نهضة بركان تمكن من الوصول إلى نهائي كأس الكونفدرالية وانهزم أمام الزمالك المصري.
أقصي الفتح الرباطي مبكرا من كأس “الكاف” أمام اتحاد العاصمة الجزائري، وغادر الجيش الملكي دوري أبطال إفريقيا من سدس عشر النهاية بعد الهزيمة ذهابا وإيابا أمام النجم الساحلي التونسي، وخرج الوداد من دور المجموعات لأول مرة في تسع سنوات متتالية من المشاركات الناجحة، وبقي نهضة بركان وحيدا يواصل تقدمه في كأس الكونفدرالية.
تأهل الفريق البرتقالي بدون عناء إلى الدور الثاني بقيادة المدرب أمين الكرمة، ثم أكمل التونسي معين الشعباني المشوار، وتأهل بشق الأنفس إلى نصف النهائي، بعد الفوز في دور الربع على أبو سليم الليبي بنتيجة 3-2 في الوقت الضائع من مباراة الإياب ببركان، بعد انتهاء مواجهة الذهاب بالتعادل السلبي.
وتخطى نهضة بركان المربع الذهبي، بعد اعتذار حامل اللقب، فريق اتحاد العاصمة الجزائري عن خوض مباراتي الذهاب والإياب، بسبب الأزمة المفتعلة حول القميص الذي كانت تتوسطه خريطة المملكة المغربية.
وفي المباراة النهائية، فاز نهضة بركان ذهابا على الزمالك بهدفين لواحد، وفي مباراة العودة بالقاهرة انتصر الفريق المضيف بهدف لصفر، ليطير اللقب من بين أيدي الفريق المغربي.