الرجاء ومجد موسمٍ مرصعٍ بالذهب

المجد لمن أراد التميز والاختلاف عن الغير، من طمح إلى ما لم يبلغه آخر، المستحيل هدفه، نزعته البروز تاريخيا وتخليد نفسه باستثناءات وإنجازات تخلده، فاتحا كتابا جديدا، حتى وإن تكرر ما حققه سيكون الغلاف باسمه، بأنه البداية والنهاية، وأي تكرار لنجاحه سيقترن به، حتى وإن أتى من غريمه وأشد منافسيه.

التاريخ يحترم الاستثنائيين، من فضلوا السبق والقيام بما لم يبلغه غيره، ينالون الإشادة من المنافسين قبل المناصرين، ويكسبون الاحترام بأنهم وضعوا تحديا جديدا، كان مستحيلا، وبات مستطاعا بعدما عاينوا ما تحقق.

حكاية الرجاء في الموسم المنصرم 2023-2024، تبقى تاريخية، إذ رغم اقتصارها على المستوى المحلي، فإن تميزها متمثلا في عدم التعرض لأي خسارة، إنجاز يبلغه كبار العالم، وتسجل أسماء أجياله بأحرف من ذهب.

بداية الرجاء في الموسم المنصرم كانت متذبذبة مع استقرار نسبي برز مع توالي الجولات، إذ مع مرور الوقت ظهر الانغماس التام للاعبين في أفكار المدرب الألماني، جوزيف زينباور، الذي استفاد من فترة تحضير خصصها له المكتب المسير للنادي، متعرفا على جميع اللاعبين.

توالت جولات البطولة، والرجاء مركز على عدم الابتعاد عن المراكز الأولى، كان المنافسة قائمة مع أربعة أندية، وهم الجيش الملكي، الوداد الرياضي، الفتح الرباطي ونهضة بركان، ليبدأ سقوط المنافسين إلى أن يقتصر الصراع على الرجاء والجيش الملكي.

في النصف الثاني من الموسم، ظهر اشتغال الرجاء وتطوره بشكل واضح، بعد العودة من التوقف الخاص بكأس أمم إفريقيا التي أقيمت بساحل العاج، الرجاء مستمرا بدون أي خسارة، محققا سلاسل من الانتصارات التي تتوقف من فترة لأخرى بتعادل يعد النتيجة الأسوأ للفريق الأخضر، متربصا بأي سقوط للجيش الملكي.

شخصية البطل كان بادية على الرجاء، بزحف مستقر نحو حسم المشاركة في دوري أبطال إفريقيا، ومن ثم تقليص فارق النقاط مع المتصدر الجيش الملكي، الذي دخل في مرحلة شك كلفته خسارة مفاجأة وصادمة أمام حسنية أكادير، ومن ثم التعادل مع المغرب التطواني، في تعثرين كانا كافيين للرجاء الذي استطاع الانقضاض على الزعامة غارزا مخالبه فيها، منتصرا في باقي المباريات عن جدارة واستحقاق.

نجح الرجاء في إنهاء الموسم متصدرا للبطولة الوطنية، بعدما كان الأمل يحدو الجيش الملكي في سقوط ممكن خلال المباراة الأخيرة أمام مولودية وجدة، بيد أن أخضر البيضاء، كان قاسيا وانتصر بثلاثية على المضيف، محققا بذلك درع البطولة الوطنية دون أي خسارة، في سابقة بالدوري المغربي.

الإنجاز زاد من طموح وأطماع البطل، الذي اختار أن يرفع من التحدي وينهي الموسم بكامله دون تدوق مرارة الهزيمة، وذلك بتحقيق لقب كأس العرش، والظفر بثنائية ناصعة من أي هزيمة، في إنجاز يحمل لقب “تاريخي”.

دخل الرجاء نصف نهائي مولودية وجدة، مواجها خصما ظهر بأداء آتٍ من عدم وجود ما يخسره، مقارعا بطل الدوري الذي وضعه في مواقف محرجة وصعبة، بيد أن الشخصية طغت وتمكن الرجاء من الانتصار في الأشواط الإضافية، والتأهل بذلك لنهائي الكأس.

الختام كان بقمة بين الفريقين الأفضل في المغرب، البطل ووصيفه، بيد راغب في تأكد الأفضلية وطامح إلى رد الاعتبار، اللقاء كان في صالح الرجاء الذي أكثر تركيزا وثباتا عكس الجيش الملكي، مستفيدا الأخضر من نشوة تحقيق البطولة، ومن الحضور الضخم لجماهيره التي تنقلت من الدار البيضاء إلى أكادير بالآلاف.

استطاع الرجاء الانتصار بهدفين مقابل واحد على الجيش الملكي، واستطاع تحقيق كأس العرش، والأهم إنهاء الموسم بدون أي خسارة، في إنجاز يبقى سابقة على المستوى المحلي، إلى جانب اصطفافه مع كبار العالم الذي حققوا ذات الإنجاز.


بوزوق يكشف لزملائه سبب رحيله عن الرجاء

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى