حكايات.. أوريد يحكي تفاصيل طفولته وعائلته والحدث الذي كان سينهي حياته -فيديو

تقاسم ضيف برنامج “حكايات” لهذا العام حسن أوريد، مؤرخ المملكة، والناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا،  مع قراء موقع ” سيت أنفو” بعضا من أهم ” الحكايات” التي طبعت حياته، عبر مراحل حياتية متعددة.

فأوريد ( الطائر الصغير) من مواليد 24 ديسمبر 1962 بقرية “تازموريت” الأمازيغية، القريبة من مدينة الراشيدية، جنوب شرق المملكة، والتي كانت تعرف آنذاك باسم “قصر السوق”، يتحدر من أب ذو أصول صحراوية، يمتهن التعليم، وأم أمازيغية من منطقة ميدلت، نشأ في حضن أسرة متواضعة.

“رغم أن الأصل من ” قصر تازموريت” إلا أنني نشأت في “فيلاج” صغير بناه الفرنسيون عام 1916، عندما دخلت القوات الفرنسية  المغرب عبر الجزائر، بحيث أن التأثير الجزائري في البناء والمعمار يبدو واضحا على “الفيلاج”، يوضح أوريد مردفا ” الوالد من منطقة الراشيدية، وبحكم أنه رجل تعليم، وكثير التنقلات، التقى الوالدة، ذات الأصل الأمازيغي(ميدلت) في إحداها وتم الزواج”.

ويتذكر أوريد بعض معالم موطن نشأته قائلا :” آنذاك كانت “قصر السوق” ( الراشيديه حاليا) عبارة عن فسيفساء، فالإضافة إلى ساكنة “القصور” المجاورة، كان هناك تواجد قوي للعنصر اليهودي، يصعب تحديد العدد، ولكنه تواجد قوي، كانوا يعيشون في انسجام تام مع الساكنة، في إطار بنية ثقافية واحدة، طبعا هناك اختلاف بين الناطقين باللغة العربية واللغة الأمازيغية، ولكن الغالبية كانوا مزدوجي اللسان، أنا نشأت في هذا الإطار”.

ومن الأمور التي ظلت علقة في ذهن حسن أوريد قرب بيته من كنيسة اليهود ” البيت كان قريب من كنيس لليهود، وهي من الأمور التي ظلت عالقة في ذاكرتي، حيث كان هناك انسجام كبير جدا، بين المسلمين واليهود، ذهب إلى حد التزاوج فيما بينهم، الا أن عددهم أصبح يتقلص فيما بعد، مباشرة بعد حرب 1967، وبدأوا في الهجرة، والأمور تغيرت تماما بعد هذا التاريخ”، ويستمر أوريد في الحكي ” كنا بعيدين عن المركز، وسائل النقل قليلة جدا، وسائل الاتصال منعدمة، بإستثناء الراديو الذي كان بثه ضعيفا جدا، إذ لا يمكن الاستماع إليه إلا ليلا، وبحكم الجوار كان هناك حضور جزائري، أيضا اتسمت العلاقة معهم بالتعايش، هذا هو الجو العام الذي نشأت فيه، والذي تميز بطابع ” التوادد” بين المغاربة المسلمين واليهود وبين الجزائرين، بل وحتى  الإسبان”.

حسن أوريد، كان كبير إخوته الخمسة، ترعرع في أحضان ” أسرة محافظة كسائر أسر المنطقة، نبدأ يومنا بصلاة الفجر وتلاوة القرآن، بمعية الوالد والجدة والجد، لغة التخاطب كان تغلب عليها اللغة العربية سواء داخل البيت أو في المحيط.”

ومن الأحداث التي ظلت عالقة في ذاكرة ” الطائر الصغير”، وهو في سن” أربع سنوات، وككل الأطفال، أردت ذات صيف ساخن السباحة في ” كلتة” تسمى فردي القايد، رأيت مجموعة من الأطفال يسبحون بها، فأردت تقليدهم، وبدون شعور إرتميت في ” الكلتة” وأنا جاهل تماما للسباحة، وكدت أن أغرق لولا أن شابا انتشلني، وكان من الممكن أن يضع هذا الحادث نهاية لحياتي”.

حادث آخر يتذكره حسن أوريد، هذه المرة كان في سن أكبر ” كنت تجاوزت 11 عاما، وكان أحد أعمامي يشتغل في منطقة أرفود، زرته صيفا، وخرجت مع مجموعة من الشباب إلى نواحي المنطقة، حيت يوجد مرتفع معروف باسم ” بلوكيس”، تجاوزنا المرتفع بكثير، وبعدها جاءت عاصفة رملية، مرفوقة بحرارة مفرطة، فقدنا على إثرها ” بوصلة” تواجدنا، واختلطت علينا الاتجاهات، فلم نعد نميز بين الشمال والجنوب، ولحسن الحظ مرت قافلة بدو هم من أنقذونا”.

أوريد تقاسم معنا “حكاية” كانت الشرارة الأولى لبلورة وعيه السياسي، وكان ذلك في شهر مارس من عام 1973، “كنت صغيرا بعد، 11 سنة، أدرس في مستوى “الشهادة الابتدائية، وكنا انتقلنا حينها من بيتنا الأول إلى بيت آخر في حي “بوتلامين”، الذي يوجد في الواحات، استيقظت ذات صباح يوم جمعة، وهو يوم عطلة، تقريبا كانت التاسعة صباحا، على صوت ” مروحية”، وحلول طائرة مروحية يعد حدثا في المنطقة، لتتسرب أخبار بعد ذلك تفيد أن مواجهات واصطدامات حدثت ما بين الجيش ومجموعة من المتمردين، فيما بعد عرفت أن هناك عملية مواجهات بين القوى النظامية وعناصر متمردة، والتي كان يترأسها ويتزعمها آنذاك محمود بنونة، والذي لقي حتفه خلال هذه الاصطدامات، وكانت تلك المروحية هي التي تحمل جتثه وجثة مرافقه سليمان العلوي”.

هذا الحدث كان له تأثير كبير، سواء على حسن أوريد أو على ساكنة المنطقة لأنه فيما بعد، ومن جراء  ” أحداث” أملاكو” والتي مات جراءها محمود بنونة، وقعت متابعات ومضايقات، ولم تكن هناك طريقة دقيقة، مما تسبب في نوع من الجراح والتمايز، وبالأخص في المناطق التي ينتمي لها المتمردون الثوار، مما انعكس على الحياة العامة في ” قصر السوق””. يحكي أوريد.


قبل مواجهة بركان.. صدمة جديدة تدفع جماهير اتحاد العاصمة لمهاجمة الاتحاد الجزائري

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى