التحكيم في إفريقيا.. استبداد على الأندية المغربية واجتثاث للحظوظ والأحلام
الاتهامات تبقى وسيلة البعض للانعتاق من الشُبهات، سلاح للضغط والدفاع عن المصالح، ستار على ما يجول في الكواليس من أعمال خارقة للمبادئ والقوانين، اتهامات غير مبررة يقذفها صاحبها حماية لنفسه وأذية للغير، متسترا عن الحقيقة التي تضعه ظالما، عكس ما يحاول تسويقه.
استبداد الحكام في المنافسة الإفريقية على الأندية المغربية، قناعة تتأكد في كل مناسبة تألقت فيها الفرق الوطنية وهددت مصالح “المقدسين”، تحكيم غير مُنصفٍ، يُغلّب طرفاً على آخر.
تحوم وجهة نظر خارج البلاد، كون الأندية هي المستفيد الأكبر من التحكيم خلال السنوات الأخيرة، بسبب نهضة المغرب داخل جهاز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومحاولاته وأدواره لتطوير كرة القدم في القارة السمراء، وجهة نظر تضرب عرض الحائط الواقع الذي يظهر معاناة الأندية الوطنية من التحكيم الظالم، أهداف تُلغى، وركلات جزاءٍ تُسلب، وانحياز واضح للطرف الآخر على حساب الأندية المغربية المضطهدة.
1-حسنية أكادير أمام الزمالك المصري (نصف نهائي كأس الكونفدرالية 2019)
واجه حسنية أكادير، نادي الزمالك المصري بأمل بلوغ النهائي وتحقيق اللقب المنشود، اللقب الذي استحق المنافسة عليه بمستوياته الملفتة حينها، في خضم لقاء الإياب تحصل الفريق السوسي على ركلة حرة عند الدقيقة الـ82 وهو متأخر بهدف دون رد، سدد اللاعب الكرة وعند ارتدادها استغل زميله الفرصة وأعاد توجيهها للمرمى ليبعدها حارس الزمالك بعد اجتيازها لخط المرمى، دون أن يُحتسب هدفا صحيحا للفريق، هدف كان سيقود الفريق إلى نهائي المنافسة، بعدما انتهى لقاء الذهاب بدون أهداف.
2-نهضة بركان أمام الزمالك (نهائي الكونفدرالية 2019)
وصل نهضة بركان خلال النسخة الماضية من الكونفدرالية للدور النهائي مواجها الزمالك الصاعد على حساب حسنية أكادير، انتهت مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل هدف في كل مرمى، ويتم الاحتكام لركلات الترجيح، عند إحدى تسديدات الفريق المغربي، تأكد تقدم حارس مرمى الزمالك عن الخط ما ساعده في التصدي للكرة، لينتبه الحكم ويقرر إعادة الركلة دون معاقبة الحارس حسب ما تمليه القوانين، إذ يستوجب إشهار بطاقة صفراء كانت ستطرده من اللقاء بعدا كان منذرا بمثلها، بيد أن الحكم قرر مواصلة المباراة دون تطبيق للقانون، ويخسر بركان اللقب القاري الذي كاد أن يعانقه.
3-الوداد والترجي التونسي نهائي أبطال إفريقيا (نهائي أبطال إفريقيا 2019)
هي فضيحة أساءت لسمعة الكرة الإفريقية، واقعة أثارت انتباه العالم، وأظهرت حقيقة اللعبة في القارة السمراء، أكدت أن المباراة تلعب في الردهات قبل المستطيل الأخضر، يخوضها أصحاب ربطات العنق، قبل المدربين واللاعبين.
الحالات التحكيمية الظالمة لا تعد ولا تحصى في مباراتي الذهاب والإياب، بيد أن أكبرها التي اشتهرت بفضيحة “رادس”، تغييبٌ لتقنية “الفار” بعدما كانت حاضرة في الذهاب، وعدم اعتمادها بسبب وجود عطل تقني.
الوداد استقبل الهدف، ونجح في تعديل النتيجة عن طريق وليد الكرتي، بيد أن الهدف الصحيح لم يحتسب بدعوى وجود حالة تسلل، وعند مطالبة اللاعبين باعتماد التقنية، ذهلوا بعدم اشتغالها ولا مفر من قرار الحكم.
نُقل الصراع إلى اللجان المختصة والمحكمة الرياضية التي حسمت قرراها واعتبرت الوداد منسحبا لعدم إتمامه المباراة، لعدم مواصلته اللعب بعدما عاين ما تعرض له من ظلم وبطش، لأنه لم يطأطئ رأسه ورضي بقانون القوي صاحب النفوذ يسود.
4-الرجاء الزمالك المصري أبطال إفريقيا (نصف نهائي أبطال إفريقيا 2020)
في لقاء الزمالك، قد يتبنى البعض وجهة نظر أن الرجاء لم يكن في المستوى المنتظر أمام الزمالك وخاصة في الشوط الأول، ولكن الفريق لم يستحق الخسارة، الرجاء نُهب منه التعادل، قرارات أضرت بحظوظ الفريق الذي حاول الاستماتة والبحث عن الهدف، محاولات متتالية من الرجاء دفعت الفريق الخصم إلى ارتكاب ثلاثة أخطاء داخل منطقة الجزاء، ركلات جزاء لم يُعلن على أحدها حتى لصالح الفريق المغربي.
إعاقة رحيمي، ولمس للكرة باليد في مناسبتين، احتجاج من اللاعبين ومطالبة باللجوء لتقنية الحكم المساعد نصرٌ لحق الفريق الذي يُهضم، لكن الحكم أدار ظهر ورفض الذهاب للشاشة المتواجدة بين دكتي البدلاء، رفض الاستجابة لطلبهم بمعاينة اللقطات، دون الخوض ما إن كان سيتشبث في قراره أو سيعدل عنه.
تعنت الحكم الكاميرون أليوم نيانت وتمسكه بعدم الاستعانة بـ”الفار” أكد أن ما تعيشه الأندية على الصعيد القاري ليس بالأمر الهين، نيانت زكى التهم وثبتها على التحكيم في إفريقيا.
هو واقع تعيشه الأندية المغربية، واقع يستوجب الوقوف عنده ومحاولة التدخل من أجل إنقاذ القادم، إنجازات وألقاب أهدرت بسبب التحكيم، أزيحت لصالح المنافسين، والأندية المغربية تتحامل تسكن الألم تارة، وتُعبر عن استيائها بصوت خافت تارة أخرى، الحالات الأربع مُجرد حُفنة من كَومة فقط، وما لم يُذكر كان أعظم.