أشبال الأطلس.. منتخب يقتدي بالأسود ويمضي نحو مساعيه بطموح لا يخمد
أحيانا، كل ما يحتاجه المرء لبلوغ مبتغاه، الإيمان بإمكانياته اعتمادا على تجربة سابقة، تعزز العزيمة وتؤكد القدرة على نيل ما يصبو إليه، مجد يشهده ويتابعه، يشعل فتيل الطموح الذي لا يخمد، مهما اشتد الضنك وزاد التعب، يمضي بيقين الفلاح عند المثابرة، أسوة بالناجحين الذي بلغو المجد وجعلوا الأحلام واقعا محققا.
أشبال رأت في منهم أكبر منها قدوة، عقدت العزم على الإيمان وتصديق القدرة على تحقيق الأهداف والأحلام، وإن كان بلوغها عسيرا، أشبال زادت من فخر المغاربة وعزتهم بمنتخباتهم الوطنية، بنجاح جديد يصطف مع إنجازات الكرة الوطنية التي أشعّت وبلغا نورها أقاصي القارة والعالم.
تمكن المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، من اجتياز إخفاقات الماضي، وانتشل نفسه سريعا ماضيا في درب تحقيق إنجاز ما يؤكد الوجود، بعد إهدار فرصة تحقيق كأس العرب، في السنة الماضية بالجزائر، التي انهزم فيها أمام منتخب صاحب الأرض والجمهور.
نهضة أشبال الأطلس، أتت بعد الانفجار العظيم لكرة القدم المغربية، بداية بالمنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، إلى المنتخب الأول الذي كان صاحب الإنجاز الأضخم والأكثر تأثيرا على كل من هم قادمون من بعده، ببلوغ نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، في إنجاز غير مسبوق على المستويين العربي والإفريقي.
كان الظهور الأول للمنتخب المغربي في “كان” الجزائر لأقل من 17 سنة، عند انتصاره على جنوب إفريقيا في الجولة الأولى من المجموعات، بهدفين دون رد، ثم الفوز على نيجيريا بهدف دون رد، وضمان التواجد بدور ربع نهائي المنافسة، ليتمكن من تصدر مجموعته بست نقاط، رغم خسارته للمباراة الأخيرة أمام زامبيا بهدفين مقابل واحد.
وجد المنتخب المغربي نفسه أمام نظيره الجزائري، في مباراة صعبة مقامة على أرض المنافس وبين جماهيره، في تكرار لنهائي البطولة العربية التي انهزم فيها الأشبال.
جاءت فرصة المنتخب المغربي لرد الاعتبار، بعد أقل من سنة على السقوط أمام ذات الخصم، ليتمكن من دكّ مرمى الجزائر بثلاثة أهداف دون رد، في انتصار كبير تاريخي، أسعد المغاربة الذين أشادوا بفتيان انتفضوا سريعا وثأروا في ذات المكان، من المنتخب الذي كبدهم خسارة حرمتهم من لقب عربي.
ببلوغه دور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا، نجح المنتخب المغربي في التأهل لكأس العالم لأقل من 17 سنة، كطرف ضمن الممثلين الأربعة للقارة السمراء بالمنافسة، مزكيا عالمية الكرة المغربية التي بات حضورها في الاستحقاقات الدولية ثابتا وقيّما.
واجه المنتخب المغربي، في المربع الذهبي من “كان” أقل من 17 سنة، نظيره المالي، في مباراة صعبة لم ينمكن فيها الأشبال من التسجيل، خلال الوقتين الأصلي والمضاف، لينقادوا إلى ركلات الترجيح التي تمكنوا من التفوق فيها، وضرب موعد مع السنغال في المباراة النهائية، بالـ19 من شهر ماي الجاري.
وسبق لمدرب المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، سعيد شيبا، أن صرح بأنه وجب عدم الضغط على الأشبال، والهدف هو تطويرهم وتحضيرهم للمنتخب الأولمبي والأول، بيد أن إنجاز المنتخب المغربي في المونديال، حفزهم وزاد من رغبتهم في المشاركة بكأس العالم لأقل من 17 سنة، وتحقيق لقب أو إنجاز يرضي المغاربة.
الطموح هو من أوصل المنتخب الوطني لنهائي “كان” أقل من 17 سنة، ومهما كانت النتيجة أمام السنغال، فالظاهر أن المجموعة الحالية نالت رضا المغاربة، الذين لمسوا وطينة اللاعبين وفدائيتهم، ورغبتهم الجامحة في تحقيق المراد وإحداث السعادة التي بإمكانها أن تجعلهم في أعين مواطنيهم أبطالا كأسلافهم.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية