أسامة السعيدي.. الجناح المنكسر
هي وقائع وأحداث تتوالى علينا مع توالي السنين، لا نعلم كيف ولت وأخرى كيف هلت، نرتمي هنا وهناك ونلاقي هذا وذاك، عرفتنا الأقدار على أحدهم سرعان ما تألق وفاز باهتمامنا، وسرعان ما غادر واختفى كسراب تاركا الجميع مستغربا متسائلا عن ما كان وما أصبح عليه، هو لاعب وصف في وقت ليس ببعيد من أفضل المواهب التي حمل مشعل الكرة المغربية في بلاد الغرب، أسامة السعيدي، حكاية لاعب ببداية شيقة وبنهاية مؤسفة.
رأى أسامة السعدي النور في 15 غشت 1988 بمنطقة بني بوغافر التابعة لإقليم الناظور، هاجر صغيرا مع عائلته إلى العاصمة الهولندية أمستردام، بدأت علاقته بكرة القدم سنة 1997 عند انضمامه إلى أكادمية زيبورغيا، ليعرج بعد ثلاث سنوات إلى أكاديمية أزد ألكمار، نال تكوينه تدرج في فئات النادي إلى أن انتقل سنة 2006 إلى نادي اومنيورلد في الدرجة الأولى من الدوري الهولندي، كأول عقد احترافي له، خاض معه 36 مباراة وسجل 3 أهداف.
انتقل صيف 2008 إلى فريق دي غرافشاب قضى السعيدي بألوانه موسمين سجل خلالها 6 أهداف في 17 مباراة كانت كفيلة لتخدم اللاعب المغربي وتجدب أنظار نادي هيرنيفين الذي ضم اللاعب سنة 2010، كان السعيدي على موعد مع التألق والإبداع مع فريقه الجديد إذ قدم مستويات كبيرة وفجر موهبته التي فرضت على كبار الأندية الأووروبية الانتباه لها، في موسمين فقط حمل السعيدي قميص هيرنيفين في 93 مناسبة وسجل 22 هدف بالإضافة إلى تمريراته ومراوغاته التي خدمت فريقه كثيرا.
سنة 2012 كان استثنائية بنسبة إليه، بعدما قدم ليفربول بعرض إلى هيرنيفين بشأن السعيدي، كانت هي الصفقة الأكثر متابعة من قبل الصحافة الهولندية والمغربية للاعب شاب سيرحل إلى أقوى دوريات العالم، انتقل السعيدي إلى الريدز الذي كان يعلو كثيرا على لاعبه الجديد، إلى أن السعيدي سغالط التوقعات والانتظارات ولعب موسما لم ينجح في تسجيل أي هدف أوحتى تقديم مردود طيب يشفع له، لتقرر إدارة الريدز إعارته إلى نادي ستوك سيتي لموسم واحد سنة 2013، لعب 36 مباراة وسجل 5 أهداف.
في خطوة لم يتوقعها أكثر المتشائمين، وقع السعدي مع فريق أهلي دبي الإماراتي سنة 2015، قادما من ليفربول الذي لم يعد مقتنعا بإمكانيات اللاعب، لعب السعدي لموسم واحد مع ناديه الإماراتي بمجموع 35 مباراة سجل خلالها 5 أهداف، عادة سنة 2016 إلى الدوري الهولندي من بوابة تفينتي أملا في إعادة إحياء مسيرته وحظوظه في الانتقال مستقبلا إلى كبار الأندية الأوربية وتجاوز إخفاقه السابق مع ليفربول، منذ انتقاله إلى وقتنا هذا شارك في 34 مباراة وسجل 9 أهداف ليدرك أن قطار المجد والتألق فاته وليلحقه يحتاج إلى معجزة.
حكاية مع المنتخب الوطني المغربي ليست سوى اختزال لمساره الإحترافي، بدأت بأول لقاء للسعيدي كان أمام منتخب النيجر سنة 2011 شارك كبديل لعادل تاعرابت وقدم مردودا طيبا شفع له بأن يتم استدعاءه للمباراة الشهيرة أمام المنتخب الجزائري والتي قدم خلالها نفسه للجماهير المغربية بتألقه وفنياته التي سحرت الجميع وبتسجيله لهدفه الشخصي الأول، وانتهت مع تراجع مستوى السعيدي وغيابه مباريات الأسود إلا أن تم استبعاده منهيا مساره الدولي بهدفين من 17 مباراة.
أسامة الآن في 30 من عمره، يقاتل ليثبت وجوده وإمكانياته في كل لقاء سنحت له الفرصة لذلك، يتحسر على ما مر وعلى ما كان سيكون عليه، يتأسف على كل الأحلام التي كانت حبيسة خياله والتي أصبحت هي كوابيسه، يستغرب و يحاول إدراك ما حدث و كيف قذفته السنوات ووضعته في واقع غير ما تمناه، ليعود مجددا ويستحضر حكايته بماضيها الشيق وحاضرها الموسف.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية