هل أنصف “الكاف” فريق “الوداد” بقرار “إعادة النهائي”؟
مباشرة بعد أن أصدرت لجنة الطوارئ التابعة للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، قرارها بإعادة مباراة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الوداد والترجي، حتى انطلقت إحتفالات البعض بإنتصار الوداد ومعها الكرة الوطنية عموما على الفساد الذي تعرفه المنظومة الكروية في القارة الإفريقية، مُعتبرين إياها بداية لفتوحات وتحرير لدواليب الكاف من سرطان الفساد، الذي ظل ينخر الجسد الكروي الإفريقي منذ زمن بعيد.
وبالعودة لبلاغ الكاف بخصوص النازلة، فقد أصدرت لجنة الطوارئ قرارها بناء على عدم توفر الاشتراطات الخاصة بالأمان، حسب ما تم الإعلان عليه في البلاغ الصادر يوم الأربعاء 5 يونيو، دون التطرق بأي شكل من الأشكال لتقنية الفيديو”الفار” وعدم توافرها خلال المباراة، بعد تدليس الحقائق ومحاولة تزوير الوقائع بوضع شاشة جهاز “الفار” في منتصف الملعب لإيهام جميع متابعي مباراة النهائي بتواجده خلال هذه المباراة، ليتضح بعدها أنه لايشتغل، وهو مايحيلنا الى التساؤل، هل تم فعلا إنصاف الوداد بعد هذا القرار أم لا؟.
الوداد أمام قرارين لا ثالث لهما، إما الإمثتال لقرار الكاف ولعب المباراة التي سيحدد تاريخها لاحقا أو التوجه لمحكمة التحكيم الرياضي “طاس”، سيما أنه لم يتم تداول نقطة جد حساسة قد تغير مجرياث الأحداث الى تتويج بالقلم دون حاجة للعب المباراة، خصوصا وأن البند 2.15 من القانون التنظيمي للعبة ينص على تحمل إتحاد الفريق المضيف مسؤوليته في كل التفاصيل التنظيمية، خصوصا بعد غياب طرف رئيسي عن مباراة الإياب وهو حكم الفيديو المساعد “الفار”، مما يعني فوز الوداد بالمباراة حسب القانون نفسه حيث ينص أنه في غياب أحد الحكام فإن الفريق المضيف يعتبر خاسرا بنتيجة 2-0 ويتم إقصائه من البطولة، وهو ماينطبق على فريق الترجي التونسي في هذه الحالة.
وفي هذا الخصوص، كشف خليل بوبحي خبير قانوني وعضو غرفة التحكيم الرياضي، عن قوة موقف الوداد في هذا الخصوص حيث قال أنه “إذا لجأ الوداد إلى الطاس فإنه سيربح اللقب، وسيتم توقيف الترجي التونسي لثلاث سنوات، كما سيتم إنزال عقوبات ضد الاتحاد التونسي لأن واقعة التدليس ثابتة والاتحاد التونسي هو الطرف المنظم باسم الكاف وذلك بناء على المادة 16 الفقرة 4 من اللائحة التنظيمية لعصبة الأبطال الإفريقية”، وفق ما أورده الصحفي جمال الصطيفي بصفحته الرسمية على “الفايسبوك”.
قد يكون هدف وليد الكرتي الذي ألغي بدون وجه حق هو هدف الخلاص من بؤر الفساد الكروي في “الكاف”، وسيتذكر الجميع لا محال موقف الوداد الذي أصر على عدم إكمال المباراة، نقطة تحول في مسار إتحاد بأكمله خصوصا بعد الصدى الكبير الذي عرفته هذه المباراة، والتطورات التي تلتها والتي قد تكون استغلت الظرفية الحساسة التي يمر منها الكاف من أجل الإيقاع بأسماء وازنة ،بعد توجيه اتهامات الى مسؤولين كبار في الجهاز الإفريقي بضلوعهم في أعمال مشبوهة.
ويذكر أن الكاف كان قد قرر إعادة مباراة الإياب على ملعب خارج الأراضي التونسية ،وأكد أنه على الترجي إعادة الكأس والميداليات مع تثبيث نتيجة الذهاب والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 بين الفريقين.