نهضة بركان.. سفير إرادة وقناعة المغاربة في الجزائر

عند الشدائد تبرز المعادن، وتزول الاعتبارات إن كانت الثوابت والمواقف راسخة ولا تشوبها شوائب، لا جدال أو تردد حول الوطن، فالتضحيات جمّة والرغبة واحدة، الدفاع عن وحدة الأرض، بشموخ يبلغ الصمود أقصاه، لتبقى المضايقات والصدمات فاترة بدون أثر أو اعتبار، إن كان الإخلاص التام للقلب والعقل، المقترنان بقناعة الدفاع عن المملكة من البحر المتوسط إلى خليج الكويرة.

يبقى ما قام به نهضة بركان في الجزائر، تجسيد لإرادة المغاربة، ورفضهم التام لأي ابتزاز حول وحدة أرضهم وتلاحمهم، لا مساومة حول الوطن، ولا شيء غير إبراز الحقيقة للعالم، الحقيقة التي يحاول من هم بجوارنا إخفاءها على من لهم سلطة عليهم.

نهضة بركان الذي خاض كافة مبارياته القارية في الموسم الحالي، بالقميص الحامل لخريطة المغرب، رفض الانصياع إلى ضغط السلطات الجزائرية، صمد أمام المضايقات وظل ثابت القناعة، متمسكا بحقه في خوض المباراة بقميصه الذي يحمل ما هو راسخ في وجدان أبناء بلده، اللقب بقميص يتضمن خريطة المملكة،  في تجسيد للافتخار التام بالانتماء.

واقعة نهضة بركان تؤكد أن المغاربة باتوا مستهدفين من قبل النظام الجزائري، والرياضة أصبحت طريقا لإبراز العنصرية المقيتة، والضغينة التي يحملونها في حق شعب يفتخر بحدود وطنه، وبتلاحمه وتماسكه، ما يجعل كل وفد سبق وأن سافر إلى الجزائر، يعود بقصص تلتقي في ظروف قاهرة وصعوبات عاشوها.

نهائي كأس العرب للشباب

احتضنت الجزائر سنة 2022، كأس العرب لأقل من 17 سنة، والتي شارك فيها المنتخب المغربي على غرار جل المنتخبات العربية.

الصعوبات كانت منتظرة، بيد أنها لم يتوقع أن تصل إلى حد رفض تواجد بعثة المنتخب المغربي بطائرة محلية، حتى وإن كان بروتوكول المباريات الدولية، يقتضي قدوم كل منتخب بطائرة تابعة لشركة الطيران الخاصة ببلده.

وعند سفر البعثة بطائرة غير مغربية، تعرضت المجموعة لمجموعة من المضايقات في مقر الإقامة، وخلال مبارياته وفي التداريب، بينما المجموعة ظلت متماسكة رافضة الانصياع للأهداف المدسوسة.

في النهائي والمباراة بين لاعبين لا تتعدى أعمارهم 17 سنة، تم شحن شباب المنتخب الجزائري من قبل جنرالات، ليدخلوا المباراة كما لو أنهم في حرب، إلى أن انتهت المواجهة وتعرض لاعبو المنتخب المغربي للاعتداء، من قبل نظرائهم في الجزائر، بالموازاة مع السب والرشق من الجماهير، وعدم تدخل السلطات الأمنية بشكل جيد لحماية العناصر الوطنية.

الوداد الرياضي وعلم المغرب

في فبراير السنة الماضية (2023)، سبقت مباراة الوداد الرياضي، وشبيبة القبائل الجزائري، حدثا متمثلا في إقدام الجهات المعنية على تجاهل العلم المغربي، رغم ضرورة رفعه بجانب علم البلد المضيف والخاص بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

احتج الوداد عبر مسؤوليه على الواقعة، ورفض خوض المباراة إن لم يتم رفع العلم المغربي، ليستجيب المنظمون ويرفعون العلم بعلو أقل من علم الجزائر و”الكاف”، ليستمر احتجاج الفريق المغربي، إلى أن تم تنصيب العلم المغربي في مكانه في مستوى يعادل علو العلمين الآخرين.

هي وقائع عديدة ارتبطت بتنقلات المغاربة إلى الجزائر، وبأفعال تبرز في البلد الجار، والتي تظهر حجم الضغينة والحقد، باستغلال الرياضة وكافة الأنشطة، لإبراز حجم السوء والرغبة في اعتراض وحدة المغرب ونجاحه.


“إسكوبار الصحراء”.. قرار محكمة البيضاء في حق الناصري وبعيوي

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى