المنتخب المغربي في أمم إفريقيا.. مسار تغلب عليه النكبات ويُستحضر بخيبة أمل

الخيبة باتت شعور كل مغربي يستحضر تاريخ مشاركات المنتخب الوطني في أمم إفريقيا، تاريخ يغلب عليه سنوات الإخفاق والهوان، تاريخ غني بالنكبات، يتخلله أزمنة عرفت استثناءات كانت الأمل الذي يتشبث به كل مقبل على متابعة مشوار حديث يرتقب بتفاؤل غريزي، يقود كل مغربي لمتابعة المنتخب الوطني متمنيا أن يكون على موعد قطيعته مع الانكسار الذي سئمه.

بمجموعة مختلفة عن تلك التي خاضت كأس أمم إفريقيا مصر 2019، يدخل المنتخب المغربي العرس القاري الذي سينطلق في التاسع من شهر يناير الحالي، على أن يمتد إلى السادس من شهر فبراير القادم، (يدخل) بأمل إنهاء اللعنة التي رافقته منذ سنة 2004، عندما لامس اللقب بوصوله للدور النهائي دون أن يتمكن من تحقيقه.

يُقبل المنتخب الوطني على المنافسة والأمل يحدوه لتأكيد صحوة الكرة المغربية التي ارتبطت في السنوات الأخيرة بالأندية الوطنية دون أن تشمل المنتخب القومي، الذي كان الاستثناء المؤسف.

كانت المشاركة الأولى للمنتخب المغربي ، سنة 1970 إلا أنه لم يتأهل من التصفيات المؤهلة، ليعود في النسخة المقبلة 1972 ويتمكن من العبور لأول مرة إلى نهائيات المنافسة التي أقيمت في الكاميرون وأنهاها في المركز الخامس بثلاث تعادلات من ثلاث مباريات.

وغاب المنتخب المغربي عن نسخة 1974 التي جرت في مصر، لعدم تمكنه من التأهل إلى النهائيات، قبل أن يعود وينجح في التأهل إلى نهائيات نسخة إثيوبيا 1976 والتي شهدت الذكرى الأسعد للكرة الوطنية في تاريخ مشاركات المنتخب المغربي بالمنافسة، بتحقيقه للقبه الوحيد على حساب غينيا، بواسطة جيل قاده، أحمد فرس.

شارك المنتخب المغربي في دورة غانا سنة 1978 وأنهاها في المركز السادس، ثم في دورة نجيريا 1980 والتي ظفر خلال على البرونزية كثالث أفضل منتخب في النسخة.

وغاب المنتخب المغربي عن نسختي 1982 و1984 في ليبيا وساحل العاجل، ليعود ويظهر في نسخة مصر 1986 وينهي المنافسة في المركز الرابع، والذي حافظ عليه في النسخة التي احتضنتها المملكة سنة 1988 دون أن يتمكن من استغلال عامل الأرض والجمهور.

ولم يتأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات دورة 1990 في الجزائر، قبل مشاركته في دورة السنغال سنة 1992 التي انتهت من دور المجموعات في المركز التاسع بالمنافسة.

وعاد المنتخب المغربي ليغيب عن الإفريقي في نسختي 1994 و1996 بتونس وجنوب إفريقيا، لينهض من سباته ويتمكن من إنهاء نسخة 1998 ببوركينا فاسو بدور ربع النهائي محتلا المركز السادس في المنافسة، ثم منيَ بخيبتي أمل في نسختي 2000 و2002 في نجيريا غانا ومالي.

وكانت نسخة تونس 2004 آخر ظهور بارز للمنتخب المغربي، حينها تمكن أسود المدرب، بادو الزاكي من بلوغ الدور النهائي أمام منتخب البلد المنضم، بمجموعة لم يرشحها أشد المتفائلين لتحقيق ما بلغته، إلا أن المنتخب المغربي لم يتمكن من إنهاء مشاركته الاستثنائية بلقب قاري ثان، لهزيمته بهدفين مقابل واحد.

RADES, TUNISIA: Moroccan goalkeeper Khalid Fouhami reacts after their defeat in the 2004 African Nations Cup final against Tunisia in Rades 14 February 2004. Tunisian won 2-1. AFP PHOTO ISSOUF SANOGO (Photo credit should read ISSOUF SANOGO/AFP/Getty Images)

بعد المشاركة التاريخية للمنتخب المغربي في دور تونسي، دخلت الكرة الوطنية مرحلة النكبات التي امتدت لسنوات كانت عجافا على المغاربة، إذ خاض المنتخب المغربي نسخة مصر 2006 وغانا 2008، وغادرهما من دور المجموعات، ولم يتمكن من التأهل إلى نسخة أنغولا سنة 2010.

تأهل المنتخب المغربي إلى نسخة 2012 التي احتضنتها كل من غينيا الاستوائية والغابون، إلى أن المشاركة منيت كسابقاتها بخيبة أمل، إذ غادر الأسود المنافسة من دور المجموعات، والشأن نفسه في نسخة 2013 بجنوب إفريقيا والتي كان فيها مقام المنتخب المغربي قصيرا.

تم استبعاد المنتخب المغربي من نسخة 2015 بغينيا الاستوائية كقرار من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد تراجع المغرب عن احتضان المنافسة بسبب فيروس “إيبولا” الذي كان متفشيا حينها في إفريقيا.

في نسخة 2017 بالغابون، نجح المنتخب المغربي في البصم على مشاركة مقبولة مقارنة بالنسخ الماضية، إذ تمكن الناخب الوطني حينها، هيرفي رونار، من قيادة الأسود نحو دور ربع النهائي، في مفاجأة سعيدة كانت للمغاربة، قبل أن ينتهي المشوار عند مواجهة المنتخب المصري، وينهزم بهدف دون رد.

نسخة مصر 2019  التي عقد عليها المغاربة أملا كبيرا في تحقيق المراد، بجيل استثنائي راكم من التجربة والخبرة ما يكفي لتحقيق اللقب القاري، خاصة بعد المستوى القوي الذي ظهر به في كأس العالم روسيا 2018، رغم تواضع النتائج.

اجتاز المنتخب المغربي دور المجموعات بالعلامة الكاملة، وعندما علت الثقة والانتظارات، تعرض المغاربة لصدمة جديدة ذكرتهم بسنوات قحط كرة القدم الوطنية، إقصاء من الدور الـ16 على يد منتخب البنين، بعد إهدار عديد للفرص من المنتخب المغربي الذي لم ينجح في استغلال الفرص التي أتيحت له، لينتهي المسار في المنافسة بعدما كان من المرشحين للظفر باللقب، وتنتهي معها مجموعة هيرفي رونار، باستقالة الأخير واعتزال مجموعة من اللاعبين دوليا، مجموعة أحيت آمال المغاربة وأيقظت الأحلام التي كانت في سبات لأزيد من عقد، رغم النهاية الحزينة.


سفيان رحيمي يثير ضجة في مصر

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى