ماء العينين تُحذر من “تأليه” التقنوقراط والمعينين

قالت أمينة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، إن “السياسة على أبواب الاختناق الجماعي، وتحتاج إلى انعاش سريع لا عنوان له غير تحرير الإرادات بالانفتاح واحترام الاختلاف والتسامح مع النقد وتكريس استقلالية الفاعل السياسي وتحرير الصحفي والاعلامي من التبعية وتمكين المدافعين عن حقوق الإنسان من آليات الفعل والمبادرة”.

وأضافت ماء العينين في تدوينة لها، بأنه “لقد تعب المغرب من جيوش محترفي السياسة للارتقاء الفردي وجيوش الدخلاء على الصحافة لتنفيذ أجندات التخريب وقتل المعنى، وجيوش مرتزقة العمل الجمعوي لنيل بعض المشاريع وبضع دعوات للسفر أو العشاء، وجيوش التقنوقراط حاملي السير الذاتية المتضخمة بالخبرات التقنية بدون أطروحة أو رؤية حقيقية للتغيير”.

وتابعت: “إنه التطرف في سيادة الصمت وهو أخطر أنواع التطرف، ففي البدء كانت السياسة كلمة، وكان التغيير تواصلا وتعبئة وكانت الاختيارات التنموية إقتناعا وإقناعا، إن المدخل لأي نموذج تنموي جديد لابد وأن يكون سياسيا قبل أن يكون اقتصاديا أو اجتماعيا، وبذلك تكون الأطروحة قبل التدبير والاختيار السياسي قبل الإجراء ومؤشر الانجاز، وأخيرا، ستظل الكلمات أقوى من الأرقام وسيظل الناس متعطشين لخطاب مقنع ونخب قادرة على الإقناع”.

وذكرت في نفس المنشور، أن “الشغف وحده يمنح العمق والصدق لكل ما نقوم به، حينما نفقد الشغف يصير كل شيء تقليديا رتيبا حد الآلية، هذه قاعدة عامة تنطبق بشكل مثير على الممارسة السياسية، لقد تم قتل الشغف في السياسة بنجاح، وأصبح ممارسوها الذين اختاروها يوما رهانا نضاليا يطرحون على أنفسهم أسئلة مبهمة ومؤلمة كل صباح: ماذا نفعل هنا وما الذي يمكن أن نقدمه؟ هل فقدت المبادرة معناها؟ ألم يعد ممكنا كسر كل هذه الرتابة القاتلة بخلق أفق جديد يقنع السياسيين بجدوى الاجتهاد والمبادرة والإبداع؟”.

وأشارت بأنه “في معارك الاختلاف والخصومة السياسيين، يقولون:كل الأسلحة ممكنة أو مشروعة وعلى السياسي تحمل مسؤولية اختياراته، لكننا لم ننتبه أن سيرورة الإمعان في قتل السياسة وإخراس السياسيين ستنتهي بنا يوما إلى إنعاش الفراغ، حينها لن يعود هناك معنى لانتقاد الوضع وجلد المؤسسات المنتخبة ومسؤوليها بدء بالحكومة ومرورا بالبرلمان وانتهاء بالجماعات مع الإصرار على تبرئة غير المنتخبين و”تأليه” التقنقراط والمعينين”.

وأبرزت بأنه “في كل دول العالم، تتوفر كل الامكانيات الأكثر تطورا لاستهداف السياسيين حد النسف ماداموا بشرا يصيبون ويخطئون، غير أن هناك تواطؤا جماعيا جعل للعبة قواعد يحاول الجميع الالتزام بها مهما توفرت آليات الاستقواء حتى ارتقت بعض هذه القواعد إلى مبادئ دستورية وحقوقية، لأن الذين اختاروا الديمقراطية منهجا، وعوا مبكرا أن إفراغ الساحة السياسية من النخب الجادة القادرة على التعبئة والتواصل وتبني الخطاب النقدي البناء والقدرة على المبادرة، سيقود إلى قطع الحبل السري بين المواطن وبين الدولة التي تجسد إرادته عبر المؤسسات السياسية والمنتخبة، حينها تصير أزمة الثقة أزمة معممة لا تستثني أحدا”.

وأكدت أن “الخوف في السياسة يؤدي إلى تدبير المسار السياسي كمسار مهني وشخصي يقود إلى الارتقاء والتماس الحظوة والجاه الاجتماعيين، وهو رهان تافه لا يترك أثرا للمناضلين وحاملي القضية، وتبعا لذلك تنعدم النخب الحاملة للقدرات التواصلية التعبوية الضرورية لكل محاولة إصلاح”.


هزة أرضية تضرب سواحل الحسيمة وخبير في الزلازل يوضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى