ماء العينين تنصح العثماني بالتواصل مع أصحاب “المذكرة” والابتعاد عن نظرية المؤامرة
عبرت أمينة ماء العينين، عضو الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، عن رفضها لأي محاولة ” شيطنة” والطعن في نوايا أصحاب المذكرة الداعية إلى عقد مؤتمر استثنائي البيجيدي وتغيير القيادة.
واعتبرت ماء العينين، من خلال تدوينة لها في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذه ” خطوة مسؤولة من شباب يستحقون الاحترام…كما أنها مبادرة عادية، يحق لأي حزب أن يفتخر بمثلها لكون مجموعة من شبابه وأعضائه قاموا بمبادرة حرة معلنين أسماءهم، يدعون من خلالها المؤسسات الحزبية لتفعيل اختصاص وارد في قوانين الحزب وليس خارجها”، لذلك، تقول ماء العينين إنها لا تجد مبررا لتعليقات من قبيل الانقلاب والتشويش.
وأشارت ذات النائبة البرلمانية الى أنها لو كانت مكان سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لدعت المعنيين بالمبادرة للنقاش والتواصل دون أدنى مركب نقص، وذلك للإنصات لوجهة نظرهم، ثم تبلغهم وجهة نظرها مهما كان الاختلاف.
وعبرت ماء العينين عن تفهمها كون التظيمات السياسية، خاصة في لحظات قرب الانتخابات، عادة ما تتخوف من مبادرات النقد والتقييم، وبدل الخوض في الجوهر، عادة ما يتم تحريف النقاش بتوجيه الاتهامات ومحاولة الشيطنة والتبخيس ونظرية المؤامرة، والهدف هو العودة الى منطق المحافظة و”الستاتيكو” بحثا عن الأمان.
بيد أن، توضح ماء العينين، التنظيمات ذات المرجعية الإسلامية، فعادة ما تتمترس وراء الخطاب الأخلاقي الصلب الذي لا يعترف كثيرا بالمبادرات الحرة “ولو كان منصوصا عليها مسطريا” تأثرا بخلفية “روح الجماعة…” ثم سرعان ما تنتشر التأويلات من خلال شبكات تتقن صناعة رأي عام تنظيمي منمط لا يقبل السؤال والنقد، مع الاستفادة من الآليات التنظيمية لنشره والتعبئة حوله، فيتبناه الكثيرون دون تمحيص أو تفكيك لاعتبارات عدة.
وشددت في ذات السياق على أن ” التحولات تفرض الكثير من الانفتاح والإيمان بحرية الرأي والنقد وفضيلة الحوار الهادئ، بعيدا عن منطق التخوين أو الإغراق في المسطرية والشكلانية من قبيل وضع “اللوغو” او غيره من الملاحظات التي تتوسل بالشكل تهربا من المضمون”
وذكرت ماء العينين بمباذرة سابقة مشابهة لهاته، تم إطلاقها سنة 2011 لجمع التوقيعات اللازمة في المجلس الوطني لإقالة الأمين العام آنذاك، عبد الاله بنكيران، بعد الخلاف القوي داخل الحزب على خلفية الموقف من الحراك وحركة 20 فبراير، وكيف أنها ( ماء العينين) كانت وكنت متحمسة جدا للفكرة آنذاك لعدم اقتناعنا بموقف بنكيران من20 فبراير.
وسجلت أن الفرق بين المباذرتين أن الأولى “تزعمتها قيادات وطنية وجهوية، واليوم نفس المبادرة يقودها شباب وأعضاء في الحزب والشبيبة مع طفرة الفايسبوك والاعلام الالكتروني، وعلينا للإنصاف أن نعترف لهؤلاء الشباب ومن يلتحق بهم، بحقهم كما مارسته قيادات حزبية في سياق مختلف، وأن نحميهم من الضغط النفسي أو الإقصاء أو “اختلاق الروايات وترويجها” وغيرها من الآليات العقابية المعلنة والمضمرة”.
وحيت النائبة البرلمانية أصحاب المذكرة الذين “أعرف بعضهم، ولا أعرف آخرين بصفة شخصية، وأتصور أن مبادرتهم بعمق سياسي أكثر منه تنظيمي أو مسطري، وهذا هو الأهم”، داعية مؤسسات الحزب والشبيبة وقياداتهما ” ألا تتفاعل مع المبادرة بنَفَس الصراع والتقاطب والارتياب، لأن أصحابها هم أبناء الحزب والشبيبة ومناضليهما، أي أبناؤنا مهما كان الاختلاف، يمارسون حقهم في إطار المبادئ المؤسسة الأولى التي صارت تتعرض للاختناق وعلى رأسها حرية التعبير والرأي والنقد والتصويب، فلا أحد منا مهما كان موقعه يظل مصيبا على طول الخط، ولا أحد يظل مخطئا على الدوام” تشدد أمينة ماء العينين.