عودة الدفء بين الإستقلال والكتاب.. تنسيق انتخابي أم إحياء للكتلة

تسع سنوات غيرت عددا من المعادلات التي كانت سائدة داخل المشهد السياسي، طالت أيضا حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية اللذين التقيا أربع مرات خلال سنتي 2009 و2010 لما كانا معا في “حكومة 2007” برئاسة عباس الفاسي، ولم يتجدد اللقاء إلا يومه الإثنين 10 فبراير 2020 بعد أن جمعتهما معارضة حكومة سعد الدين العثماني، مما يجعل الخطوة تتجاذبها دوافع التنسيق الانتخابي أم إحياء للكتلة الديمقراطية.

البلاغ المشترك الصادر في الخامس من أكتوبر من سنة 2010 دعا بشكل واضح إلى “ضرورة تثبيت الكتلة الديمقراطية وتأهيلها لتضطلع بدورها كاملا في أفق ما ينتظر بلادنا من استحقاقات”، مؤكدين “على أهمية تضافر جهود كل أطراف الكتلة في العمل على تنشيطها كإطار مفتوح يظل مطوقا بمهمة تاريخية كرسها مرة أخرى ميثاقها المحين سنة 2007”.

واتفق كل من الأمينين العامين للحزبين آنذاك، عباس الفاسي، ومحمد نبيل بنعبد الله  “على العمل معا على بلورة المواقف المناسبة بخصوص الملفات ذات الأولوية، نظير إصلاح منظومة الانتخابات، بما يضمن تأهيلا حقيقيا للحقل السياسي المغربي، وبما يمكن من إفراز نخب حزبية كفأة ونزيهة، قادرة على إعادة الاعتبار للعمل السياسي والحزبي، والرفع من أداء المؤسسات المنتخبة، وكذا تهيئ الأجوبة الملائمة حول بعض الملفات الاقتصادية والاجتماعية الهامة في أفق الوفاء بكل الالتزامات المسطرة في البرنامج الحكومي”.

اللقاء الأخير بين الحزبين لم يتضمن أية إشارة إلى إحياء الكتلة الديمقراطية بشكل واضح كما جرى في السابق إلا أن الثابث فيهما معا الحديث عن “منظومة الانتخابات”، إذدعا الحزبين في بلاغهما المشترك “رئيس الحكومة من أجل التعجيل بفتح ورش الإصلاحات السياسية والانتخابية، في إطار الحوار والتشاور مع مختلف الفرقاء السياسيين، لا سيما الإصلاحات المتعلقة بمراجعة المنظومة الانتخابية، وبلورة التدابير التي من شأنها إحداث انفراج سياسي والمساهمة في تدعيم وتقوية المشاركة السياسية، وكذا مراجعة القانون التنظيمي للأحزاب السياسية، إلى غير ذلك من الإصلاحات التي من شأنها تثبيت الديمقراطية ببلادنا والقطع مع حالة التردد وانسداد الآفاق”.

البكاري: الدولة لم تعد متخوفة من مخرجات العملية الانتخابية

في هذا الصدد، شدد خالد البكاري، المحلل السياسي، في تصريح لـ”سيت أنفو” بأنه “لم يكن هناك أي تباعد بين حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية لنتحدث اليوم عن تقارب، حتى عندما كان حزب التقدم والاشتراكية في الحكومة وحزب الاستقلال في المعارضة، بخلاف علاقة حزبي التقدم والاشتراكية مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”.

وأورد البكاري بأنه “يجب الاتفاق على أن الدولة لم تعد متخوفة من مخرجات العملية الانتخابية، بالتالي أتوقع أن لا يكون هناك تدخل سافر لخدمة حزب معين بخلاف ما يروج، الدولة في اعتقادي ستحاول تجنب القطبية كما حدث في الانتخابات السابقة، لذلك يُحتمل أن يكون الصراع بين التجمع الوطني للأحرار مدعوما بقوة الأعيان ورجال الأعمال والإعلام، و”البيجيدي” الذي قد يتحالف مع “البام”، وحزب الاستقلال المؤهل لكسر القطبية بين “البيجيدي” و”الحمامة””.

وأوضح بأن “التقدم والاشتراكية ليس له خيار ضمن هذه المعادلة سوى الانضواء تحت جناح الاستقلال، ولا علاقة لذلك بأي إحياء للكتلة الديمقراطية التي انتهت عمليا لا على مستوى رهاناتها ولا على مستوى مآلات التنظيمات التي كانت مشكلة لها”.

عايش: إعادة إحياء الكتلة التاريخية صار قيد الدرس

في المقابل، لم ير المحلل السياسي كريم عايش، في تصريح للموقع في خطوة الحزبيين المذكورين بأنها سوى “بالون اختبار أولي يطلقه الحزبان في أفق الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، خاصة إذا ما استحضرنا الانتكاسات السياسية التي عرفها حزب التقدم والاشتراكية التي انتهت بانسحابه من الحكومة”.

وأكد بأنه “بغض النظر عن تقييم المشاركة السياسية لحزب التقدم والاشتراكية بالحكومة إضافة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي وذلك مع مواقفهما التي سبقت أول صعود حزب العدالة والتنمية وما نُعتت به من انتهازية وسعي لتحقيق المزيد من مكاسب الريع، فإنها كانت أيضا المسمار الآخير الذي دق في نعش الكتلة التاريخية، بالتالي تم تحويل الساحة السياسية إلى سوق للتسابق على المواقع والمناصب والامتيازات، بدل تجويد الممارسة السياسية وتبني مواقف نقدية تضع على محك الفعالية والدقة في عمل الحكومة والمؤسسات”.

واعتبر عايش بأن  “الرسالة رغم أنها غير واضحة في الكثير من نقطها وغير دقيقة وتلعب على وتر الأزمة والنموذج التنموي وفشل الحكومة، إلا أنها إشارة ربما إلى كون إعادة إحياء الكتلة التاريخية صار قيد الدرس، وإن النداء الأول وجه لكي تستفيق الاحزاب التي كانت بهذه الكتلة لعلها تتدارك الركب وتخلق تكتلا جديدا كفيلا بمنافسة الأحزاب التي تصدرت الانتخابات، وبالتالي ضمان موقع جد متميز بالساحة السياسية”.


أصوات من داخل مكتب ومنخرطي الرجاء ترفض التعاقد مع مدرب سابق للفريق

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى