شقير يوضح بشأن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء وأهمية زيارة ماكرون للمملكة

كوثر البدري

بعد توتر للعلاقات، وقطيعة دامت لأكثر من سنتين، “المغرب يحقق استقلالا ثانيا بعد الاستقلال الأول”،  وذلك من خلال تكريسه لاستقلاليته في القرار الخارجي وجعل فرنسا تمتثل لأوامر الملك محمد السادس المتجلية في توضيح موقفها من قضية الصحراء، والامتثال للشرط الأساسي المتعلق بمغربية الصحراء هذا ما أكد عليه محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، في حوار أجراه معه موقع “سيت أنفو”.

وتعود العلاقات السياسية بين كل من المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية اليوم إلى طبيعتها كما تتجدد الشراكات نحو مصالح مشتركة بغاية توطيد روابط متعددة الأبعاد بحكم التاريخ الذي يجمع البلدين.

وتزامنا مع ذلك توجه العاهل المغربي بدعوة كريمة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة دولة في الرباط، وذلك في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر الجاري، وستستمر هذه الزيارة والتي كانت تنتظرها فرنسا لأكثر من ست سنوات، لمدة ثلاثة أيام يرتقب خلالها إبرام صفقات اقتصادية وتجارية وعسكرية لتفتح بذلك آفاقا نحو مستقبل واعد وحسم قريب في قضية الصحراء، كون هذا الملف “هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، والمعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات،” حسب ما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب.

فيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجراه “سيت أنفو” مع محمد شقي، الباحث في العلوم السياسية،

 

السؤال 1: ما هي رؤيتك لهذه الزيارة، وعلى ماذا تنطوي في نظرك؟

الجواب: يمكن اعتبار هذه الزيارة هي زيارة متميزة وفريدة من نوعها في تاريخ العلاقات المغربية الفرنسية باعتبارها أول زيارة دولة للرئيس الفرنسي بعد فترة من التوتر. وفرض العاهل المغربي لمجموعة من الشروط أولها الاعتراف بمغربية الصحراء لكي تتم هذه الزيارة والتي حاول الرئيس الفرنسي أن يطلبها عدة مرات ولم يستجب له، إلا بعد امتثاله لهذا الشرط الأساسي. وهذه أولى الدلالات، إذ يمكن القول إن المغرب حقق استقلالا ثانيا بعد الاستقلال الأول وهذه أيضا أول مرة يكرس فيها المغرب استقلاليته في القرار الخارجي من خلال جعل فرنسا، باعتبارها كانت دولة مستعمرة للمغرب، تستجيب لهذا المطلب.

اكما أنه في علاقة فرنسا مع كل من الجزائر والمغرب، كانت الجزائر دائما ما تحظى بالأولوية، إلا أن هذه الزيارة ستعكس ما يمكن تسميته بالمرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا بحكم أنه لأول مرة أيضا، فرنسا ترجح كفة الميزان لصالح المغرب وهي مسألة يجب أن نركز على أهميتها ودلالتها في هذا السياق.

 

السؤال 2: هل صحيح أنه وكما تروج بعض وسائل الإعلام الفرنسي، هذه الزيارة هي ذات طابع عسكري أكثر ما هو اقتصادي؟

الجواب: الزيارة بطبيعة الحال لن تشمل المجال الاقتصادي فقط بل حتى المجال العسكري وهذا الترويج ربما هو بسبب احتمالية اقتناء المغرب لغواصة بحرية وبعض الأنواع من المروحيات الحديثة وغيرها من المعدات العسكرية. لكن الزيارة بالأساس ستركز على الاستثمارات الفرنسية الكبيرة، خصوصا أن فرنسا اليوم هي أمام منافسة إسبانية وصينية جعلت مرتبتها في لائحة المستثمرين تتدنى بعد أن كانت في الصدارة، وذلك بسبب توتر العلاقات طيلة السنين الماضية، ولهذا ستحاول فرنسا استرجاع مكانتها داخل المملكة خاصة خلال فرصة كهذه.

 

السؤال 3: هل ستكون هذه الزيارة بمثابة محطة نهائية لحسم ملف قضية الصحراء؟

الجواب: بالفعل، واتضحت هذه القضية من خلال تقرير الأمين العام للأمم المتحدة والذي أكد أنه من مستجدات وتطورات ملف الصحراء، موقف فرنسا الداعم لمغربية الصحراء وهذا كله ربح لصالح المغرب خصوصا أننا جميعا نعلم المكانة التي تتبوأها فرنسا كعضو دائم في مجلس الأمن، وتمتلك حق الفيتو إضافة إلى اطلاعها الكبير على ملف الصحراء وخباياه بحكم أنها كانت دولة مستعمرة للمغرب، وبالتالي هذا سيشكل دعما كبيرا للوحدة الوطنية وربما سيدفع بدول عظمى كالمملكة المتحدة لتحذو حذو فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي سياق ذي صلة، أكد السيناتور كريستيان كامبون، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية – المغربية، في تصريح له لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن زيارة الدولة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، ستشكل فرصة للبلدين لإرساء أسس “شراكة متجددة تتطلع بحزم نحو المستقبل”.

وشدد على أن زيارة ماكرون للمغرب ستكون لحظة عظيمة للاحتفال بشراكة البلدين، كونها فرصة لإنعاش الاقتصاد وضح استثمارات هائلة سيما وأن المغرب يعتبر بوابة القارة الإفريقية، بفضل المبادرات التي يقوم بها المغرب بشراكة مع الدول الشقيقة والمشاريع التي تربطه بهم فضلا عن رابطة الانتماء والأخوة التي تجمع شعوب القارة السمراء بعضها بعضا.

وزاد قائلا: “أنه يعتبر المغرب بلدا حليفا وصديقا، ساعد فرنسا كثيرا في المجال الأمني، وعمليات حفظ السلام في منطقة الساحل، كما أنه يوفر ظروفا استثنائية ومؤهلات كبيرة في مجال جذب الاستثمار، خاصة في مجالي البيئة والطاقات المتجددة، ما يجعله شريكا أساسيا للغاية بالنسبة لفرنسا خاصة وأوروبا عامة”.

وأضاف السيناتور كريستيان كامبون، في التصريح ذاته، أن البلدين يمكنهما الاستناد على أداء شركاتهما لتعزيز علاقاتهما الاقتصادية في مجالات مهمة مثل صناعة الطيران والذكاء الاصطناعي وغيرها.

 

 

 


هزتان أرضيتان تضربان قرب مدينة تطوان

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى