سكال ينتقد السلطات بسبب منعها “حملات انتخابية سابقة لأوانها”
انتقد عبد الصمد سكال، رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، لجوء السلطات، في عديد من المناطق والحالات، إلى تعطيل والتضييق على الأنشطة التواصلية والتأطيرية للأحزاب السياسية، بدعوى أنها حملة إنتخابية سابقة لأوانها، الأمر الذي يمكن اعتباره، بحسب سكال، يسير في اتجاه مناقض لمقتضيات الدستور ومقاصده، وبالتالي تتخلى الأحزاب عن أدوارها الدستورية، وتتحول إلى دكاكين انتخابية لا تتحرك إلا عشية الاستحقاقات الانتخابية.
وأوضح سكال أنه كلما اقتربت إحدى المحطات الانتخابية إلا وكثر الحديث بين الفاعلين السياسيين وفي الصحافة عن قيام بعض الأحزاب أو الأشخاص بما يسمى “حملات انتخابية سابقة لأوانها”، حتى أصبحت مجمل الأنشطة التواصلية والتأطيرية للأحزاب السياسية التي تتم في تلك المراحل توسم بأنها داخلة في إطار “الحملات الانتخابية السابقة لأوانها، متسائلا عن مفهوم الحملة الانتخابية، والأعمال الداخلة في منطوقها، وعلاقتها بالأنشطة العادية للهيئات الحزبية والمؤسسات المنتخبة.
وسجل سكال أن السلطات تلجأ لاستعمال نفس المنطق من أجل إلزام الجماعات الترابية، ولو بشكل غير مباشر ، بالحد من وثيرة إنجاز مشاريعها في الفترات التي تقترب من الانتخابات، مشددا على أن المنطق الذي وجب أن يحكم تعامل الإدارة هو “المنطق الإيجابي” المرتكز على تيسير قيام الأحزاب بأدوارها الدستورية، وتوفير الشروط المناسبة لذلك في حدود اختصاصها، وفي احترام تام لمبدإ الحياد السياسي الإيجابي بين مختلف مكونات الحقل الحزبي.
في هذا السياق، يردف سكال، وجب التأكيد على أن الأمر يتعلق بمؤسسات رسمية لها أدوار أساسية في تدبير الشأن العام وفي تدبير مصالح المواطنين، وجب عليها القيام بها بشكل مستمر ودائم، وتعطيلها يؤدي إلى تأخير غير مبرر لمسار التنمية وإلى تعطيل مصالح مؤكدة للمواطنين.
ودعا سكال إلى ترك الجماعات الترابية تمارس وظائفها ومهامها وتنفيذ مشاريعها بشكل عاد ووفق ما هو مبرمج، مع التأكيد على قيام الإدارة بممارسة كامل صلاحياتها في مجال المراقبة الإدارية، والتعامل بصرامة مع أي تجاوزات وفق مقتضيات القانون. وعدم السماح باستعمال التجاوزات ذريعة لتوقيف عجلة التنمية وعمل المؤسسات.
إلى ذلك، اعتبر سكال أن ” لجوء السلطات إلى إثارة فزاعة الحملات الانتخابية السابقة لأوانها في وجه النشيطة منها، هو إضعاف بشكل عام للحقل السياسي وللأحزاب وللمسار الديموقراطي، وخوض للتنافس السياسي بوسائل لا تليق، فالتنافس وجب أن يكون في العمل وفي التأطير وليس في الدعوة لتوقيفهما”، في حين، يشير سكال، أن المطلوب من الأحزاب أن تشتغل بشكل دائم على تنظيم كل أنواع الأنشطة التي تمكن من تأطير المواطنين وتكوينهم السياسي، كما أن تعزيز انخراط المواطنين في الحياة الوطنية يمر بالضرورة عبر تكثيف التواصل معهم لتعريفهم بأهمية العمل السياسي وبأدوار الأحزاب وببرامجها ومساهماتها في تدبير الشأن العام.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية