خبير: تدريبات “الأسد الإفريقي 2021” تتويج لمسار التعاون الأمني والاستراتيجي بين المغرب وأمريكا
أكد مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، أن التدريبات المغربية-الأمريكية المشتركة “الأسد الإفريقي 2021” تعتبر تتويجا لمسار التعاون الأمني والاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة.
وأبرز الفاتحي، الذي حل اليوم الثلاثاء ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية (ريم راديو)، أن هذه التدريبات المشتركة تجسد أيضا التراكم التاريخي الذي شهدته العلاقات المغربية- الأمريكية من شراكة وتعاون على كافة الأصعدة.
وأضاف أن مناورات “الأسد الإفريقي 2021” تعد كذلك تكريسا للدعوات المتكررة التي أطلقها المغرب، من أجل أن تحظى منطقة الساحل والصحراء بالأهمية الدولية اللازمة لمكافحة شتى أشكال التهديدات الإرهابية، فضلا عن كونها تعكس تراكما نوعيا من حيث المعدات، والتمارين العسكرية، وطبيعة التدريبات ودقتها، وحتى من حيث حجم المشاركة الدولية فيها.
ولدى تطرقه إلى السياق السياسي والجيو-سياسي الذي يسم تنظيم هذه الدورة، خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، سجل الفاتحي أن هذه المناورات المشتركة تنظم لأول مرة في فضاء جغرافي يشمل مناطق من الصحراء المغربية بالقرب من الجدار الدفاعي، مما يدحض ادعاءات ميليشيا “البوليساريو” بالقصف الوهمي لتلك المناطق.
وبعد أن لفت إلى أن اختيار هذا الفضاء الجغرافي يعكس أن العديد من الدول المشاركة في هذه التدريبات الميدانية “بدأت تستوعب الخريطة الجغرافية والسيادية للمملكة”، أشار الفاتحي إلى أنه من الناحية السياسية هناك تفهم اليوم لحقيقة هذه الخريطة التي تحترم الوحدة الترابية للمملكة بعد دحض سلسلة من المغالطات التاريخية، مضيفا أن هذا الاختيار يجسد تثبيت القرار السيادي الأمريكي، الحليف الاستراتيجي للمملكة، القاضي بالاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمغرب على صحرائه.
وفي هذا السياق، أكد الخبير الاستراتيجي أن هذه المناورات الميدانية تحمل رسالة مغربية- أمريكية تتجاوز البعدين الأمني والعسكري، موضحا أنها تتعلق بالأساس بكيفية ضمان الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء بشكل خاص، والقارة الإفريقية بشكل عام، وذلك في أفق النهوض بشتى الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية في إفريقيا.
وذكر الفاتحي، في هذا الإطار، بالدور “الهام” الذي تضطلع به المملكة في حل الخلافات في عدد من الدول الإفريقية على غرار ليبيا ومالي، وكذا إسهامها في إرساء دعائم الأمن والاستقرار وركائز التنمية المشتركة في جميع أنحاء القارة الإفريقية.
وخلص مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية إلى أن مناورات “الأسد الإفريقي 2021” تكرس انخراط المغرب وإسهامه الثابت والراسخ باعتباره فاعلا إيجابيا مع المنتظم الدولي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
يشار إلى أنه بناء على التعليمات السامية الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، انطلقت أمس الاثنين بأكادير التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة “الأسد الإفريقي 2021”.
وستتواصل هذه التدريبات إلى غاية 18 يونيو الجاري بمناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير، والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية