تحليل.. “ترمومتر” العلاقات المغربية-السعودية ليس في أحسن أحواله
تعيش العلاقات الديبلوماسية المغربية السعودية كثيرا من البرودة في الآونة الاخيرة، خاصة بعد الموقع المعتدل للمغرب من الحاصر الذي فرضته السعودية والامارات على قطر.
هاجمت السعودية، الوحدة الترابية للمملكة المغربية عبر قناة “العربية” من خلال بتر منطقة الصحراء وإستعمال عبارة جمهورية البوليساريو، على اعتبار أن الكيان الوهمي دولة قائمة الذات.
خطوات رد عليها المغرب بالانسحاب من التحالف العسكري الذي كان يشارك فيه ضد الحوثيين في اليمن، إلى جانب شيوع خبر إستدعاء السفير المغربي في الرياض.
في هذا السياق قال محمد بودن، المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إنه “بالرغم من عدم صدور أي بلاغ رسمي حتى الآن بشأن استدعاء المملكة المغربية لسفيرها في الرياض إلا أن تصريح السفير مصطفى المنصوري باستدعائه من اجل التشاور يؤكد أن ترمومتر العلاقات المغربية السعودية ليس في أحسن أحواله”.
وأوضح بودن في تصريح لـ”سيت أنفو” أن “استدعاء السفير للتشاور يعد من بين الإجراءات الدبلوماسية الحادة في العلاقات الدولية ويعكس المرحلة الدقيقة التي تمر بها العلاقات بين البلدين في اللحظة الراهنة والواقع أن أصداء الخلاف المغربي السعودي وصلت إلى كل مكان ولم تعد خفية،بالرغم من أن مسيرة العلاقات بين المغرب والسعودية أكبر من الخلافات”.
المتحدث ذاته أكد قولا: “المغرب له تحليل للوضع الإقليمي وله تقييم لبعض المشاركات مع السعودية ومن بينها المشاركة في التحالف العربي في اليمن”.
بودن أشار إلى أن “هذا الأمر أحدث ارتباكا في العلاقات بين البلدين التي تأثرت ببعض العوامل الأخرى في سنة 2018 وظهرت بعض الأعراض ولعل ابرزها التقرير الأخير لقناة العربية بشأن قضية الصحراء المغربية،وهذا من بين المواقف الطارئة والموحية التي لا يحب تقبلها او تجاوزها”.
وختم رئيس مركز أطلس حديثه بـ”ولكن بالرغم من كل هذا لا أعتقد أن العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين سيحكمها واقع جديد يتطلب التكيف،بل سيتم احتواء الموقف ومنع تفاقم الوضع على أساس ان اللغة الإقليمية الجديدة لا تسمح بأن يثقل بلد لبلد آخر بقضاياه الخارجية”.
وكان مصدر رفيع المستوى من الخارجية المغربية، قد أكد في حديث لموقع “سيت أنفو”، أنه “ليس هناك أي قرار رسمي يتم بموجبه استدعاء سفير الرباط في الرياض”.
وعاد المتحدث نفسه ليضيف بلغة ديبلوماسية: “ليس هناك موقف رسمي مغربي، هذا هو الأمر الواقع، ولكن ماشي ما كينش في الحقيقة”.
وعن ما جاء في وكالة “أسوشايتد برس” قال المسؤول المغربي: “لا علم لنا بالكلام الذي روجته وكالة أسوشايتد برس، يوم أمس الخميس، يجب أن تسألوا الوكالة عن مصدر خبرها”، وأضاف: “مواقفنا معروفة، وطريقتنا في التعامل الدبلوماسي معروفة، نحن نعبر عن مواقفنا وقراراتنا بطريقة مباشرة”.
المتحدث شدد على أنه ليس هناك أي موقف رسمي مغربي، إلى حدود اللحظة، مضيفا: “أي موقف رسمي سيصدر عبر وزارة الخارجية المغربية”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية