بن كيران يهدد بالانسحاب ويقلب الطاولة على الأمانة العامة للحزب
تتوالى مؤشرات الأزمة التي يمر منها حزب العدالة والتنمية، بعد أن فاجأ عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام السابق للحزب الجميع، ووضع قرار تجميد عضويته من الحزب بصفته عضوا في المجلس الوطني بموافقة الأمانة العامة للحزب على مشروع القانون الخاص بالقنب الهندي، وزاد في رفع السقف إلى الأعلى حينما قرر الانسحاب من الحزب في حالة مصادقة ممثلو الحزب في البرلمان على القانون المذكور!
ووقع عبد الإله ابن كيران هذا الالتزام بخط يده اليوم الموافق للفاتح من مارس 2021، مؤكدا لـ”سيت أنفو” صحة الالتزام الذي انتشر بسرعة هذا المساء على الفضاء الأزرق، بعد أن نُشر على موقع “كود”.
ولم يرد الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية الاسترسال أكثر، مؤكدا أن موقفه من المشروع المتعلق بالقنب الهندي معروف.
إنها أول مرة يصدر عن عبد الإله ابن كيران موقفا بهذه القوة وهذا الحسم، ويعلنها أمام الملأ بأنه قادر على الانسحاب من الحزب الذي بناه وعدد من إخوة الأمس منذ عقود.
وإذا وصلت الأمور إلى هذا الحد، فإنه واضح أن القائد السابق لسفينة الحزب قد بلغ من الغضب درجة لم تعد محتملة، وتأتي في سياق الهزات التنظيمية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية في الآونة الأخيرة، بعدما قدم الرميد استقالته من الحكومة لأسباب صحية، وإن كان قبلها توترات حزبية تزامنت مع تراجع حالته الصحية، واستقالة الأزمي من رئاسة المجلس الوطني ومن الأمانة العامة، في سياق غير مسبوق في تاريخ الحزب.
وواضح أن التوازن الذي كان بين كبار الحزب في الأمانة العامة قد اختل، وبدأت مؤشراته تخرج إلى العلن، جزء من هذه المؤشرات كشف عنه الأزمي حينما كتب في رسالة الاستقالة يقول :”ومهما كان حمل هذا القرار صعبا ووقعه وأثره – قرار تقديم الاستقالة – فلن يعادله في ذلك حجم التحمل الكبير والصبر الطويل ونحن نمني أنفسنا بأن هذه ربما هي الأخيرة وأنه عسى أن يستدرك الأمر في المرة المقبلة بالاستباقية المطلوبة وبالتحضير الجيد والنقاش الجدي والتشاركية اللازمة وبتحمل المسؤولية الكاملة والوضوح اللازم والموقف الشجاع، عوض المباغتة والمفاجاة والهروب إلى الأمام وتبرير كل شيء بكل شيء في تناقض”.
ولكي تكون صورة البيت الداخلي للحزب أكثر وضوحا، زاد الأزمي قائلا:”لم يعد هناك مجال لقبول كل شيء ولتبرير كل شيء وللتهوين من الآراء المخالفة والاعتماد في كل مرة على المسكنات المبنية على عامل الزمن عوض الإشراك والإقناع، وعلى المهدئات المبنية على التبرير عوض تحمل المسؤولية من الموقع المتبوأ وفي الوقت المناسب وبالوضوح اللازم، وبالمضي إلى الأمام دون الالتفات إلى حالة الإحباط والفشل والانسحاب والسلبية التي قد تخلفها مثل هذه المنهجية وهذه المواقف على المناضلين والمناضلات وغيرهم، ودون الالتفات إلى من نتركهم أو نتخلى عنهم على الرصيف بمنطق أن القطار ماض إلى الأمام نزل من نزل، مستصغرين عددهم، وصعد من صعد، وبقي من بقي، غير آبهين بما ستؤول إليه الأمور بقطار قد يتوقف دون أن يصل أصلا أو بقطار قد يصل فارغا ودون محتوى وقد انفض”.
يعيش حزب العدالة والتنمية مرحلة دقيقة في تاريخه، ليس فقط بسبب الاستقالات وتهديد بن كيران بالانسحاب من الحزب، وإنما أيضا لتداعيات كل هذه التطورا على الحزب من جهة، وعلى صورته وقوة الحزب وهو مقبل على انتخابات حاسمة، من جهة ثانية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية