بعد اعتذار قادة عرب عن المشاركة.. أكاديمي: القمة العربية بالجزائر ولدت “ميتة”
قال أستاذ الفكر السياسي في الجامعة اللبنانية، جيرار ديب، إن القمة العربية في نسختها الواحدة والثلاثين المقرر تنظيمها بالجزائر مطلع شهر نونبر المقبل، ولدت ميتة حتى قبل انعقادها، وذلك في تعليق له على إعلان قادة بعض الدول العربية عدم المشاركة، على رأسهم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وتساءل الأكاديمي اللبناني الذي كان يتحدث يوم أمس الثلاثاء، خلال مشاركته في برنامج “وجها لوجه” على قناة “فرانس” 24، كيف للجزائر أن ترفع شعار لم الشمل وتوحيد الصف العربي كعنوان للقمة المقبلة، وهي تعادي ثلث أرباع الدول العربية، بدءا بدول الخليج وصولا إلى دول جارة، في إشارة إلى المغرب.
واعتبر الأستاذ الجامعي أن انعقاد القمة العربية المقبلة سيكون شكليا وبشعارات رنانة، دون الخروج بتوصيات وقرارات فعالة تحاكي هموم الشعوب العربية وتمضي قدما نحو توحيد الصف العربي.
ويعتقد المتحدث أن الأسباب التي سيقت لتبرير عدم حضور قادة بعض دول الخليج “واهية وغير مقنعة على الإطلاق”، كما هو الشأن بالنسبة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن مشاركة الدول العربية في القمة ستكون من المستوى الثاني.
وأوضح المصدر ذاته، أن الجزائر بانفتاحها على إيران ودعمها لحزب الله في لبنان، ودعوتها ممثل النظام السوري من أجل العودة إلى مقعده بجامعة الدول العربية، تكون قد ساهمت في خلق علاقات غير جيدة مع الدول العربية، مضيفا أن النظام الجزائري انخرط اليوم بشكل أساسي في الصراع الدولي القائم بين الشرق والغرب من خلال انحيازه لمواقف روسيا والصين.
واعتبر جيرار ديب أن الجزائر ساهمت في إثارة غضب عدد من دول الخليج، بمحاولاتها الدائمة نحو الظهور وكأنها الراعي الوحيد للسلام بالمنطقة العربية، متناسية الدور التاريخي لدول أخرى مثل المملكة العربية السعودية، مرجحا أن ينعكس ذلك على مستوى الحضور في القمة، وذلك في رسالة يراها المتحدث، واضحة للسطات الجزائرية.
وفي موضوع ذي صلة، سبق لوكالة الأناضول أن كشفت في مقال لها استنادا إلى مصادر مقربة من اللجنة التحضيرية للقمة العربية المقبلة، أن زعماء خمس دول أبلغوا الجزائر عدم حضورهم وتكليف من ينوب عنهم، ويتعلق الأمر بكل من أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح الذي سينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح، كما سينوب نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، عن رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان.
كما يتوقع أن ينوب وزيرا خارجية سلطنة عمان والبحرين عن سلطان عمان هيثم بن طارق، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إضافة إلى غياب الرئيس اللبناني ميشال عون، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، الذي سيمثله وزير الخارجية. وفق نفس المصدر.
تجدر الإشارة إلى أنه وباستثناء المملكة العربية السعودية التي أكدت عدم مشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأسباب صحية، لم يصدر أي إعلان رسمي من الدول الخمس الأخرى تنفي من خلاله أو تؤكد حضور قادتها في أشغال القمة العربية.
أما بالنسبة للمملكة المغربية، فلم يصدر عن الديوان الملكي لحدود الساعة، أي بلاغ حول مشاركة الملك محمد السادس في القمة المقبلة يومي 1 و2 نونبر 2022 من عدمها، خاصة بعد تداول وسائل إعلام دولية لأخبار متضاربة بهذا الخصوص طيلة الأسبوع الماضي.