الوردي: الملك أكد على لحمة الأسرة من خلال تثبيت الحقوق وتبيانها للرجل والمرأة
قال عباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الخطاب الذي ألقاه الملك مساء أمس السبت، بمناسبة الذكرى الـ23 لتربعه على العرش، حضر فيه الجانب المرتبط بإمارة المؤمنين التي لا يمكنها إلا أن تسير في إطار التشريع وما قرره الله عز وجلّ في تثبيت الحقوق والواجبات، كما أكد على لحمة الأسرة من خلال تثبيت الحقوق وتبيانها للرجل والمرأة، باعتبار أن الأسرة هي أساس بناء المجتمع.
وأوضح الوردي في تصريح لـ”سيت أنفو”، أن الملك تحدث أيضا في خطابه عن الاقتصاد والجانب الاجتماعي للمغربيات والمغاربة، مشيرا إلى أن اعتزاز الملك بالمغاربة فيه تأكيد على أنه يعول علينا كمغربيات ومغاربة من أجل مواصلة البناء إلى جانبه.
كما دعا الملك مرة أخرى الأحزاب السياسية والحكومة بجميع أطيافها إلى جذب الاستثمار وجلب عمل المستثمر باعتبار أن المملكة أصبحت الآن في إطار بناء دولة حديثة ودولة للاستثمار وكذلك في إطار التغيرات جد الإيجابية التي تعرفها المملكة في إطار التحولات الاقتصادية العالمية الجديدة، يورد الوردي.
وأشار المحلل السياسي ذاته، إلى أن العناوين العريضة التي جاء بها، فيها مجموعة من النقط العريضة، الأولى تتعلق بتلك اللحمة التي تجمع بين العرش والشعب، وكذلك ذِكر الملك لأحد المبادئ الأساسية التي نعتز بها، ألا وهو أن كل ما قامت به المملكة المغربية إلى جانب جميع الفرقاء برعاية وقيادة سديدة من الملك ليس بكثير في حق المغاربة، مضيقا قوله “فعلا تعبير يؤثر في قلوب المغاربة وتقشعر له الأبدان”.
كما أكد الملك أن للمرأة المغربية دور أساسي في بناء حاضر ومستقبل المملكة المغربية، وعلى أساس ذلك ذكّر بمجموعة من الإصلاحات التي عرفتها المبادئ العامة الناظمة للارتقاء بالأدوار الدستورية للمغرب، حيث أن الدستور اقتضى الثلث في إطار المناصفة، وكذلك هناك مسألة تتعلق بمدونة الأسرة والارتقاء بالمرأة وإعطائها مجموعة من الحقوق وعلى أساس ذلك ذكّر الملك أن المرأة نصف المجتمع والنساء شقائق الرجال في الحقوق والواجبات، كما دعا الملك إلى الارتقاء بمدونة الأسرة وتوفير الآليات والميكانيزمات الكفيلة بضمان فعالية ونجاعة الإسقاطات التي يمكنها أن تؤثر على جودة الحياة الأسرة بالمغربن وكلذلك لا ينعكس هذا التطور على الرجل ولا على المرأة، والصورة واضحة وهي أن الملك يؤكد مرة أخرى على أن النساء شقائق الرجال في الحقوق والواجبات، يقول عباس الوردي
كما أكد الملك على مسألة أساسية، سبق أن أشار إليها في مجموعة من الخطب أكثر من مرة، وهي تأكيده على أنه لا يمكن أن يحل حراما، بطبيعة الحال فالإشارة واضحة من الملك وهي أن المواريث والأنصبة التي حددها ربنا عز وجل وحسمت فيها مجموعة من الآيات القرآنية وكذك المبادئ العامة للشريعة الإسلامية، بحسب تعبير الوردي.
وقال الوردي، إن الملك أكد أيضا على أن التداعيات التي عرفتها المملكة المغربية في ظل كورونا وفي إطار التحديات المغربية، استطاع المغرب أن يتجاوزها بفعل تظافر جهود المغربيات والمغاربة وفي هذا الاتجاه أشاد الملك بحنكة وتبصر كل المغربيات والمغاربة في مسألة التضامن، مشيرة إلى أن الملك أكد على أنه أعطى مجموعة من التعليمات السامية في هذا الباب للحكومة وللمؤسسات التي سلكت هذا التوجه من خلال تنزيل السياسات العمومية التي أدت إلى تشجيع الميكانيزمات التي تؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات وخاصة الفئات الاجتماعية الهشة وكذلك الطبقة المتوسطة، حيث أكد الملك أن الدعم موصول من خلال دعم صندوق المقاصة بـ32 مليار درهم سنة 2022، وهو رقم يتعين الالتفات إليه نظرا لخصوصية المرحلة والظرفية الخانقة التي تعرفها المنظومة الدولية بفعل التدافع بين أوكرانيا وروسيا والمتغيرات الدولية، وفق تعبير عباس الوردي.
وتابع المحلل السياسي ذاته، أنه في ما يتعلق باللقاح ضد كورونا، أكد الملك من خلالها على موفور العناية التي تحظى بها كل المغربيات وكل المغاربة لدى جلالته، مشدّدا على أن اللحمة الأبوية أدت إلى ضرورة تأمين صحة جميع المغربيات والمغاربة من خلال توفير اللقاح كإحدى الدول السباقة التي كانت سباقة إلى ذلك.
وفيما يخص العلاقات المغربية الجزائرية، أوضح الوردي أن الملك أكد على أن مسألة الحدود يجب أن ترتقي إلى خطاب الباب المفتوح، على أساس بناء علاقات متينة بين الجارين وكذلك بين الشعبين المغربيين المغربي والجزائري، من خلال الاحترام المتبادل وكذلك طي الخلافات وعدم الجري وراء الادعاءات المغرضة التي تنعت المغاربة والمؤسسات على أنها تسب الجزائر والجزائريين، فللمغرب علاقات متجذرة مع الجزائر، وفي ذلك إشارة على أن الملك يعطي ذلك المثال لاحترام الجار في بناء علاقات متزنة ومبنية على اللحمة والتعاون الدائم والبنّاء.
كما أشار الملك في خطابه إلى ضرورة التعاون بين جميع المغربيات والمغاربة من أجل تجاوز هذه المحنة والصعاب، مبرزا النموذج المتفرد للمغرب من خلال ارتقائه بمجموعة من البرامج كدعم الفلاحين وتقديم مجموعة من الآليات الكفيلة بالدعم في إطار الجفاف الذي تعرفها المملكة، وكذلك في إطار الحماية الاجتماعية وفيما يتعلق بالتغطية الاجتماعية لعدد من الفئات التي وصل عددها ستة ملايين في أفق الوصول إلى 7 ملايين طفل، ستجمع بينهما التغطية الصحية الإجبارية وكذلك نظام “راميد”، وكذلك 3 ملايين أسرة لهم أطفال في سن التمدرس، وفق تعبير المحلل السياسي عباس الوردي.