التليدي: “البيجيدي” يعيش أزمة أفكار عميقة.. ولن يكون بإمكانه الحفاظ على مقاعده في الانتخابات المقبلة
اعتبر بلال التليدي، أحد القيادات الشابة المعروفة بقربها من عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، أن حزب المصباح يعيش اليوم أزمة أفكار عميقة، فلا هو قادر على أن ينتج مضمونا سياسيا جديدا، ولا هو قادر على أن يدخل تحيينات على أطاريحه السابقة.
وقال التليدي، في أحد مقالاته، إن حزبه اليوم “لا يفعل أكثر من أن يساير مبادرات الدولة، ويعيد إنتاج عباراتها ومقولاتها، بما يقلص التمايز- في عين المراقب الخارجي- بين الحزب الذي كان معدودا ضمن القوى الديمقراطية وبين الأحزاب الأخرى القريبة من الإدارة”.
وشدد التليدي على أن ” العقل النظري لحزب العدالة والتنمية، دخل في عطالة شديدة طيلة المرحلة التي قاد فيها الولاية الحكومية الثانية، مسجلا أن البيجيدي ” لم ينتج على مدار السنوات الأربع الماضية أي مضمون سياسي، سوى ما كان من تبرير التأقلم مع اللحظة السياسية وإكراهاتها، والتكيف مع مبادرات الدولة”.
وأبرز أنه ” حتى مبادرة الحوار الداخلي، كانت أشبه بحصة علاج نفسي للتنفيس، كان القصد منها إنهاء حالة العراك الداخلي، والإقناع بأن على القواعد أن يسلموا بضرورة أن تنهي هذه القيادة ولايتها بأسلوبها، وأن يكون المؤتمر لحظة تقييم حاسم، يحكم على أدائها”
وبخصوص الحديث القائل بإمكانية تصدر البيجيدي المرتبة الأولى مجددا في الاستحقاقات المقبلة، أوضح التليدي أن” الجميع يدرك، أن القضية لا ترجع لفعالية في الحزب ولا لنضج عقله النظري، وإنما ترجع لغياب المنافس، وأن الحزب حتى ولو فاز بالمرتبة الأولى، فلن يكون بإمكانه بالمطلق أن يحافظ على مقاعده السابقة، ولا حتى ثلثيها، وأن مشكلة الحقل السياسي هي ما يبرر الفراغ الذي يبوئه الصدارة المحتملة”.