الإشارات الدالة في خرجة بنكيران .. كفوا
كل الذين تابعوا الخرجة الإعلامية لعبد الإله بن كيران مساء أمس، لا بد أنهم توقفوا عند بعض الإشارات الدالة، منها السياسي المرتبط بالتطورات التي يعيشها المغرب في علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنها التنظيمي المرتبط بالحياة الداخلية للحزب.
وإذا كان بنكيران قد اختار التوقيت السياسي المناسب للتعبير عن موقفه من القرار الهام للإدارة الأمريكية بشأن سيادة المغرب على صحرائه، ومن الاتفاق الثلاثي بين المملكة وأمريكا وإسرائيل، وهو التوقيت الذي لم يكن مباشرة بعد الإعلان عن الاتفاق الثلاثي المشترك، وإنما بعد تواتر بعض المواقف الحزبية الغاضبة من توقيع الأمين العام للحزب على الاتفاق الثلاثي إياه.
« كفوا » .. وهي واحدة من الإشارات الدالة في الخرجة الأخيرة لعبد الإله بن كيران، وهي الرسالة الموجهة بالضبط لإخوانه في الحزب ممن لم يرتضوا توقيع أمينهم العام على الاتفاق المعلوم، وهي نفسها الإشارة التي التقطتها قيادة الحزب وعقدت اجتماعا استثنائيا يوم أمس، مباشرة بعد البث المباشر لكلمة عبد الإله بن كيران، نوهت فيه “بالموقف الوطني المسؤول والقوي للأمين العام السابق للحزب”.
ومثل “كفوا” كثيرة في كلمة بن كيران، ومنها الأكثر قوة تلك التي تسمو للترافع على الدولة وليس على الحزب الذي لا يجب أن يظهر بمظهر الحزب الذي يخدل الدولة، حسب بنكيران دائما.
كل الذين تابعوا كلمة بن كيران فهموا أن بن كيران استبق رسائل الانتقادات الموجهة لسعد الدين العثماني، والدعوات المضمرة لاستبعاده من من تدبير شؤون الحزب لفائدة نائبه سليمان العمراني، ولذلك تسلح بن كيران بلغة المؤسسات لقطع الطريق على كل الانتقادات المشروعة وغيرها إلى حين انعقاد برلمان الحزب .. المجلس الوطني.
وإذا ظهر بن كيران إلى جانب سعد الدين العثماني في التوقيع على الإعلان الثلاثي المشترك، وبكونه الموقف الصائب، فإنه ترك الباب مواربا للعودة لجراح الماضي القريب التي جعلت العلاقة بينه وبين سعد الدين العثماني علاقة جفاء، لا يجمع بينهما « غير الصواب »!
غير الصواب وما تنتشاوفوش … وإن كان هو الأمين العام ديالنا … وهي بعض من غضب قائد “البيجيدي” الذي وجد نفسه وحيدا ضمن قيادات اختارت ركوب سفينة الحكومة بقيادة سعد الدين العثماني ومع نفس الأحزاب التي رفضها بن كيران في جملته الشهيرة “انتهى الكلام”.
وقد تكون هذه واحدة من التصريحات العلنية النادرة لعبد الإله بن كيران ترسم طبيعة الوضع الداخلي للحزب منذ انتخاب سعد الدين العثماني أمينا عاما للحزب، والتي تساير كثير من التحاليل الغاضبة عن طبيعة الأوضاع الداخلية التي دفعت الكثير من الشباب وأعضاء بالمجلس الوطني للدعوة لعقد مؤتمر وطني استثنائي لوضع كل القضايا التدبيرية الخلافية السياسية والتنظيمية تحت المجهر.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية