هكذا سيحمي القمر الصناعي “محمد السادس” أموال الدولة
قال محمد كيالي، مدير مؤسسة الفضاء البريطانية KSF Space، إن إطلاق المغرب لقمرين صناعيين للرصد، يحميه من استنزاف أموال الدولة التي كانت تصرف سابقا في شراء تطبيقات وصور أقمار صناعية عالية الجودة من شركات أجنبية، منبها إلى أن المعاملات السابقة كانت تستنزف أيضا معلومات خاصة بالمملكة، والتي من المفترض أنها معلومات استراتيجية يجب أن يمتلكها المغرب فقط.
وأوضح كيالي، في تصريح لموقع “سيت أنفو”، أن الهدف من إطلاق قمرين صناعيين على التوالي هدف استراتيجي، معتقدا أنه إذا استمر المغرب في إطلاق المزيد من الأقمار على نفس المستوى (5 سنوات)، سيكون نوع من (Constellation) أي مجموعة أقمار صناعية تخدم بعضها البعض تقنيا.
وعن سبب التأخر في إطلاق القمر الصناعي الثاني، أفصح كيالي أن السبب تقني، إذ خضع القمر الأول لفترة تجريبية، لاختبار “محمد السادس – ب” في الفضاء، للتأكد من الأداء وعمل كل الوظائف مثل التصوير والاستشعار عن بعد والإرسال والاستقبال، وأضاف المتحدث ذاته أن الأقمار الصناعية تأخذ وقتا طويلا للتصنيع، يتراوح بين الثلاث والأربع سنوات.
وأكد مدير مؤسسة الفضاء البريطانية، أن الهدف من إطلاق قمرين صناعيين هو الحصول على صور مضاعفة للمناطق المراد مراقبتها، مشيرا إلى أن القمر الصناعي الثاني يساعد على تحديث البيانات بشكل مستمر بمعدل يصل لـ 5 ساعات، حيث إذ التقط القمر الصناعي الأول صورا في الصباح، يلتقط الثاني صورا في الظهيرة.
وأضاف المتحدث، أنه عندما ينجز القمر الأول مسحا جغرافيا لمنطقة معينة، ويتبعه الثاني في وقت لاحق في نفس المسار (زاوية مختلفة)، سيمكن مركز التحكم الأرضي من دمج الصور الملتقطة للحصول على صور ثلاثية الأبعاد.
يشار إلى أن المغرب نجح، صباح اليوم الأربعاء، في إطلاق ثاني قمر صناعي له “محمد السادس – ب”، على الساعة الثانية و42 دقيقة بتوقيت الرباط، من محطة غويانا الفرنسية الواقعة جنوب أمريكا، والذي يهدف من خلاله إلى رسم خرائط مساحية وتتبع الأنشطة الزراعية، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، ورصد التنمية البيئية والتصحر، إضافة إلى مراقبة الحدود وسواحل المملكة.
القمرين الصناعيين “محمد السادس” أ و ب، يدخلان ضمن برنامج فضائي قرره جلالة الملك محمد السادس سنة 2013 ،حيث أسندت مهمة إنجازه التي استغرقت مدة خمس سنوات، لمركز “تاليس إلينيا سبايس” ول”إيرباص”.
