هل تجري “معركة صامتة” بين أمريكا وفرنسا على أرض المغرب؟
لا يخفى على أي متتبع التوتر الواضح بين فرنسا والمغرب الذي انطلق قبل أيام، المعلن سببه تطاول وكالة الأنباء الرسمية الفرنسية على الصحراء المغربية أما الخفي منه يشير إلى منح الصين تشييد القطار السريع بين مدينة مراكش وأكادير، إلا أن القصة لم تنته إذ بدا إرتباك في برنامج زيارة وزير الخارجية الأمريكي بعد إلغاء الندوة الصحفية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، كما تم إلغاء لقاء له مع الملك محمد السادس، مما يجعلنا نتساءل، هل هناك معركة صامتة بين أمريكا وفرنسا على أرض المغرب؟.
في هذا الصدد، قال المحلل السياسي كريم عايش، لـ”سيت أنفو” بأنه “إذا كان المغرب أقرب نقطة جغرافيا لولوج أوروبا لافريقيا فهو أيضا يراكم تجارب ومؤسسات تشتغل بإفريقيا، وتعرف جيدا البيئة القارية ولها شبكات اعمال وادارة، غير ان ما راكمه المغرب يخدم أساسا علاقاته الدبلوماسية وتموقعه لخدمة مصالحه في ما يخص قضية الوحدة الترابية واندماجه في النسيج القاري، وإن حللنا مواطن ارتكازه لغويا فإننا سندرك مدى ارتباطه بالفرنكوفونية والتي تتبناها فرنسا وهو ما يصعب المسألة أمام العديد من القوى الدولية كالولايات المتحدة، روسيا والصين ومؤخرا اسرائيل”.
وأضاف عضو مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية، بأن “ولوج الأسواق وضمان جزء من الطلب الوطني يأتي عبر إدارة الميزات المحلية وبالتالي فهم هذه الدول، وهي عناصر يعرفها المغرب وتضبط ايقاعها فرنسا، لدى صرنا نسمع أخبارا هنا وهناك قصد تقزيم الهيمنة الفرنسية وإعادة افريقيا الأفارقة وطرد فرنسا، وهي استراتيجية ستفتح أبواب افريقيا على منافسة دولية لمن يدفع أكثر ويستغل أكثر مما يهدد التوازنات الماكرو اقتصادية والاجتماعية، هذا اذا ما أضفنا له الحرب التجارية الأخيرة بين فرنسا وأمريكا حول ضريبة كافا وضرائب الجبن والنبيذ الفرنسيين، والملاسنات بين ترامب وماكرون”.
وأشار أن “السياسة الخارجية للبلدين غالبا ما تصطدمان في نقاط عديدة جغرافيا، أولها عدم الاتفاق حول إيران والتدخل في العراق والجزائر، ثم الاختلاف حول سياسة الولايات المتحدة بخصوص اسرائيل ثم حلف شمال الأطلسي، إلى جانب كل هذا ينضاف الصراع التجاري الصيني الأمريكي بكل أدواته، فيكون المغرب ارضا للقاء كل هؤلاء حول مشاريع عديدة ومنها التيجيفي الذي حسب آخر الاخبار يعرف تنافسا صينيا فرنسيا، ولا أعتقد أن هذه الأخيرة ستخسره بسبب اشتغالها على كل وسائل النقل بالمغرب واكتسابها معرفة دقيقة بكل حاجيات البنية التحتية المغربية، ونادرا ما يمكن ربط زيارة وزير الخارجية الأمريكي بصفقة لبناء خط صغير للتيجيفي لن يجاوز مبلغ مليارين يحرك دولة بحجم أمريكا أو فرنسا للصراع من أجله”.
وأكد بأنه “لوحظ أن الولايات المتحدة في عهد جون بولتون كانت أكثر جفاءا لمصالح المغرب خاصة في قضية الصحراء والصفقات العسكرية، إذ لا يشكل التنافس حول الصفقات موضوع خلاف إلا إذا توجه الزبون إلى روسيا، حينها تسلك واشنطن طرقا جدرية لثني إتمام الصفقة، وهذا لا يفسر غياب ندوة صحفية إذ غالبا ما ارتبطت الزيارة ببرنامج غير معلن اما ذو طبيعة إخبارية أو استشارية وليس ذو طابع مباحثات دبلوماسية بخصوص قضايا مشتركة تستلزم الافصاح عن جدول الأعمال وصيغة بيان ومن تم عقد ندوة لتوضيح نقط البيان”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية