نجاح الحوار الليبي يعني نجاح الدبلوماسية المغربية وعودتها بقوة في المنطقة
لا شك أن مخرجات الحوار الليبي المنتهي أمس الخميس بمدينة بوزنيقة، شكل خطوة أساسية نحو حل سياسي للأزمة الليبية، وإنهاء معاناة الشعب الليبي، كما أن هذا النجاح يعتبر نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب رهان العودة القوية في الملف وفي المنطقة.
هذا النجاح، ترك بصمته، وأكد للعالم والدول المهتمة بالملف الليبي أن مقاربة المغرب في أن الحوار يجب أن يكون ليبي خالص، كانت صائبة، ذلك أن الدبلوماسية المغربية تؤكد ومنذ البداية أن لا أجندة ولا حل للمغرب لهذه الأزمة، منتقدة بشدة التدخلات الأجنبية في الملف، وأن مبادرة المغرب تقتصر فقط على جمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار بعد جمود سياسي كبير، خصوصا وأن الاتفاق السياسي الوحيد والذي يحظى بإشادة واعتراف دوليين، خرج من مدينة الصخيرات بالمغرب، قبل 5 سنوات، برعاية أممية.
وما يميز حوار بوزنيقة، أن الأطراف الليبية قدموا من مرحلة جمود سياسي، وانتهى بهم المطاف بصورة جماعية والتوصل لتفاهمات مهمة، وهي خاصية، عرفها اتفاق الصخيرات قبل خمس سنوات، مما يعني أن المغرب نجح في أن تتوصل الأطراف الليبية لاتفاق بينها أو تفاهم بعد جمود سياسي كبير، وهذا ما يغيب في مبادرات أخرى، خاصة وأن تلك المبادرات لا تشهد حضور الليبيين، وهذا ما ينتقذه المغرب بشدة.
وإن كان المغرب يدافع عن الحل السياسي لأن مشكل ليبيا سياسي، فإن الحل العسكري الذي تحبذه عدد من الدول، لن يفضي إلا للعنف والكراهية، والحرب، وهذا ليس في مصلحة المواطن الليبي الذي ينتظر أخبار سارة سواء من حوار أمس أو باقي اللقاءات، في إطار المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة.
دبلوماسية المغرب اليوم أصبحت فاعلة وقوية ومؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي، وأن النجاح المحقق من خلال مبادرة بوزنيقة على غرار اتفاق الصخيرات، يعني أساسا أن الحوار يجب أن يكون بين الليبيين فقط تحت المظلة الأممية و دون تدخل أجنبي وهي المقاربة التي تبقى ناجحة لحدود اليوم وتعطي نتائجها سواء في حوار الليبي أو في اتفاق الصخيرات، في انتظار عودة الأطراف لطاولة الحوار سواء بالمغرب أو جنيف أو برلين، لأن الحوار هو تمهيد لحل سياسي طال انتظاره في بلد مغاربي، أمنه من أمن المغرب والمنطقة، واستقراره كذلك.