محلل سياسي يكشف أسباب ودوافع إعادة فتح السفارة المغربية بالعراق
قال إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي، إن عودة العلاقات الثنائية بين المغرب والعراق وافتتاح سفارة الرباط ببغداد، تعبير فعلي عن انفتاح المملكة على محيطها العربي، في انسجام مع مضامين الدستور التي تؤكد على انتماء المغرب للدائرة العربية ودعمه لقضاياها.
وأكد لكريني ضمن تصريح لـ”سيت أنفو”، على أن هذه الخطوة تترجم وعي المغرب بضرورة الانخراط في دعم الجهود التي عرفها العراق خلال السنوات الأخيرة من أجل تعزيز سيادته ووحدته، خصوصا بعدما ظهرت مؤشرات على تنصله من الهيمنة الإيرانية التي كانت واضحة، وبداية وعي قواه الحية بمخاطر التدخلات الخارجية داخل هذا البلد الغني بمؤهلاته الحضارية والثقافية، وإمكانياته الاقتصادية والطاقية.
واعتبر المحلل السياسي، أن هذه الإمكانيات تؤهل العراق ليكون على رأس دول المنطقة القادرة على تحقيق الاستقرار وترسيخه، بعد سنوات من المشاكل الداخلية التي عاشه البلد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، خصوصا بعد احتلال الكويت وما تلا ذلك من تمثلات أبرزها سقوط نظام صدام حسين والاحتلال الأمريكي، إضافة الى الصراعات الداخلية واستغلال الجماعات المسلحة لهذه الارتباكات.
وأوضح لكريني، أن الخطوة المغربية تأتي أيضا في سياق وعي المغرب بالجهود التي راكمها هذا البلد العربي، وما قام به لمحاصرة الإرهاب من خلال الكثير من الإجراءات والتدابير المتخذة، والتي ضيقت بشكل كبير من هامش تحرك الجماعات المتطرفة المسلحة داخل البلاد، والتقليل من مخاطرها ليس فقط على الداخل العراقي، بل أيضا على مستوى استثباب السلم والأمن الدوليين.
وشدد الأستاذ الجامعي، على أن هذا التحرك المغربي سيملأ الفراغات التي يمكن أن تستغلها بعض الأطراف التي تحاول أن تضر بمصالح المغرب، أو تلك التي تحاول الترويج لطروحات ومعطيات مغلوطة حول قضايا مختلفة عن المغرب، خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن العراقيين واعون بخطورة الانفصال والمشاكل التي يمكن أن تنجم عنه، خصوصا وأن العراق واحدة من الدول العربية التي اعتمدت نظام الحكم الذاتي في منطقة كوردستان منذ سنوات، كما أن التوجهات الانفصالية ببعض المناطق العراقية قوبلت بالرفض سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي أو الدولي، لذلك لا يمكنها إلا دعم وحدة الدول، وهي السياسة التي ينهجها المغرب أيضا في دعمه لوحدة أراضي الدول واستقرارها، يقول لكريني.
جدير بالذكر، أن ناصر بوريطة ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير خارجية العراق، فؤاد حسين، افتتحا أمس السبت، سفارة المملكة المغربية في بغداد.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، إن “هذه الزيارة تاريخية من كونها أول زيارة لوزير خارجية مغربي ومسؤول حكومي منذ مدة طويلة، بالإضافة الى أنها ستشهد افتتاح السفارة المغربية في بغداد والتي أغلقت منذ 18 عاماً وهي إشارة مهمة بثقة المغرب في العراق الجديد “.
وأشاد وزير الخارجية المغربي، خلال استقباله في بغداد، إلى أن افتتاح السفارة بعد 18 عام من الإغلاق إشارة قوية توضح ثقة المغرب في العراق الجديد واستقراره والمسار الايجابي الذي سلكه.
وأضاف ناصر بوريطة، نقلا عن وكالة الأنباء العراقية، أن هذه الزيارة تعكس رؤية المملكة المغربية في تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات التجارية والاقتصادية وتبادل الزيارات والخبرات بين الطرفين ومحاربة التطرف وتعزيز التعاون الأمني”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية