ما سر عودة بنكيران إلى المشهد بخطاب هجومي؟
عاد عبد الإله بنكيران إلى عادته القديمة؛ ظهر الرجل، مساء أمس السبت، بخطاب تهجمي لم يكن معهودا منه منذ إعفاءه من قبل الملك حين وصل إلى الباب المسدود عقب مشاورات تشكيل الحكومة.
وبدأ الأمين العام الأسبق لحزب المصباح، كلمته في مؤتمر شبيبة الحزب، بهجوم غير مسبوق على مكونات الأغلبية، ثم عرج لـ ”مدح ” المؤسسة الملكية” التي قال إن موقف حزب العدالة والتنمية منها واضح منذ البداية، داعيا إلى ” التشبث بالملكية”؛ قبل أن يعود ويقول ” لسنا مخازنية، فهؤلاء موجودين في دار المخزن، أما نحن فمن الواجب علينا إطاعة ولي أمرنا كما أمرنا الله”.
خطاب بنكيران بالأمس يرى فيه متتبعين للشأن السياسي، أن الأخير يريد أن يوصل رسائل مختلفة إلى من يهمهم الأمر، مفادها أنه قادر للعودة إلى المشهد وهذه المرة بجلباب المعارض.
وفي هذا الصدد، أوضح رشيد لزرق، الخبير في الشأن السياسي، أن ”بيجيدي” ينهج تكتيكا سياسيا مبني على ”أسلوب تبادل الأدوار”، بين تيار برغماتي يتزعمه سعد الدين العثماني، وتيار المزايدة بزعامة بنكيران، الغاية منه ”تدبير الحكومة، بفريق العثماني، وفي نفس الوقت معارضتها، بفريق بنكيران”.
وأضاف لزرق، متحدثا لـ سيت أنفو”، أن بنكيران وبعد أن فشل في الهيمنة على الشركاء في التحالف الحكومي، اتجه إلى لبس عباءة المعارض؛ ” تظاهر بالرجوع إلى الوراء، حين عدم تمكنه من ولاية ثالثة على رأس المصباح، ثم ساند العثماني للوصول للأمانة العامة، وفي نفس الوقت، عمل على دعم الأزمي ومن معه، من أجل خلق مجموعة من المزايدين والمزايدات بدون مشروع سياسي ولا رؤية سياسية، بغاية تصريف خطة متفق عليها مسبقا، تقوم على أساس تبادل الأدوار، تخول لهم الاستفادة من الامتيازات الحكومية، بما يضمن لهم الاندماج في الدولة من جهة، وعدم تحمل المسؤولية السياسية للقرارات التي يتخذها الحكومة، من جهة ثانية”.
وشدد على أن أسلوب بنكيران- بعد أن تعافى مما وصفه الآثار النفسية من إزاحته من رئاسة الحكومة- ”يمثل ضربا قويا للفلسفة الديمقراطية التي تقوم على تحمل المسؤولية، عبر وضوح الموقف والموقع، وكذلك قمة اللامبالاة والتعامل اللامسؤول بقضايا الوطن التي من الممكن أن تصبح أسبابا لكوارث مقبلة بدأت تلوح بوادرها عمليا في الأفق .. وقد تجلت في عدة أحداث جرت في الآونة الأخيرة ، في العديد من مناطق المغرب ابتداء من الحسيمة، وزاكورة وجرادة…”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية