ماكرون يحمل إلى الرباط حقائب ثقيلة بملفات تراهن على شراكة متجددة
تشهد العاصمة الرباط انطلاق زيارة دولة استثنائية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في خطوة تعكس رغبة البلدين في فتح صفحة جديدة للشراكة بينهما؛ إذ تكتسي هذه الزيارة أهمية كبيرة لعدة اعتبارات جيواستراتيجية وسياسية واقتصادية.
وتأتي زيارة ماكرون لتؤكد مجدداً الموقف الفرنسي الداعم للسيادة المغربية على أقاليمه الصحراوية، حيث اعتبرت باريس، أخيراً، أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الحل الوحيد والجدي لنزاع الصحراء، وهو ما يشكل ضربة قوية للجزائر الداعمة للكيان الوهمي “البوليساريو”.
الرئيس الفرنسي الذي حل بالرباط رفقة زوجته، بريجيت ماكرون، حظي باستقبال ملكي مهيب في ساحة المشور، في مشهد يعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين. ويعقب ذلك سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى تتوج بتوقيع اتفاقيات استراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة.
وتتطلع الزيارة إلى دفع التعاون الاقتصادي والشراكات الاستثمارية بين البلدين إلى مستويات جديدة، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والنقل والصناعات التكنولوجية؛ إذ يرتقب توقيع العديد من الاتفاقيات والعقود بقيمة تناهز 3 مليارات يورو، بما في ذلك صفقة لشراء طائرات مروحية عسكرية فرنسية.
ونحو مستقبل واعد، يحمل برنامج الزيارة رؤية طموحة تشمل تعزيز الأمن الغذائي، تطوير البنية التحتية بالإضافة إلى دعم البحث العلمي وتعزيز التعاون في مجال الطاقات المتجددة.
ويؤكد المراقبون أن هذه الزيارة الهامة تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، تقوم على الشراكة المتكافئة والمصالح المشتركة، وتفتح المجال واسعاً أمام مشاريع واعدة تخدم مصالح البلدين بشكل أمثل وأوسع.
وتشمل أولويات ماكرون، أيضاً، تعزيز التعاون الأمني والمكافحة المشتركة للإرهاب، فضلاً عن دعم الاستثمارات الفرنسية وتوسيع التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، في ظل الموقع الاستراتيجي والدور المحوري البارز للمغرب في هذا المجال، بمنطقة البحر الأبيض المتوسط والساحل الإفريقي.
إلى ذلك، تجسد زيارة الرئيس ماكرون للمغرب، إرادة سياسية قوية لدى البلدين لكتابة فصل جديد في علاقاتهما التاريخية. وتمثل، بمختلف أبعادها وبرامجها ومحاورها، نفحة أمل جديدة لشراكة مغربية فرنسية متميزة ومتوازنة، ضمن إرادة سياسية لتدشين صفحة جديدة، ونحو شراكة تتجدد وآفاق تتسع.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية