لشكر ينعي الراضي: معطاء لوطنه قبل حزبه ومؤمن بالمغرب الديمقراطي الحديث

نعى إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الواحد الراضي، الوزير السابق، والقيادي في الاتحاد، الذي فارق الحياة أمس الأحد بعد صراع مع المرض، مشدّدا على أنه “معطاء لوطنه قبل حزبه، مؤمن بالمغرب الديمقراطي الحداثي، ومهووس بخدمة الوطن من أي موقع كان..”.

نص نعي الراحل عبد الراحد الراضي، الذي نشره لشكر على صفحته الرسمية بـ”الفايسبوك”، جاء فيه “َكَمْ تكون بعض اللحظات قاسية حين ينزل النبأ فجأة كالصاعقة حاملا خبرا أليما بفراق أخ عزيز تعود ألا يفارقنا في مختلف المحطات، وقد كان إلى الأمس القريب معنا مساهما في عطائنا الجماعي، وفيا لمبادئنا الأصيلة ومخلصا لعلاقاتنا المشتركة”.

وأضاف لشكر “لحظة أليمة أن نفقد أخانا الأستاذ عبد الواحد الراضي الذي تعودنا على حضوره البهي بيننا، والصور ما زالت طرية وهو يتقدم أخواته الاتحاديات وإخوانه الاتحاديين في مسيرة الوفاء للفكرة الاتحادية والإخلاص لمعنى الانتماء. صعب أن نتقبل الفقدان في من ظل حاضرا على الدوام، معطاء لوطنه قبل حزبه، مؤمنا بالمغرب الديمقراطي الحداثي وبالأفق المستقبلي الأفضل. موجع وقع الفراق في أخ تعلمنا على يديه، وحملنا معه الرسالة جيلا بعد جيل. مُؤلم أثر الفقد في النفوس برحيل أخ عشنا معه مسارا حافلا بالنضال من أجل مغرب يتسع للجميع، مغرب الديمقراطية والمساواة والإنصاف”.

وتابع لشكر “أمام القدر المحتوم الذي نتلقاه، بقلوب ملؤها الإيمان، سنستحضر السي عبد الواحد دوما، بما أسداه لبلادنا ولوطننا، من مختلف المواقع والمسؤوليات.. سنستحضر أنه الواحد المتعدد، المفرد في صيغة الجمع: السياسي المناضل والأستاذ الجامعي، المسؤول الحكومي والقائد الحزبي، المنتدب البرلماني والمنتخب المحلي. سنستحضر تعدد المواقع: في المسؤوليات الحكومية والبرلمانية والحزبية، لكن سنستحضر وحدة المهمة: خدمة المصلحة العليا للوطن. هي الرمزية العميقة لرجل الدولة الصادق الأمين الذي خدم بلاده في أكبر المحطات: محطة استقلال البلاد تحت قيادة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ومحطة بناء الدولة تحت قيادة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ثم المحطة الحالية للعهد الجديد والإقلاع التنموي التي يقودها الملك محمد السادس.”

ووصف لشكر الراحل عبد الواحد الراضي، بـ”القامة الوطنية التي تفاعلت إلى أبعد الحدود مع قامات وطنية تقاسمت نفس المبادئ والقيم والآلام والآمال: المهدي بن بركة، عبد الرحيم بوعبيد، عبد الرحمان اليوسفي رحمهم الله، ومحمد اليازغي أطال الله في عمره…”، قبل أن يردف قائلا: “بصماته من بصماتهم، لأنه أدرك مبكرا أن المسار ليس سهلا وأن المسالك ليست مفروشة بالورود. فالنضال من أجل الفكرة والقضية اخترقه منذ ريعان الشباب، مكافح، مع زمرة المكافحين، من أجل استقلال البلاد؛  مشارك، إلى جانب المهدي بن بركة، في عملية بناء طريق الوحدة في البدايات الأولى للاستقلال؛ مناضل مؤسس للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وفاعل مشارك في خلق منظمات نقابية وإطارات جمعوية..”.

وشدّد لشكر قائلا: “لم يكن السي عبد الواحد مناضلا حرا فحسب، بل كان نموذجا للسياسي المؤمن حتى النخاع بالديمقراطية التمثيلية. كيف لا، وقد عايش كل المحطات التي مرت منها المؤسسة البرلمانية: نائبا برلمانيا، ورئيسا للفريق الاشتراكي، ورئيسا لمجلس النواب. ويكفي أن نتذكر، كيف ساهم، وهو رئيس لمجلس النواب، بحنكته الراقية وحسه التوافقي، في التراكمات الإيجابية لحكومة التناوب وما حققته في المجال التشريعي والمجتمعي والنقابي، وما قدمته من خدمات جليلة في مجالات الصحة والمرأة والشغل والإعلام وحقوق الإنسان وغيرها”.

ونوه لشكر بإسهامات عبد الراحل التي يصعب نسيانها، حيث قال “إنها الإسهامات العصية على النسيان.. إسهامات السياسي المهووس بخدمة الوطن من أي موقع كان، فما بالنا بالمسؤوليات الرسمية والحكومية التي تقلدها بحس وطني راق: وزيرا للتعاون ووزيرا للعدل، في كل المواقع، ظل سي عبد الواحد مثالا لرجل الدولة الهادئ، المحتكم لصوت العقل والمنصت الجيد لنبض الوطن. ظل متمسكا بالحكمة طوال المسار، حتى في اللحظات الحرجة والفترات الصعبة”.

وأضاف “نفس الحكمة التي رافقته نائبا للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هي التي ميزت تدبيره للحزب وهو كاتب أول على إثر المؤتمر الوطني الثامن. الحكمة التي أنارت الطريق لكي نجتاز ما أسماه فقيدنا بمرحلة “الانتحار الجماعي” ونعبر جميعا، وأيضا بمساهمته ووفائه، نحو مرحلة الانبعاث واستعادة المبادرة في المشهد السياسي الوطني والدولي، إنها حكمة الوفاء. ظل وفيا لحزبه، وسيظل الحزب وفيا له”.

 

 

 


سفيان رحيمي يثير ضجة في مصر

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى